صحف عربية (24)
صحف عربية (24)
الثلاثاء 4 أغسطس 2020 / 11:14

صحف عربية: تميز سعودي في حج 2020 وأحلام أردوغان تنكسر في ليبيا

انتهت مناسك الحج هذا العام بيُسر وسلام في ظل جائحة هزت العالم وأقضت مضاجعه، وكان النجاح السعودي الجديد، أفضل رد على محاولات فاشلة ومتكررة لتسييس الحج والمواسم الدينية.

ولا يزال التدخل التركي في ليبيا يتصدر عناوين الصحف، ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الثلاثاء، قال خبراء ومحللون سياسيون، إن حكومة الوفاق المدعومة من تركيا، فشلت في تهديدها بالحرب في سرت والجفرة، فيما واصل أردوغان التطاول والتهجم على العواصم العربية، تعويضاً عن مرارة الخسائر التي تكبدها.


حج استثنائي
وعن السعودية ونجاح موسم الحج، رغم جائحة كورونا، قالت صحيفة "البيان" الإماراتية، إن "الجائحة لم تمنع السلطات في المملكة من تنظيم حج استثنائي رغم الظروف القاهرة، التي حملت على إلغاء آلاف المناسبات حول العالم بسبب تفشي كورونا، لكن السعودية قبلت التحدي وأصرت على إتمام مناسك لها دلالة دينية ومعنوية لدى مليار ونصف المليار مسلم حول العالم، أرادت المملكة ألا تخذلهم، وأن تجعل عيونهم، الشاخصة نحو بيت الله الحرام في أيام هي خير أيام الله، تطمئن إلى أن الركن الخامس من أركان الإسلام العظيم لن يهدم أبداً، رغم كل الظروف، وأنها تسهر ليل نهار على خدمة الحرمين الشريفين، ورعاية ضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين".

وأضافت "كانت النتائج مبهرة من حيث دقة تنظيم الحشود في المناسك، والطواف، والسعي، والوقوف بعرفة، ورمي الجمار، وما تخلله من المحافظة على التباعد في كل شعيرة من الشعائر".

وكان لهذا التنظيم أثره المباشر في انعدام الإصابات بين الحجاج، وغياب أي حوادث عرضية أثناء أداء المناسك.

واختمت الصحيفة قائلة: "نرفع القبعات احتراماً وإجلالاً وإكباراً لراعية الحرمين الشريفين وحاضنتهما الأمينة، المملكة العربية السعودية، على نجاحها الباهر في تنظيم حج هذا العام، رغم استثنائية الظرف".

نجاح السعودية

ومن جهته، قال يوسف الديني  في صحيفة "الشرق الأوسط"، إن "النجاحات العريضة لإدارة موسم الحج في كل سنة كانت الرد السعودي العملي على كل التخرصات حول ملف تسييس الحج والمواسم الدينية الذي بات من الملفات الموسمية التي يعاد تدويرها في المسلسل الرخيص لاستهداف المملكة، واللعب على مسألة السيادة والأوزان السياسية الكبرى لدولة لا يمكن استهدافها إلا من خلال التشغيب، ومحاولة الانتقاص من صدارتها في قيادة العالم الإسلامي".

وأضاف "هذا المسلسل كانت تديره طهران سابقاً من بوابة الطائفية. وحين فشلت، وأثبتت للعالم أنها أكثر الدول استغلالاً للمواسم الدينية في تصدير آيديولوجيتها الثورية ورعاية الإرهاب، دخل نظام إردوغان على الخط، مدفوعاً  من نظام الدوحة، لمحاولة اللعب بالأدوات ذاتها، من خلال محاولة تسييس المواسم الدينية، وبشكل أكثر شراسة، في محاولة لاختطاف قيادة العالم السني الذي تتربع عليه المملكة منذ تأسيسها، بسبب شرف خدمة الحجيج، والجغرافيا السياسية، والتاريخ المشرف منذ لحظة المؤسس الذي رفض تسييس الحج مبكراً في أول لقاء مع مرشد جماعة الإخوان، حسن البنا".

وأشار إلى أن  "العالم، بوكالاته ومصادره الإخبارية، ترقب موسم حج ما بعد جائحة كورونا"، مضيفاً "لكن السعوديين كانوا على ثقة كاملة بأن شيئاً ما لن يتغير لأن شرف خدمة الحجيج جزء من الهوية الدينية والسياسية لهذه البلاد، كان القرار في غاية الذكاء السياسي والاعتدال الديني، حيث تم تقديم الآخر على الذات، برفع نسبة الحجيج من غير السعوديين بسبب محدودية الأعداد، ورفع مستوى التنظيم إلى الشكل الذي رآه الجميع على محطات التلفزة، من دون مواربة أو إخفاء في عالم الميديا والإشاعات والتصيد".


انتحار تركي
وفي سياق التدخلات التركية في الدول العربية، خاصةً في ليبيا، يرى خبراء ومحللون، أن حكومة الوفاق الليبية المدعومة من تركيا، فشلت في تهديداتها بشن حرب على محور سرت الجفرة، بعد مرور شهر من إعلان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي المحور، خطاً أحمر لن تسمح مصر بتجاوزه.

وأكد مدير إدارة التوعية المعنوي بالجيش الوطني الليبي، العميد خالد المحجوب، لصحيفة "الاتحاد" الإماراتية، ارتفاع جاهزية واستعداد الجيش الوطني عبر دعم الجبهة بتحصينات دفاعية بمختلف الأسلحة البرية والجوية والبحرية، الأمر الذي يقلق تركيا، بعد أن أصبح الموقف العملياتي مختلفاً، بالإضافة إلى الموقف العربي والأوروبي من الصراعات التي أدخلت تركيا فيها نفسها في ليبيا وفي شرق المتوسط.

وأضاف، أن "الزخم وعلو الرأي العربي وقوة المواقف الإقليمية لمصر، والإمارات، والسعودية، وأيضاً تونس، والجزائر في الفترة الأخيرة، كانت سبباً في خشية تركيا الدخول في مغامرة عسكرية قد تملك قرار بدايتها، ولكن لا يمكن أن تنهيها".

وبدورها، أكدت مصادر عسكرية ليبية، أن الأتراك حذرون من خطوة غير مدروسة بسبب خلل التوازن العسكري بين الطرفين الآن، موضحة أنه بعد دخول الجيش المصري أصبح الهجوم على سرت أو قاعدة الجفرة الاستراتيجية "انتحاراً عسكرياً".

وأشارت المصادر لـ "الاتحاد" إلى أن قوات الوفاق حاولت مرات عدة الهجوم في الشهر الماضي على قاعدة الجفرة، وتصدت لها القوات المسلحة والسلاح الجوي، مضيفاً أنه بالنسبة لسرت، فهناك مناوشات عسكرية على استحياء من ميليشيات ومرتزقة الوفاق مع الجيش الليبي.

وشددت على أن نقل المرتزقة مستمر ليس فقط للهجوم على سرت والجفرة، وإنما لحماية المطامع التركية التي أصبحت تسيطر على كبريات المؤسسات الليبية في العاصمة طرابلس، ومنها مصرف ليبيا المركزي.

وقال المحلل العسكري الليبي، محمد الترهوني، للصحيفة، إن "المواقف العربية والأوروبية أجمعت على ضرورة وضع حدٍّ للتمادي التركي في ليبيا وتصديرها المرتزقة والإرهاب"، موضحاً أن التصريحات المصرية القوية حول خط سرت الجفرة، وضعت حكومة الوفاق وتركيا أمام خيار التراجع عن هذه المعركة أو الانتحار المؤكد، مشيراً إلى أن كل هذه العوامل تسببت في تراجع الوفاق وتركيا عن المعركة.

ويرى الباحث في الشأن الليبي محمد حميدة، أن تركيا تراجعت عن التقدم نحو سرت والجفرة عندما أيقنت بأنها ستواجه مصر لا الجيش الليبي فقط، ما دفعها لإعادة حساباتها، موضحاً أنها يمكن أن تؤجل العملية  لم إذا تستطع مواجهة القاهرة في سرت والجفرة، ولكنها ستفعل ذلك من خلال المجموعات الإرهابية والمرتزقة عبر عمليات محدودة قد تستهدف المنشآت النفطية. 

حائط صد أردوغان
من جهته قال عمر علي البدوي في صحيفة "العرب" اللندنية إن "ما يحرك غضب القيادة التركية على أبوظبي، ويدفعها لإلقاء تهديدات فارغة ضدها، وضد الرياض والقاهرة، ليس فقط أن هذه العواصم تشكل ناصية مشروع عربي يقاوم للبقاء، أخذ موقعه المؤثر في معادلات المنطقة، بل هي تثير نقمة أردوغان أكثر لتشكيلها حائط صد ضد أهدافه الخبيثة ومحاولاته السافرة للتدخل في المنطقة".

وأشار إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان يستتر خلف آلة دعائية تروج لرمزيته وأدواره في حوض المتوسط، قبل أن يكشف طموحاته الكبرى في قلب المنطقة العربية، ويبدأ في تنفيذ خططه جهاراً غير آبه بقيم الجوار، أو تقاليد الدين، أو الأعراف السياسية، وشرع أردوغان في إرسال مرتزقة عرب لقتل الشعب الليبي، وتوسع في احتلاله للأراضي السورية، بعد أن سهل دخول داعش إليها، ولم يبخل بالدعم على تنظيم الإخوان في اليمن، معرقلا جهود التحالف العربي فيها، ومقتحما بقواته الأراضي العراقية، قبل أن يُهدد وزير دفاعه دولة الإمارات.

وأوضح الكاتب أن "أنقرة ستبلغ في ظل أردوغان مرحلة من الإنهاك نتيجة التوسع الهستيري، بعد أن أغرته حالة الضعف والهشاشة في كثير من بؤر الصراع التي شارك في صناعتها وتأجيجها، ولن يكون الظهير الإخواني، بكل مقدراته الدعائية، ولا قواعده الشعبية المنضوية تحت بريق شعاراته الوهاجة، ولا الأموال القطرية، كافيا لتحقيق مشروعه الأيديولوجي على أرضية صلبة أو منطق حقيقي".

وأضاف "لا شيء يبرر الآن التراجع في وجه المشروع التركي، مهما بلغت حدة التهديدات، لأن خيار المواجهة الذي اتخذته الرياض وأبوظبي، ودورهما في إنعاش القاهرة، والحفاظ على الحد الأدنى من التوافق العربي، مهم وضروري لصون المنطقة من اختراق المشاريع الإقليمية"، مؤكدة إنها "مهمة تاريخية، وخط الدفاع الأخير ضد رغبات تصفية التأثير العربي، ويشكل تبادل الأدوار الذي تقوم به العواصم الثلاث، والذي ظهر جلياً في نشاط وزير الخارجية السعودي، لاستنهاض موقف عربي موحد، يطوق الأزمة الليبية، ويعيد فاعلية الدور العربي، خطوة مسؤولة وضرورية في هذا السياق".