الثلاثاء 4 أغسطس 2020 / 16:51

ما العلاقة بين جدري الماء والهربس النطاقي؟

يندرج جدري الماء ضمن أمراض الطفولة. ولأنه معدٍ للغاية، فقد عانى معظم الناس من الجدري في مرحلة الطفولة، مرة واحدة ليس أكثر، وهو شيء جيد، لكن ثمة علاقة بين الإصابة بالهربس والجدري، إذ ينتج الهربس النطاقي عن الفيروس النطاقي الحماقي، وهو نفس الفيروس، الذي يسبب جدري الماء.

وبعد الإصابة بالجدري، يَكمن الفيروس بشكل غير نشط في النسيج العصبي قرب النخاع الشوكي والمخ. وبعد سنوات، قد ينشط الفيروس مجدداً، ما يسبب الهربس النطاقي.

وأوضح الطبيب العام الألماني ياكوب بيغجر أنه رغم هذا فإن الذي يصاب بجدري الماء عندما كان مراهقا أو بالغا، ليس في مأمن من خطر الإصابة بالمتاعب، إذ يصبح الطفح الجلدي أكثر شدة، حتى في منطقة الرأس. ويمكن أن يصاب بالالتهاب الرئوي أو التهاب السحايا.

التطعيم ضد الجدري

وإذا لم يُصب المرء في صغره بالجدري، فعليه التطعيم المضاد للجدري، كما أن على مجموعات معينة من المرضى تعويض التطعيم، وهم الذين يعانون من التأتب الشديد، أي الذين يميلون إلى الإكزيما الداخلية، والمصابين بأمراض خطيرة في الجهاز التنفسي وأيضاً المقبلين على عملية زرع عضو.

فحص الدم
وإذا لم تعرف إذا أصبت بجدري الماء طفلاً، فيمكن ذلك بفحص الدم، مع العلم المرأة، التي ترغب في الإنجاب، وتعاني من جدري الماء قبل أو بعد الولادة بوقت قصير، قد تٌعرض طفلها للضرر بسبب ذلك، وفي أسوأ الحالات قد يصل الأمر إلى الوفاة.

والأشخاص، الذين يعانون من الهربس النطاقي، معرضون أيضا لخطر الإصابة بجدري الماء، وهم الأشخاص، الذين لم يصابوا بجدري الماء ولم يتم تطعيمهم ضده.

وأي شخص أصيب بجدري الماء أو طعم ضده يحمل الفيروس مدى الحياة، ورغم إيقافه بنظام المناعة، يمكن إعادة تنشيطه مسبباً الهربس النطاقي، المنتمي إلى نفس عائلة الفيروس.

ضعف المناعة
ويرى بيرغر أن سبب الإصابة دائماً ضعف جهاز المناعة، لذلك فإن التوتر النفسي وأشعة الشمس الشديدة يمكن أن يسببا الهربس.

والمرضى بشكل عام، ومرضى السرطان بشكل خاص، الذين يعالجون بمواد تضر بجهاز المناعة، معرضون للخطر.

ومن جانبه أوضح إريك سينغر، المتخصص في أمراض الجلدية الألماني، أن كبار السن معرضون أيضاً بشكل خاص، كما يمكن أن يُصاب به الأطفال، ولكن الفرص تزيد مع كبر السن.

وبشكل عام، يجب الذهاب إلى الطبيب بسرعة، ويؤكد بيرغر أنه كلما ذهب المريض إلى الطبيب مبكراً، كان ذلك أفضل، حيث يُعطى المريض ما يسمى بمضادات الفيروسات، التي تضعف دورة حياة الفيروس.

ويحدث الهربس النطاقي بشكل متكرر نسبياً، مسبباً ألماً شديداً على مدى أشهر إلى سنوات في المنطقة، التي ينتشر فيها، بينما تعمل الأدوية على جعل مثل هذه الدورة أقل احتمالاً.

ويصاب معظم الناس بالهربس النطاقي مرة واحدة فقط، لكن هناك أيضاً حالات يتأثر فيها الناس عدة مرات، وهي دائماً علامة على ضعف جهاز المناعة.

ونادراً ما تربط الهربس علاقة بالورم أو يكون علامة مبكرة عليه.

تطعيم ضد الهربس النطاقي

وهناك أيضا تطعيم ضد الهربس النطاقي، بحقنتين على الأقل بفارق شهرين. وتوصي اللجنة الدائمة للتطعيم بمعهد روبرت كوخ الألماني بتطعيم المرضى بداية من 60 عاماً، والمرضى المعرضين للخطر بدايةً من 50 عاماً.