الأحد 9 أغسطس 2020 / 14:59

وباء كوفيد-19 ينسف مصدر دخل آلاف الموسيقيين في صربيا

في مطبعة ضخمة قديمة استحالت وجهة لمحبي الروك المستقل في بلغراد، تبدأ فرقة "دينغوسبو دالي" تمارينها رغم تراجع الحماسة لديها بعدما أتى وباء كوفيد-19 على مشاريعها على غرار سائر العاملين في القطاع الموسيقي.

ويقول نيكولا فيدوييفيتش (33 عاماً) عازف الدرامز في فرقة الروك "لقد فقدت قسماً كبيراً من عملي كموسيقي وأيضاً كمهندس صوت"، مضيفاً "الوباء أوقف كل شيء".

ويواصل الموسيقيون الستة رغم كل شيء تمارينهم في الاستوديو المطل على نهر سافا والمقام في موقع المطبعة السابقة ودار النشر "بيغز"، حيث يستأجر فنانون كثر مواقع للتدريب والتسجيل.

وتتردد الموسيقى في كل أرجاء المكان داخل المبنى الضخم المغطى بالجداريات.

وكانت هذه التحفة الهندسية المشيدة في ثلاثينات القرن العشرين تضم إحدى أكبر مطابع البلقان حتى تفكك يوغوسلافيا السابقة، وتحولت منذ ما يقرب من خمسة عشر عاما مقصدا رئيسيا لموسيقيي الروك المستقل ومركزا غير رسمي للفن البديل يستقبل عشرات الفرق كما يضم الكثير من النوادي الليلية والاستوديوهات الفنية.

ويسهل وجود هذه المنشأة الحياة على الفنانين في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشونها في بلد يقرب معدل الرواتب لسكانه من 450 يورو وقد تفاقمت حالته مع الوباء.

ومن الصعب معرفة عدد الموسيقيين الذين يمارسون أعمالهم في صربيا لأن كثيرين منهم يعملون سراً، بما يشمل أفراد غجر الروما الذين يحيون حفلات الزفاف والعماد، وفي الأوضاع العادية، تمثل الموسيقى لأفراد هذه الأقلية الاتنية مصدراً رئيسياً للإيرادات.

وبحسب المعهد الصربي للإحصاءات، يعمل حوالى 57 ألف شخص في المجالات الثقافية (كالموسيقى والسينما والمسرح). وتمثل هذه الصناعة ما بين 3,4 % و7,1 % من إجمالي الناتج المحلي الصربي، بحسب تقديرات موقع "صربيا كرييتس" المتخصص.

ويؤكد نيكولا يوفانوفيتش وهو صاحب دار نشر ومنظم حفلات أن أكثرية الموسيقيين الصرب المقدرة أعدادهم ببضع عشرات الآلاف يعتمدون على الموسيقى مصدرا وحيدا للإيرادات، وبعد حرمانهم الحفلات، يطالب هؤلاء السلطات بدعم مالي.

ويقول يوفانوفيتش "لقد توجهنا إلى وزارة الثقافة لكننا لم نحصل منها على جواب، والأمر عينه حصل مع وزارة المال وغرفة التجارة".

ويدفع القطاع برمته فاتورة باهظة، من منظمي حفلات وأصحاب تجهيزات صوت وإنارة، إضافة إلى الموسيقيين وخصوصا المهرجانات الكبرى التي تستقطب سنويا مئات آلاف المتفرجين.

ويقول مدير مهرجان "إكزيت" زدرافكو فولين إن هذا الحدث "لن يحصل هذه السنة للمرة الأولى منذ إطلاقه قبل عشرين عاماً".
هذا المهرجان الذي استقطب في دوراته السابقة أسماء كبيرة من أمثال "ّذي كيور"، كان مقرراً تنظيمه في يوليو (تموز) قبل تأجيله مرة أولى إلى أغسطس (آب) ثم إلغائه بسبب الارتفاع المتجدد في الإصابات بفيروس كورونا المستجد.

ويشير زرافكو فولين إلى أن نحو ألف وظيفة مرتبطة بالمهرجان باتت مهددة على المدى الطويل، داعياً السلطات إلى المساعدة على غرار بريطانيا التي خصصت مبالغ طائلة لدعم القطاعات الثقافية.