(أرشيف)
(أرشيف)
السبت 1 أغسطس 2020 / 10:33

صحف عربية: أموال قطر لن تنقذ أردوغان

كشفت المعطيات المالية في تركيا عن فشل عمليات ضخ الأموال القطرية في وقف تراجع وانحدار الليرة التركية.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم السبت، حذرت تقارير من العثمانيون الجدد في تركيا، فيما يشغل تمدد المشروعين التركي والإيراني، واستباحتهما للأراضي العربية حيزاً كبيراً في الصحافة العربية.

الأموال القطرية
وفي التفاصيل، يقول متابعون للشأن القطري، لصحيفة العرب، إن "الدوحة وجدت نفسها مجبرة على دفع الإتاوة إلى الرئيس التركي الذي أشعر الأسرة الحاكمة في قطر خلال أزمتها مع جيرانها الخليجيين، أن بإمكانه حمايتها في وقت لم تكن تحتاج فيه إلى تدفق للجنود والأسلحة التركية وإنما إلى إرسال إشارات إيجابية عن عزمها على الحوار وتبريد الخلافات بدل ضخ الأموال في كل اتجاه لشراء حماية تزيد من عزلتها".

وبحسب الصحيفة "لم تنجح تلك الأموال على ما يبدو في وقف نزيف الليرة المحلية التركية بفعل سياسات الرئيس التركي الداخلية المعقدة. كما تضغط تركيا على قطر أكثر فأكثر لزيادة مساهمتها بشكل متواصل في تكاليف الحرب خاصة في ليبيا التي تعتبر أحد رهانات قطر وحلفائها الإسلاميين في المنطقة، وهي خطوة قد يجد فيها أردوغان ملجأ ضرورياً له للتخفيف من موجة النقد في الداخل في ظل رفض الأتراك لمغامراته الخارجية، وذلك بإظهار أن تركيا لا تدفع وحدها تكاليف الحرب، وأن قطر مستعدة للدفع في أيّ وقت مقابل حمايتها".

طعنة الظهر
من حهته، لفت الكاتب زهير الحارثي في مقال بصحيفة الشرق الأوسط، إلى أن "يتساءل كثيرون: كيف استطاعت تركيا وإيران التغلغل في النسيج العربي، واستهداف أمنه القومي، والسطو على مقدراته وخيراته؟ وكيف تمكنتا من استغلال أشخاص عرب ينتمون لتلك الأوطان، ليتم تجنيدهم لتنفيذ أجندة هذه الدولة أو تلك".

وقال الكاتب "الاختراق نهج قديم - جديد في خفايا علاقات الدول، وقد يحقق مراده بأدوات وفق طبيعة الدولة والمجتمع، مثل: أولاً الأدلجة والانتماء كآيديولوجيا الإخوان والعلاقة النفعية ما بين أردوغان والسراج، أو علاقة النظام القطري بالإخوان، أو كتعطيل البرلمان التونسي من قبل حركة النهضة، أو حتى قصة المسؤول السعودي سعد الجبري والإخوان، وثانياً المنفعة والمصلحة كعلاقة نظام إيران بالقاعدة، وحماس، والإخوان في مصر، وثالثاً المذهبية كتوظيف بعض العرب الشيعة لأغراض سياسية وأمنية وعسكرية، كحزب الله في لبنان، والحوثي في اليمن".

وأضاف "علينا أن نفرق هنا ما بين علاقة إيران أو تركيا بدول عربية سياسياً التي تخضع لمفهوم العلاقات الدولية، وبين ارتباطاتهما بأشخاص عرب يلعبون أدواراً مؤثرة لهما في دولهم، وهم أوراق مقايضة ومساومة حين الحاجة، غير متناسين بطبيعة الحال الفئة المتناثرة في عالمنا العربي والتي لا تنفك تعزز الحلم النستالوجي لجماعة الإخوان وامتداداتها العابرة للقارات. يتزامن ذلك مع غياب للنظام العربي الإقليمي، وإن كانت جهود الدبلوماسية السعودية تبعث على التفاؤل، كما نرى اليوم في الملف الليبي، ولعلها مؤشر إيجابي لإعادة تأهيل الرافعة العربية في مواجهة المخاطر الخارجية، وقد نستعرضها بإسهاب في مقال قادم".

الانفجار العثماني
وفي سياق متصل، حذر الكاتب محمد نورالدين في مقال بصحيفة الخليج الإماراتية، من "العثمانية الجديدة التي لم تعد مجرد عنوان لخطط مخفية، بل بات أصحابها يجاهرون بها، ويدعون بفخر إلى إحيائها، واستعادتها. وتتسارع الخطوات حثيثة عشية الذكرى المئوية لتوقيع معاهدة لوزان عام 1923 التي رسمت، إلى حد كبير، حدود تركيا الجديدة والحالية، فيما تعتبرها جماعة حزب العدالة والتنمية، وفي رأسها رجب طيب أردوغان، هزيمة لتركيا، لأنها تخلت عن الحدود التي كان رسمها لتركيا الميثاق الملّي عام 1920".

وأضاف "علت هذا الأسبوع الدعوة لإحياء الخلافة الإسلامية (أي الخلافة العثمانية). وهاجم السلطان سليم الأول عامي 1516 و1517 كلاً من بلاد الشام، ومصر، وتوسعت الانكشارية تدريجياً، إلى شمال إفريقيا، والجزيرة العربية. وكان من أبرز أهداف الغزو العثماني حينها، اكتساب الشرعية الدينية من خلال فرض التنازل على الخليفة العباسي، وتجييرها للسلطان العثماني، وقد حصل العثمانيون على هذا المطلب. ولم يكن ذلك إيماناً، ولا جهاداً. فالجهاد لا يكون ضد المسلمين الآخرين. وليس أدل على عدم الإيمان هو أن أحداً من السلاطين- الخلفاء العثمانيين لم يؤد مناسك الحج. فهل يعقل أن أحداً من هؤلاء، الذي لم تكن تتسع صفحة بكاملها لذكر ألقابه التي تسبق اسمه، لم يذهب إلى الحج على امتداد أربعمئة سنة وسنتين بالكمال، والتمام؟".

وحذر قائلاً: "لو اقتصر نطاق أمر الدعوة لإحياء الخلافة على حدود تركيا لقلنا ما لهم ومالنا. لكن المطروح يشمل كل العالم الإسلامي، ولا سيما العالم العربي. حيث نجد أن التدخلات التركية تحصل في دول عربية فقط، من سوريا، والعراق، وليبيا، والخليج، وتونس، وغيرها. وهو ناقوس يقرع في إسطنبول، هناك من يدعو في السياق العثماني، لنقل العاصمة إليها، بأمل أن تعود من جديد "باباً عالياً"، يسمع صوته في بلاد العرب. فهل من يدرك الخطر الانكشاري القادم على صهوة الثأر، والأوهام؟".