الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (أرشيف)
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (أرشيف)
الأحد 26 يوليو 2020 / 23:16

صحف أوروبية: مشروع أردوغان مسار استبدادي

واصلت الصحف الفرنسية هجومها الشديد على سياسات الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان الخارجية، الذي لطالما وصفته بالدكتاتور وانتقدت بحدّة انتهاكات حكومته للديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان في بلاده، فضلاً عن سياسة قمع الأكراد والأقليات في ظلّ علاقات متوترة جداً بين تركيا وفرنسا.

هذه المرّة صبّت الصحف الفرنسية جام غضبها على سياسات أردوغان الخارجية وعلاقاته مع اليونان وسائر دول الاتحاد الأوروبي، إضافة للتدخل العسكري التركي في ليبيا، بحسب ما نقلت صحيفة "أحوال" التركية.

استفزاز اليونان
رأت صحيفة "اللوموند" أن الأعمال الاستكشاف التركية في بحر إيجه، تشكل استفزازاً جديداً لليونان بالتزامن مع أول دعوة للصلاة في موقع آيا صوفيا بإسطنبول، الكنيسة سابقاً، بعد أنّ تم تحويله إلى مسجد من قبل الرئيس التركي.

وأعلنت أنقرة برسالة على نظام المعلومات البحرية الدولي "Navtex" عزمها على إجراء تحليلات زلزالية حتى الثاني من شهر أغسطس (آب) وبشكل غير رسمي للبحث عن الهيدروكربونات في الجنوب وفي جنوب شرق جزيرة كاستيلوريزو اليونانية.

وتابعت الصحيفة أنّ القرار التركي دفع البحرية اليونانية إلى الإعلان عن حالة التأهب وبات حوالي 85٪ من الأسطول اليوناني موجود الآن في بحر إيجة، فيما قال المتحدث باسم الحكومة اليونانية إنّ "اليونان لن تتسامح مع أي انتهاك لحقوقها السيادية وستبذل كل ما في وسعها للدفاع عنها". 

وأضافت يومية "لوموند" أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كان قد أعرب عن أسفه لأن منطقة شرق المتوسط أصبحت حلبة الصراع بين القوى العالمية وخاصة تركيا وروسيا، في مواجهة الاتحاد الأوروبي الذي لا يزال ميزانه قليلاً في هذا النزاع".

المشروع العثماني
نشرت صحيفة "لو فيغارو" من جهتها ملفاً حول العلاقات التركية الأوروبية في ظل سياسة أردوغان حيث ترى أنّه بات من الوهم اليوم أن تحلم أوروبا بتركيا ليبرالية وعلمانية وريثة أتاتورك وقناعاته العلمانية، فمشروع رجب طيب أردوغان العثماني الجديد هو مسار قومي وإسلامي واستبدادي بدأ يسلكه منذ عدة سنوات وهو تأكيد لطموحاته الامبراطورية الجديدة حول البحر الأبيض المتوسط.

واعتبرت "لو فيغارو" أنّ أردوغان أصبح المشكلة الرئيسية للاتحاد الأوروبي من خلال ابتزازه بملف المهاجرين وقتاله ضد القوات الكردية في سوريا المتحالفة مع التحالف الدولي المناهض لداعش، والتنقيب غير الشرعي في شرق البحر الأبيض المتوسط في المنطقة الاقتصادية لقبرص، وأسلوبه الاستبدادي في التعامل وانتهاكات حقوق الإنسان التي تحدث والتي تضاعفت منذ محاولة الانقلاب في عام 2016.

ورأت أن معظم الإجراءات التي تتخذها تركيا تشكل مشكلة أمنية للقارة الأوروبية أو حتى تتعارض مع قيم الاتحاد من خلال تحويل كنيسة آيا صوفيا السابقة إلى مسجد، وهذا من أجل إحياء الماضي العثماني ولإذكاء رغبة أردوغان في الانتقام بالهوية، وبهذا يكون الرئيس التركي قد وضع نهاية لوقت كان فيه من السهل عبور الجسر بين شرق وغرب.

وعلق أحد الدبلوماسيين الفرنسيين على ذلك بقوله "إن أردوغان يتخذ خطوة أخرى يمكنها أن تقودنا نحو حرب الحضارات والأديان".

سياسة توسعية
قناة "DW" الألمانية نقلت بدورها عن الخبير الألماني في الشؤون التركية غونتر زويفرت، قوله إنّ "أردوغان سيواصل سياسته في الضغط هذه، وذلك بالانطلاق من نفس السياسة التي اتبعها مع قبرص والمنطقة الاقتصادية الخالصة لها، فمن المحتمل أن ينفذ عمليات الحفر والتنقيب في المنطقة الاقتصادية الخالصة لليونان في المستقبل القريب أيضاً".

وحول قرب نشوب حرب بين تركيا واليونان، يرى زويفرت أنّ ذلك يعتمد بشكل أساسي على تعامل اليونان مع الوضع، وما إن كانت ستدخل في مفاوضات مع تركيا أم لا.

وبحسب زويفرت، يعتمد على موقف الاتحاد الأوروبي وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية. والأهم أن اليونان وتركيا عضوان في الناتو ولهذا على دول الناتو الكبرى أن تعمل دور الوسيط بينهما.

واعتبر أنّه ليس من قبيل الصدفة أنّ سياسة أردوغان تهدف إلى بسط نفوذ تركيا وبناء تركيا أكبر. ليس تركيا الرامية إلى التوسع نحو الغرب في عهد كمال أتاتورك، ولكن تركيا التي تعود إلى تاريخ الإمبراطورية العثمانية وحجمها الإمبراطوري والتي تريد أن تظهر للعالم، أنها القوة الجديدة في المنطقة، تملأ الفراغ الذي خلفه انسحاب أمريكا وضعف الاتحاد الأوروبي.