مرتزقة موالون لتركيا في ليبيا (أرشيف)
مرتزقة موالون لتركيا في ليبيا (أرشيف)
الثلاثاء 4 أغسطس 2020 / 16:14

تركيا تتخطى الخطوط الحمراء وتطعن الأصدقاء قبل الأعداء

منذ أعوام تحاول تركيا تخطي الحواجز والخطوط الحمراء التي رسمها حلفائها لتحقيق أهداف التمدد في دول المنطقة، خطوات تحولت مع الوقت إلى أزمات متنقلة من سوريا،لى ليبيا، ومصر، والعراق، ولكن المشكلة الأكبر كانت مع أبرز حلفائها في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "الناتو".

وكما يبدو فإن عدوانية تركيا تتعارض بشكل متزايد مع حلفائها الغربيين، في ليبيا، وسوريا، والعراق، ومع روسيا وعلى موارد الطاقة في شرق البحر الأبيض المتوسط، كما أن استبداد الرئيس رجب طيب أردوغان بالحكم يسبب قلق الأعضاء الآخرين.

مناوشات
في منتصف يونيو(حزيران) الماضي، وقعت مناوشات بين فرقاطة فرنسية وسفينة تركية تهرب أسلحة إلى ليبيا، منتهكة حظر الأمم المتحدة، وكاد الأمر أن يتطور الأمر إلى اشتباك مسلح بين الطرفين، لولا انسحاب الفرقاطة الفرنسية.

وقبل ذلك بأسبوعين، وقعت مواجهة بين تركيا واليونان، عندما حلقت الطائرات الحربية التركية فوق منطقة قريبة من جزيرة رودس اليونانية، كما حاولت السفن التركية التنقيب عن الغاز في المياه اليونانية.

ويصف الدبلوماسيون الأوروبيون في أنقرة التحرشات التركية بدول أوروبا بالأعنف منذ عقود، ويستغربون كيف يحاول أردوغان "البلطجة" مع أوروبا التي تدعم بلاده بالمال وساعدتها لتحقيق التقدم الاقتصادي الذي عاشته في العقود الماضية، وتخطي أزماتها الاقتصادية الكبيرة منذ سقوط الدولة العثمانية.

ويصفون تحركات أنقرة المتفاقمة بالأقرب لمثل إنجليزي معروف عن "الفيل في الغرفة"، إذ تغلق تركيا الأبواب والمنافذ على إمكانيات الحل، وتعتقد أنها الأقوى والأقدر على التحرك، فيما يدرك الجميع أن حركتها تشبه "الدب الذي وقع في مستنقع من الوحل"، فلا يستطيع الخروج منه ويصيب المحيطين به بأوساخ المستنقع.

روسيا وإيران
ويبدو أن الانقسامات بين تركيا وحلفائها ازدادت بعد انفتاح أنقرة على إيران وروسيا بشكل كبير، وشرائها لمنظومة الدفاع الروسية إس -400 رغم اعتراض أمريكا وأعضاء الناتو، وانتهاكها لحظر الأسلحة في ليبيا، والتنقيب عن البترول في شرق البحر المتوسط.

هذه التحركات ساهمت في تعطيل سياسة التحالف في مواقع مختلفة، ومنعت لأشهر عدة، خطة الناتو للدفاع عن بولندا، ودول البلطيق، وصولا إلى دعم إثيوبيا في ملف سد النهضة للتخريب على مصر، التي تعتبر الأقرب لـ "الناتو" في أفريقيا.

كما تريد تركيا من حلف الناتو أن يصنف مختلف الجماعات الكردية، التي حاربت من أجل استقلالها، مجموعات إرهابية، رغم أنها أفضل حليف لواشنطن في محاربة داعش في سوريا والعراق.

وكان من المفترض التوصل إلى صفقة في اجتماع قمة الناتو الأخير في ديسمبر(كانون الأول) الماضي، في لندن حول شراء أنقرة منظومة الدفاع الرئيسية من روسيا، لكن تركيا اختلقت تعقيدات بيروقراطية لإفشاله.

وفي الأثناء يخشى أعضاء الناتو أن تضع المنظومة المهندسين الروس داخل نظام الدفاع الجوي لحلف الناتو، ما يمنحهم فرصة كشف نقاط قوة الحلف.