صحف عربية (24)
صحف عربية (24)
الثلاثاء 11 أغسطس 2020 / 11:14

صحف عربية: حسان دياب لعب بنار حزب الله فأحرق أصابعه... والميناء

بعد 6 أيام من انفجار بيروت، استقالت حكومة حسان دياب، بضغط من الشارع، وبعد تخلي حلفائه عنه.

وسلطت صحف عربية صادرة اليوم الثلاثاء الضوء على استقالة الحكومة التي استماتت في الدفاع عن المصالح الحزبية الضيقة لحزب الله وحلفائه في السلطة على حساب اللبنانيين والبلاد.

في نفق المجهول
اعتبرت صحيفة "العرب" اللندنية، نقلاً عن مصادر سياسية لبنانية، أن في استقالة حكومة دياب فشل كبير لحزب الله الذي يتهمه اللبنانيون بالمسؤولية عن الانفجار الكبير بسبب تخزينه أسلحة وموادّ كيمياوية في ميناء المدينة.

وتعتقد الأوساط السياسية اللبنانية، حسب الصحيفة، أن حزب الله امتص ردّ فعل الشارع اللبناني الذي يعرف تماماً أنه يسيطر على ميناء بيروت، حيث ووجد نفسه في موقف حرج حمله على الدفع لاستقالة الحكومة لتكون كبش فداء، مع محاولة الإبقاء عليها أطول مدّة ممكنة لتصريف أعمال تعمل تحت تصرفه.

مقاومة شعبية
وفي سياق متصل، قال وليد فارس المستشار السابق لدونالد ترامب في حملته الانتخابية للرئاسة الأمريكية في 2016 في موقع "اندبندنت عربية"، إلى انهيار الحكومة اللبنانية الموالية لحزب الله، لن يمنع الأخير من العمل على إحكام قبضته على السلطة في بيروت. 

وأضاف فارس أن "المحور الإيراني أقفل المداخل إلى لبنان وأحكمها أمام التدخل الدولي، لأنه إذا دخل الغرب من أي نافذة، حتى ولو كان الموضوع انسانياً أو قضائياً، فسيكشف لعبة حزب الله، وسيتحول أي وجود غربي، في نظر الحزب إلى جسور إنزال لقوة أكبر تكسر سيطرة إيران في لبنان"، لافتاً إلى أن "حزب الله سيحارب أياً يكن، على كل شبر من أراضي لبنان بشراسة، ولن يقبل بقرار دولي ولا بوقف أي حرب ولا بأي سلام. فحزب الله يعتاش من الحروب، إذا توقفت يذوب".

واعتبر الكاتب، أن لبنان لن يتخلص من هيمنة الحزب، لا بالطبقة السياسية التقليدية، ولا بالجيش، ولا بالقوى الأمنية، معتبراً أن الشعب وحده قادر على كسر هيمنة الحزب، معتبراً أن أن  التحرك الشعبي "إلى حد المقاومة السياسية لفرض حل الميليشيات، هو طريق صعب ومكلف، ولكنه أفضل من مورفين الانتخابات المبكرة وحكومات الوحدة الوطنية التي يركبها حزب الله. الخيار أمام اللبنانيين دراماتيكي، ولكنه لم يكن بهذا الوضوح".

أحرق أصابعه 

وتحت عنوان "حسان دياب لعب بالنار فأحرق أصابعه" كتب غسان ريفي في موقع "سفير الشمال" أن "حسان دياب لعب بالنار فأحرق أصابعه، ووجد نفسه أمام 3 خيارات، فإما الاستقالة الطوعية، أو الاستقالات الفردية التي تطيح بحكومته بفقدانها الثلث زائداً واحداً، أو السقوط في مجلس النواب بسحب الثقة في جلسة المساءلة التي دعا إليها الرئيس نبيه بري، فاختار حفظ ماء وجهه باستقالة طوعية وببيان هجومي ضد منظومة الفساد، حاول من خلاله أن يخطب ودّ الثورة التي كانت تشتعل في محيط السراي الكبير احتجاجا عليه، وعلى سائر أركان السلطة".

واعتبر الكاتب أن الانفجار، أربك رئيس الحكومة، بعد تخلي حلفائه عنه للدفاع عن أنفسهم،  "وتركه وحيداً يواجه سهام المعارضة التي اتخذت من الشارع الغاضب قوة إضافية حشرت العهد وحكومته معا في الزاوية الصعبة".

وأضاف الكاتب أن "دياب كان على علم بوجود نيترات الأمونيوم في المرفأ وأنه كان يريد أن يستعرض إعلامياً بكشفه، "قبل أن يؤجل زيارته الى أن انفجرت، كل ذلك أقنع رعاة الحكومة أن عمرها قد إنتهى وأنه آن أون إسقاط ورقتها". 

ويضيف الكاتب "تشير المعلومات إلى أن دياب بذل مجهوداً مضنياً مع الوزراء لثنيهم عن الإستقالة، لكن كل هذه الجهود باءت بالفشل، حيث أصر الرئيس بري على عقد جلسة المساءلة، ما شكل رسالة واضحة لدياب برفع غطاء الثنائي الشيعي عنه، وعدم تحمس التيار الوطني الحر لبقائه، ما أجبر رئيس الحكومة على إعلان إستقالته". 

سقط المنقذ
ومن جهتها، قالت ميرفت سيوفي، في صحيفة "الشرق"، إن اللبنانيين تخلصوا من "حكومة "أبو الإنجازات" حسان دياب،  الذي كان يعتقد في نفسه أنّه "المنقذ" وأنّه جاء ليخلّص لبنان، مع أنّه لم يكن أكثر من أداة بيد حزب الله".

وتطرقت الكاتبة إلى فساد حزب الله، قائلة: "كلّ اللبنانيين يعلمون أن وحش الفساد الضاري الحقيقي هو حزب الله بالمعابر غير الشرعية وسيطرته على مطار بيروت تماماً مثل سيطرته سابقاً على مرفأ بيروت، وهو فاسد كبير يغطّي كل الموبقات من كارتيلات تجارة المخدرات في أمريكا الجنوبية إلى صناعة الكبتاغون وتصديره إلى سرقة السيارات، منظمة فساد عمرها 15 عاماً نهبت بشكل منظّم كلّ الوزارات التي تعاقبت عليها".
 
وطالبت الكاتبة اللبنانين برفض "بقاء رأس السلطة في قصره، فيما هو يؤمن غطاءً لحزب الله وأجندته"، مشددة على أن "جريمة تدمير بيروت يتحمل مسؤوليتها حزب الله ومعه كل فروع هذه الدولة التي لم تكترث لآرواح اللبنانيين بدءاً من الجيش اللبناني الذي لم يتدخل منذ البداية ويصادر هذه المواد الخطيرة ويتصرف بتخزينها إلى حين إيجاد حل لها، وعلى اللبنانيين إكمال غضبهم وإسقاط هذه السلطة كلّها ومحاسبتها حساباً عسيراً!!".