صحف عربية (24)
صحف عربية (24)
الجمعة 7 أغسطس 2020 / 10:08

صحف عربية: ماكرون يرفع الغطاء عن الطبقة الحاكمة في لبنان

سلطت تقارير صحافية الضوء على زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان أمس الخميس، مشيرة إلى أن بيروت اليوم في مفترق طرق، بين "إنهاء سيطرة حزب الله الإرهابي، وبين الحياة والمستقبل، والسلام والتنمية".

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الجمعة، يقف لبنان اليوم على عتبة مرحلة تاريخية فاصلة، بين طي صفحة الماضي، أو الانهيار.

ماكرون لن يترك لبنان 
وقالت صحيفة نداء الوطن اللبنانية، إن "جوهر ما حمله ماكرون خلال زيارته الخاطفة لبيروت، أن ما قبل 4 آب لن يكون كما قبله، وقد تتجاوز هذه الأبعاد مستوى حث السلطة اللبنانية على إنجاز الإصلاحات الجذرية المنتظرة منها لتبلغ حد التلويح غير المباشر بعصا تدويل الأزمة اللبنانية أمام مسؤولي الطبقة الحاكمة إذا لم يتحركوا لإبرام عقد سياسي جديد يتيح المسارعة ذاتياً إلى الإصلاحات وإنقاذ اللبنانيين وانتشالهم من أزمتهم الخانقة اقتصادياً ومالياً واجتماعياً وصولاً إلى تعريضهم للقتل والتشريد نتيجة الانفجار الذي زلزل عاصمتهم".

وتابعت "وعلى هذا الأساس، لاقى مطلب تشكيل لجنة تحقيق دولية في انفجار مرفأ بيروت، والذي تقاطع مع المناداة به كل من "المستقبل" و"القوات" و"الاشتراكي"، بوادر تأييد دولي عبر عنه الرئيس الفرنسي بصراحة أمس، ما قد يشي بإمكانية تدحرج كرة التبني لهذا المطلب لتبلغ أروقة مجلس الأمن تحت وطأة الشكوك المتزايدة في مسببات الانفجار".

وأضافت الصحيفة، أن "عبارة لن نترك لبنان أبداً التي شدد عليها ماكرون منذ لحظة وصوله إلى بيروت وعلى امتداد محطات زيارته اللبنانية، جاءت لتعكس ارتياحاً في نفوس اللبنانيين التواقين إلى طوق نجاة خارجي ينتشلهم من مستنقع عزلتهم الداخلية القاتلة، أتت العبارة نفسها على لسان القائد العام للحرس الثوري الإيراني حسين سلامي لتثير الهواجس والقلق لدى بعض اللبنانيين خوفاً من تداعياتها الصدامية المرتقبة على ساحتهم الداخلية، لا سيما أن قول سلامي لن نترك لبنان أبداً، وإن كان أتى في معرض إبداء الاستعداد الإيراني لمساندة لبنان، غير أنه ترافق مع حملة ممنهجة استنفرت فيها طهران جهازها الإعلامي للتجييش ضد زيارة الرئيس الفرنسي إلى بيروت".

تأنيب الحكومة
وفي سياق متصل، قال طوني عيسى صحيفة الجمهورية اللبنانية: "بعيداً عن التصريحات العلنية، كان ماكرون واضحاً أمام المسؤولين، السلطة إما أن تُغيِّر سلوكها وإما أن تتغيَّر. وحتى اليوم، أثبتت أنها لا تريد تغيير السلوك ولا أن تتغير. وهذا ما سيدفع باريس إلى خيارات أخرى أكثر حزماً، وبالتأكيد ستظهر سريعاً. لا غطاء لكم بعد اليوم".

وأضاف "صحيح أنّ فرنسا ليست العملاق الدولي القادر على تحريك العالم، ولكن الصحيح أيضاً أنها إذا سحبت يدها ومنحت غطاءها لإجراءات دولية معينة، فإن دورها يكون حاسماً، بل مصيرياً للبنان".

يد حزب الله
من جانب آخر، قال محميد المحميد، في صحيفة أخبار الخليج البحرينية: "لا يحتاج لبنان واللبنانيون ولا أحد في العالم مزيداً من الأدلة والبراهين ليقتنعوا بأن ما حصل من تفجيرات مروعة في مرفأ بيروت كان بسبب حزب الله الإرهابي، الذي يتحمل المسؤولية الكبرى فيما آلت إليه الأمور، حيث المخازن والأسلحة والتهريب، وحيث التستر والفساد"، مشيراً إلى أن "إيران الشر هي التي تقف خلف كل الدمار الذي حل بهم، وأن تدخلها السافر في الشؤون الداخلية للعديد من الدول العربية، ودعمها للجماعات الإرهابية، والمنابر الإعلامية والحقوقية، أحد أبرز الأزمات والحوادث في المنطقة".

وأضاف "لا يحتاج لبنان واللبنانيون مزيداً من الدروس والعبر، والحوادث والكوارث، ليؤمنوا بأن ما وقع في مرفأ بيروت ليس محض صدفة، ولا مجرد انفجار عادي، سببه التقاعس والإهمال، فقد كانت مخازن الأسلحة معروفة ومعلومة، وتم الإعلان عنها والتحذير منها أمام ساحات القضاء اللبناني، وفي أروقة الأمم المتحدة كذلك منذ أعوام، بل أن زعيم حزب الله الإرهابي المدعو حسن نصر الله أقر بنفسه بالسيناريو المحتمل لتفجير مثل تلك المخازن، والدمار الذي ستلحقه وتخلفه وتتركه".

دولة المناصب
أما سمير عطالله، فقال صحيفة الشرق الأوسط، إن "تفجير بيروت وتشريد 300 ألف إنسان ليس مصدره حامض الأمونياك في المرفأ قرب غلال القمح ومستودعات الأغذية. مصدره سلطة لا تكف عن الاستعلاء على الناس والقانون وحكم السوية. ودولة تتلهى بالمناصب والمكاسب وهي تعوم فوق آلاف الأطنان من كل أنواع المتفجرات والأخطار والكراهيات والمخاوف".

وتابع "لم يخطر لأحد أنها أطنان متفجرات لا يعرف أحد من أين أتت ولماذا بقيت وإلى أين كانت ذاهبة ولماذا؟. ولا أحد يعرف إن كان يحق لمرفأ بيروت المدني أن يستقبل، أو يمرر، هذا النوع من البضائع. 2700 طن كافية لتحويل المدينة إلى هيروشيما، وحياة الناس إلى كارثة بحيث أصبحت صورة البلد تشبه صورة الدولة، بعدما قاوم ذلك إلى وقت طويل، كان اللبناني يفكر وهو يتأمل المشهد المروع، في كل شيء. وفي جميع الناس والدول. ولم تخطر له دولته لحظة، لقد أدمن عدم وجودها. حتى الحكومة لم تخطر من قبيل النكتة. المأساة هذه المرة أكبر من ذكر الفراغ".