عناصر من قوات يونيفيل في جنوب لبنان (أرشيف)
عناصر من قوات يونيفيل في جنوب لبنان (أرشيف)
الإثنين 13 يوليو 2020 / 21:04

"يونيفيل"..شاهد صامت على ملء مخازن سلاح حزب الله

لم تستطع قوة السلام الدولية "يونيفيل" على امتداد وجودها في الجنوب اللبناني الطويل، السلام منع تسلل عناصر ميليشيات حزب الله بأسلحتهم إلى المناطق الجنوبية، بل على العكس، إذ كانت ولفترة طويلة الشاهد الصامت أحياناً على فتح مخازن أسلحة وملؤها بالسلاح دون أن تتدخل بسبب رفض الجيش اللبناني التعاون معها.

ولكن الولايات المتحدة طالبت "يونيفيل" أخيراً بموقف واضح من تهريب السلاح، وحثت الجيش اللبناني على توفير الأمن في المنطقة بدل الوقوف متفرجاً على نشر حزب الله لسلاحه في القرى الحدودية. وهو ما دفع واشنطن للتلويح بوقف تمويل قوتين عسكريتين لا تقومان بواجبهما كاملاً، وأول هذه الواجبات منع الميليشيات من تكديس الأسلحة في جنوب لبنان، بعد أن تكرر في الأشهر الماضية إعلان القوة الدولية فشلها في دخول بعض المناطق والتفتيش عن مخابئ أسلحة فيها.

ويُذكر أن دوريات "يونيفيل" مُنعت من أداء مهمتها في بعض القرى، وتعرضت لاعتداء على يد ما يسمى "أهالي" البلدات التي حاولت دخولها. فيما رفض الجيش اللبناني دعمها بالتحقيق في إنشاءات تابعة للميليشيات تحت اسم جمعية "أخضر بلا حدود" ولم يفتش مواقع الأنفاق التي اكتشفها الجيش الإسرائيلي، والتي حفرها حزب الله تحت الحدود الدولية، لتهريب المخدرات.

وقف تدفق أسلحة إيران
أمّا الواجب الثاني فيتعلّق بالفشل في منع تدفق الأسلحة الإيرانية إلى لبنان عبر الحدود مع سوريا، وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الذي أقرّ في نهاية حرب يوليو (تموز) 2006. ما يعني أن هذه القوة العسكرية لا تتمتع بالقدرات المطلوبة أو أنها متواطئة عبر بعض عناصرها مع الميليشيات.

ويحصل لبنان بصورة شبه دورية على مساعدات أمريكية، معظمها عسكرية وتركز على دعم الجيش.

وتؤكد تقارير عسكرية أن حجم المساعدات الأمريكية للجيش اللبناني تدريباً، وذخيرةً، وصيانةً يبلغ نحو 75 مليون دولار سنوياً.

وقدمت الولايات المتحدة للبنان منذ 2008 أكثر من مليارين ونصف المليار دولار، ليحتل لبنان المرتبة الخامسة بين دول العالم من حيث حجم المساعدات العسكرية التي يحصل عليها من الولايات المتحدة.

كما خصصت واشنطن أكثر من 700 مليون دولار لتنفيذ برامج المساعدات العسكرية الأمريكية منذ 2011. وهو الدعم المادي الذي أبقى الجيش اللبناني صامداً وجاهزاً لمواجهة المصاعب الأمنية، علماً أن 90% من ميزانية الجيش مخصصة لرواتب عناصره.

كما تقدم الولايات المتحدة للجيش أسلحة، ومعدات، وطائرات دون طيار مجاناً بين الفترة والأخرى، بهدف تعزيز قدراته القتالية.

ولفت مسؤولون في واشنطن إلى أن الولايات المتحدة تدعم الجيش اللبناني لموازنة قدراته أمام قدرات الميليشيات المدرجة على لائحة الإرهاب في واشنطن.

وأفرجت الإدارة الأمريكية مع نهاية 2019 عن حزمة مساعدات بـ 100 مليون دولار، جمدتها في وقت سابق، علماً أن واشنطن تضغط على الحكومة اللبنانية لتنأى بنفسها عن حزب الله القريب من إيران.

تهديد أمريكي
ويعد انزعاج الإدارة الأمريكية من أداء "يونيفيل"، مقدمة لوقف دعمها مالياً، ما يعني تحميل الأطراف الأخرى الداعمة للقوة الدولية المزيد من الأعباء المالية والعملانية، والسياسية بدل البقاء في موقع المتفرج على الخروقات والوضع القائم، دون أي فعل.

وبالنظر إلى هذه الخيارات التي تبقى في إطار "الممكن"، من المنتظر أن تعبر الحكومة الأمريكية عن موقفها من هذه القضية في الأيام المقبلة قبل اجتماع مجلس الأمن في آخر الشهر المقبل للتمديد للقوة الأممية في جنوب لبنان.