وزير داخلية الوفاق في طرابلس فتحي باش آغا (أرشيف)
وزير داخلية الوفاق في طرابلس فتحي باش آغا (أرشيف)
الإثنين 13 يوليو 2020 / 18:52

هل يُخطط رجل تركيا القوي في طرابلس الليبية للانقلاب والانفراد بالسلطة؟

تعصف الخلافات الداخلية بحكومة الوفاق الليبية وميليشياتها التي تدعمها الحكومة التركية سياسياً وعسكرياً، في ظل تسابق قيادات ورموز الإخوان والميليشيات على الولاء لأنقرة وأجندتها في البلاد، ممثلةً في فتحي باش آغا وزير داخلية الوفاق، المحسوب على تنظيم الإخوان المسلمين، رجل تركيا القوي في طرابلس ومصراتة.

ويُحكم باش آغا قبضته على الوزراء والمسؤولين في المؤسسات والهيئات التابعة للوفاق، والقيادات العسكرية، بما فيها قادة الميليشيات. 

ورجحت مصادر سياسية ليبية أن ينفجر الغليان الذي بدأ بقرارات حل الميليشيات المناوئة لباشاغا، ومنع وزراء حكومة السراج من مغادرة ليبيا إلا بإذنه، في وجه المنظومة السياسية والعسكرية الموالية لتركيا التي تُسيطر على الغرب الليبي، والتي دخلت في مأزق جدي، عمقته قرارات الجيش الليبي المُتعلقة بغلق الموانئ والحقول النفطية.

وكشفت مصادر ليبية لصحيفة "العرب" اللندنية، تغول فتحي باش آغا في ظلّ الوضع الراهن،  فعمد إلى إصدار أوامر لزميله وزير المواصلات في حكومة الوفاق، ميلاد معتوق، بمنع هبوط وإقلاع وعبور الطيران الخاص، وكذلك الرحلات المُنظمة المؤقتة، إلا بعد إذنه.

وشدد باش آغا في أوامره، التي جاءت في مذكرة حملت توقيعه وجهها في 8 يوليو(تموز) الجاري، إلى وزير المواصلات، على "ضرورة تقديم قائمة بأسماء الركاب، ومطار الإقلاع والهبوط قبل الإذن لها" بالإقلاع أو الهبوط، في سابقة تهيئ مناخاً داخلياً في ليبيا قد يفرض على حكومة الوفاق وميليشياتها واقعاً جديداً وفق حسابات مُرتبطة بالأجندة الإخوانية التي تفرضها المعادلات التركية.

وبرر باش آغا تلك الأوامر التي أثارت هلع حكومة الوفاق، وقادة ميليشيات طرابلس التي لا تخفي غضبها من تغول ميليشيات مصراتة، بـ "معلومات واردة إليه من الأجهزة الأمنية مفادها أن هناك عناصر إرهابية تنوي الخروج من ليبيا عن طريق طائرات ورحلات خاصة".

واستثنى من هذه الأوامر التي تجعل منه المسؤول الأول الذي يتحكم في حركة الملاحة الجوية في غرب ليبيا، رحلات رئيس حكومة الوفاق فايز السراج، ونوابه أحمد معيتيق، وعبدالسلام كاجمان، ومحمد عماري زايد، وأحمد حمزة المهدي.

ونبه مراقبون إلى أن الخطر الكامن في تلك الأوامر هو أن باش آغا أصبح يُحكم قبضته على كافة الوزراء والمسؤولين في حكومة الوفاق.

وسعى باشاغا إلى إرضاء بعض قادة الميليشيات بمنحهم بعض الامتيازات، مثل عبدالغني الككلي المعروف باسم غنيوة، الذي ترددت أنباء عن تكليفه بمهام قنصل ليبيا في إحدى الدول المغاربية، مكافأة له على موافقته على حل الميليشيا التي كان يقودها والتي تُعرف باسم "كتيبة الأمن المركزي" الموالية لحكومة السراج.

وهاجم محمد سعيد الدرسي القيادي في ميليشيا "مجلس شورى ثوار بنغازي" فتحي باش آغا،
وحذر من موجة جديدة من الاعتقالات لمن وصفهم بالثوار، في وقت أعربت فيه قوى ليبية عن مخاوفها من أن تكون هذه التطورات مقدمة لموجه ثانية من الصدامات المُسلحة بين الميليشيات في طرابلس، التي شهدت الخميس الماضي اشتباكات في منطقة جنزور، إحدى ضواحي العاصمة، وفي مدينة مصراتة التي اندلعت فيها مواجهات مُسلحة يوم السبت في منطقة مصيف النورس أسفرت عن سقوط 3 قتلى.