سد النهضة الإثيوبي (أرشيف)
سد النهضة الإثيوبي (أرشيف)
الأربعاء 15 يوليو 2020 / 20:44

ما هي خيارات مصر للرد على ملء إثيوبيا سد النهضة؟

24 - بلال أبو كباش

أعلنت إثيوبيا اليوم الأربعاء، البدء رسمياً بملء سد النهضة بالمياهرغم المفاوضات مع مصر والسودان اللتان بدأتا بلمس الآثار السلبية للسد منذ اليوم، إذ أكد وزير الري السوداني تراجع في مستويات نهر النيل بما يعادل 90 مليون متر مكعب ما يؤكد إغلاق أديس أبابا بوابات السد.

وحسب التقارير، فإن إثيوبيا تسعى في المرحلة الأولى تخزين بـ 4.9 مليارات متر مكعب، وحاولت إثيوبيا بداية العملية سراً لكن صوراً التقطتها الاقمار الصناعية ونشرتها وكالة رويترز للأنباء أخيراً دفعت وزير الري في الحكومة الإثيوبية سيليشي بيكيلي إلى التصريح بأن صور الأقمار الاصطناعية لسد النهضة صحيحة، رغم محاولته المراوغة أمس حين أكد لعدد من وسائل الإعلام أن الأنباء المتداولة عن ملء سد مغلوطة. 

وعقدت مصر، وإثيوبيا، والسودان لقاءات متعددة على مستويات دبلوماسية مختلفة لبحث قضية سد النهضة، لكن المفاوضات المتقطعة على مر السنين بين الدول الثلاث، لم تسفر عن اتفاق لتنظيم تشغيل إثيوبيا التي أبدت تعنتاً متزايداً في كل لقاء إضافة إلى اللعب على وتر المراوغة لكسب الوقت لإكمال السد والبدء في تشغيله فوراً.

استمرار الخلافات
يوم الإثنين الماضي، اختُتمت المحادثات التي رعاها الاتحاد الأفريقي بحضور وزراء المياه في الدول الثلاث، بالإضافة إلى مراقبين دوليين، دون اتفاق  النقاط اعلىانونية العالقة.

وقالت الحكومة المصرية إن المحادثات "عكست استمرار الخلافات على القضايا الرئيسية لقواعد ملء وتشغيل السد".

النقاط الخلافية
وتتلخص النقاط الخلافية بين الدول الثلاث، في القواعد الخاصة بملئه وفتراته، والتعامل معها، وفترات التشغيل، وقواعد التعامل مع الجفاف، والجفاف الممتد خلال فترات الملء، وتوليد الطاقة الكهرومائية، وتحقيق التنمية التي تنشدها إثيوبيا، دون ضرر جسيم لدولتي المصب، مصر والسودان.

تقترح إثيوبيا ملء بحيرة الخزان البالغة 74 مليار متر مكعب، في فترة تمتد بين 4-7 أعوام، لكن مصر تطالب بـ 10 أعوام، مع الاتفاق على منظومة قانونية لإدارة السد بما لا يؤثر على السد العالي في مصر، والسدود السودانية، وإدارة التدفق المائي خلال سنوات الجفاف.

ومن النقاط المهمة التي تؤرق القاهرة مشكلة أمان السد، والآثار البيئية المترتبة عليه، والأضرار على دولتي المصب.

كما تخشى الخرطوم قوة السد وأمانه وتأثيراته على قدرات التخزين المائية السودانية، وهي بنود لابد من التوقيع عليها في اتفاق.

خيار مجلس الأمن
تدرس القاهرة بالتعاون مع الخرطوم الخيارات المتاحة لها لحل أزمة سد النهضة وحفظ حقوقهما المائية في نهر النيل، ومن الخيارات المطروحة للرد على بدء إثيوبيا بملء سد النهضة، العودة لمجلس الأمن لعقد جلسة جديدة وإصدار قرار حول السد. وتؤكد مصادر مصرية، أن القاهرة تدرس أيضاً جدوى التوصية بعقد قمة أفريقية مصغرة حول سد النهضة. 

التمسك بالخيار السلمي
رغم تعنت إثيوبيا، تتمسك مصر بالخيار السلمي والمفاوضات لحل أزمة سد النهضة، ويؤكد عضو اللجنة الإفريقية في البرلمان المصري حاتم بشات، أن "مصر لا تزال متمسكة وأنها قبلت بالحوار الأخير حتى يمكن الوصول إلى حل لنقاط الخلاف، ومع ذلك فإن كل الخيارات مطروحة حال انسداد الأفق".

وساطة أوروبية
ويضيف عضو النواب المصري، أن القاهرة "تناقش مع كل أطراف الوساطة الأوروبية والأفريقية مستجدات الأوضاع على الساحة وخطورة التحرك الإثيوبي الأحادي، وإيصال رسالة للعالم بأن المياه بالنسبة لمصر خط أحمر، وأمن قومي، وأن المساس بها هو اعتداء مباشر وصريح على مصر، ولن تسمح به".

الخيار العسكري
يعتبر الخيار العسكري واحداً من الحلول المطروحة لكنه مستبعد، لآثاره الكارثية على المنطقة، ويقول المحلل السياسي السوداني محمد آدم إسحاق في تصريح نقلته صحيفة "البيان" في 21 يونيو (حزيرا) الماضي: "في اعتقادي إمكانية الخيار العسكري واردة في ملفي الطرفين القاهرة وأديس أبابا، إذا وصلتا إلى طريق مسدود، ولكن تبقى الحرب ليست في مصلحة أحد".

من جهة أخرى، تقول صحيفة "فرانكفورتر روندشاو" الألمانية في تقرير بتاريخ 3 مايو (أيار) الماضي: "حتى المواجهة العسكرية لم تعد مستبعدة تماماً، فقد أجرى الجيش الإثيوبي مناورات بالقرب من سد النهضة، بثها التلفزيون الحكومي، فيما أجرى جنرالات مصر محادثات مع إريتريا، حول إقامة قاعدة بحرية هناك". 

حل وسط
من جهتها، تقول الباحثة القانونية الألمانية فلين ويلينغ في تقرير نشر في موقع "جمعية معهد بلانك" في مارس (آذار) الماضي، إن من "حلول الوسط الممكنة، ملء السد تدريجياً في موسم الأمطار، مع أخذ التداعيات على السكان في مصب النهر بعين الاعتبار". وبعد ذلك، "يمكن تشغيل السد على المدى الطويل وفقاً لآلية تأخذ في الاعتبار احتياجات توليد الطاقة وتدابير الحماية المناسبة لمصر والسودان خلال فترات الجفاف".