الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره التركي  رجب طيب إردوغان  (أرشيف)
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره التركي رجب طيب إردوغان (أرشيف)
الثلاثاء 28 يوليو 2020 / 11:43

بسبب سياسة أردوغان.. تركيا تواجه خطر عقوبات أمريكية وأوروبية

أفادت صحيفة "جيروزالم بوست"، اليوم الثلاثاء، أن تركيا تواجهة تهديدات جديدة بفرض عقوبات مزدوجة عليها من حلفائها الغربيين (أوروبا وأمريكا)، بسبب سياستها الخارجية، لكن المحللين قالوا إنه "من غير المحتمل أن يقتنع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بتغيير سياسته".

وتأتي التهديدات بالعقوبات في أسبوع مضطرب لتركيا على المسرح العالمي، حيث أٌقيمت أول صلاة في آيا صوفيا يوم الجمعة، بعد أن تم تحويلها إلى مسجد، مما أثار غضب اليونان المنافس الإقليمي.

وفي قرار أثار انتقادات دولية، أعلن أردوغان في وقت سابق من هذا الشهر، تحويل آيا صوفيا إلى مسجد، عقب قرار محكمة قضى بعدم قانونية تحويل المبنى إلى متحف في العام 1934.

وقد ارتفع صوت هؤلاء المنتقدين هذا الأسبوع، حيث تواجه أنقرة عقوبات أخرى بعدما أصدر الكونغرس الأمريكي تشريعاً الثلاثاء الماضي، بسبب شرائها أسلحة روسية.

وقال الاقتصادي أتيلا يشيلادا، المقيم في تركيا: "السياسة التركية تعمل تحت شعار أنه طالما أن دونالد ترامب هو الرئيس، فلا يتعين علينا حقًا القلق من الكونغرس أو المحاكم".

وتلوح العقوبات على تركيا منذ تسلمها العام الماضي لمنظومة الدفاع الجوي الروسي S-400، وقد بدأت بالفعل بتعليق أنقرة في برنامج الطائرات المقاتلة F-35 الأميركي، وأكدت واشنطن أنه إذا استخدمت تركيا الطائرات إلى جانب نظام الدفاع الجوي الروسي، فقد يسمح ذلك لموسكو بالكشف عن تقنياتها السرية.

وقال خبير العلاقات الأمريكية التركية وزميل في معهد كينان ومقره واشنطن، نيكولاس دانفورث: "على المستوى الرمزي، أعتقد أن أنقرة تعتبر هذه الأسلحة الروسية إعلانًا لاستقلال السياسة الخارجية لتركيا".

ويعتقد أن للرئيس ترامب علاقة شخصية جيدة مع أردوغان. وادعى مستشار الأمن القومي السابق لترامب ، جون بولتون ، أن ترامب أكد لأردوغان أنه "سيهتم بالأمور" فيما يتعلق بقضية ضد بنك "Halkbank" المملوك للدولة التركية ، والمتهم بانتهاك العقوبات الأمريكية.

ومع ذلك، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على تركيا في عام 2018 بسبب أزمة اعتقال أنقرة لقس أمريكي، وقد أدت هذه العقوبات إلى انهيار العملة التركية، وارتفاع أسعار المواد الغذائية ومعها البطالة، ودفع إردوغان ثمناً باهظاً لهذه العقوبات، وفقد حزبه السيطرة على أنقرة واسطنبول خلال الانتخابات البلدية في عام 2019، كما حدثت انشقاقات بارزة في الحزب، مما يدل على أن قبضته على السلطة لم تكن قوية كما كان يُتصور.

بعد يومين من تمرير مشروع قانون العقوبات في الكونغرس الأميركي، زعم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن تركيا تنتهك سيادة دول الاتحاد الأوروبي اليونان وقبرص من خلال حفرها قبالة سواحلها وأن على الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات رداً على ذلك.

في حين أن الاقتصاد التركي في حالة سيئة بسبب الوباء، قال يسيلادا إن "إردوغان لن يخاف من تهديدات فرنسا بالعقوبات لأن الاتحاد الأوروبي لا يقدم الكثير من المال لتركيا".

وفي العام الماضي، وقعت تركيا على اتفاق مع حكومة ليبيا برئاسة فائز السزاج تدعي أن لديها منطقة اقتصادية حصرية عبر البحر من شأنها أن تمنع القوى الإقليمية الأخرى من إرسال غازها عبر شرق البحر الأبيض المتوسط ​​إلى الاتحاد الأوروبي.

وقال مظفر سينيل، عالِم سياسي بجامعة شهير في إسطنبول ، لميديا ​​لاين إن نوعاً من الاشتباك العسكري سيحدث على الأرجح بين اليونان وتركيا ، ولكن من المحتمل ألا يؤدي إلى صراع كبير"، مضيفاً أن "الجهات الفاعلة الأمريكية والدولية الأخرى ستتدخل في القضية لوقف الاشتباكات".