• كامالا هاريس و جو بايدن (أرشيف)
    كامالا هاريس و جو بايدن (أرشيف)
  • كامالا هاريس (أرشيف)
    كامالا هاريس (أرشيف)
الأربعاء 12 أغسطس 2020 / 13:26

تعرف على هاريس.. أول أمريكية سوداء مرشحة لمنصب نائب الرئيس

24. إعداد: شادية سرحان

رغم الصدامات السابقة، أعلن مرشح الرئاسة الأمريكية، جو بايدن، أمس الثلاثاء، أن كامالا هاريس ستكون نائبته في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، مما يجعل سيناتور كاليفورنيا، أول امرأة سوداء من أصول أفرو آسيوية، تنال بطاقة ترشح رئاسي لحزب سياسي كبير.

وضمن مجموعة المرشحات، اللاتي فاضل بينهن نائب الرئيس السابق، كان يُنظر إلى هاريس منذ فترة طويلة على أنها الخيار الأكثر ترجيحًا بسبب اتساع خبرتها باعتبارها عضو في مجلس الشيوخ الأمريكي والمدعي العام السابق في كاليفورنيا والمدعي العام السابق لمقاطعة سان فرانسيسكو.

وقال بايدن عن هاريس: "لي عظيم الشرف أن أعلن عن اختياري كمالا هاريس، المناضلة التي توجهت للدفاع الشجاع عن الطبقات الشعبية، وواحدة من أعظم خدام الدولة، كرفيقة لي في السباق".  

ويأتي اختيار هاريس بعد أشهر من إعلان بايدن التعهد باختيار امرأة للانضمام إليه على لائحة الحزب الديمقراطي، فمن هي كامالا هاريس؟

وتعتبر هاريس البالغة من العمر 55 عاماً، أول امرأة سوداء في مجلس الشيوخ الأمريكي، بعدما انتخبت في عام 2016، وذلك عقب شغلها منصب المدعية العامة لولاية كاليفورنيا، وقبلها منصب المدعي العام لمنطقة سان فرانسيسكو.

وصعدت هاريس إلى الصدارة الوطنية داخل الحزب الديمقراطي من خلال استجواب مرشحي ترامب خلال جلسات الاستماع في مجلس الشيوخ، من المدعي العام السابق جيف سيشنز إلى قاضي المحكمة العليا بريت كافانو.

واسمها الكامل كامالا ديفيز هاريس، وهي من مواليد 20 أكتوبر 1964 بأوكلاند في ولاية كاليفورنيا، والدها من جامايكا وقد درس في جامعة ستانفورد، أما والدتها فهي ابنة دبلوماسي هندي وكانت باحثة في مجال السرطان. 

وهاريس متزوجة من محامٍ لديه طفلان، وتحب التفاخر بأسرتها وكذلك بنضال والديها من أجل حقوق الأقليات، كما لها شقيقة وحيدة هي مايا هاريس، كلفتها بقيادة حملتها الانتخابية خلال الانتخابات الديمقراطية الأولية.

أما على المستوى المهني فهي معروفة بصرامتهما واستجواباتها القاسية كمدعٍ ،سواء في كارولينا الجنوبية أو ميشيغان.
وبعد أن درست العلوم السياسية والاقتصاد وحصلت على بكالوريوس في العام 1986 من جامعة هوارد، حصلت على شهادة في القانون العام 1989 من كلية هاستينغز.

مسيرتها العملية

عملت في الفترة من 1990 إلى 1998 نائباً للمدعي العام في أوكلاند بكاليفورنيا، حيث كسبت سمعة طيبة وهي تلاحق قضايا الاتجار بالمخدرات والاعتداء الجنسي وعنف العصابات.

وترقت في عملها لتصل في العام 2004 إلى منصب محامي المقاطعة إلى أن انتخبت في العام 2010 في منصب المدعي العام في كاليفورنيا، ورغم أن ذلك جاء بهامش ضئيل، إلا أنها كانت أول امرأة وأول أمريكية إفريقية تصل لهذا الموقع.

وخلال عملها أظهرت استقلالًا سياسيًا ورفضت ضغوط إدارة الرئيس أوباما على سبيل المثال في تسوية قضايا على الصعيد الوطني ضد مقرضي الرهون العقارية.

واشتهرت بخطابها الذي ألقته في المؤتمر الوطني الديمقراطي في العام 2012 الذي رفع من مكانتها على مستوى البلاد.
بعدها بسنتين تزوجت من المحامي دوغلاس إيمهوف.

مجلس الشيوخ
سلكت من ثم طريقها كنجمة صاعدة داخل الحزب الديمقراطي إلى أن أعلنت في العام 2015 ترشحها لمجلس الشيوخ.

طالبت خلال حملتها بإجراء إصلاحات في مجال الهجرة والعدالة الجنائية، وزيادة الحد الأدنى للأجور، وحماية حقوق المرأة الإنجابية، وقد فازت بسهولة في الانتخابات العام 2016.

وبعد دخولها المجلس، في يناير (كانون الثاني) 2017 عملت هاريس في لجنتين هما اللجنة القضائية ولجنة الاستخبارات، من بين مهام أخرى أوكلت لها.

وقد اشتهرت بأسلوبها القضائي في استجواب الشهود خلال جلسات الاستماع، التي أثارت انتقادات من أعضاء المجلس من الجمهوريين.

صداقة ومنافسة شرسة
وتعرف كامالا، جو بايدن جيداً، لدرجة أنها تناديه أحيانا "جو" أمام الملأ، وذلك لأنها كانت قريبة من ابنه "بو بايدن"، الذي فارق الحياة في 2015 بعد إصابته بمرض السرطان. لكن ذلك لم يمنعها من مهاجمته بقوة خلال الانتخابات الأولية داخل الحزب الديمقراطي سنة 2019.

وقد أخفقت هاريس، خلال مشاركتها في الانتخابات التمهيدية للديمقراطيين، في حصد نتائج جيدة في استطلاعات الرأي بين الناخبين الأمريكيين من أصول إفريقية، وهي فئة رئيسية بالنسبة إلى حزبها، قبل أن تنسحب في ديسمبر (كانون الأول).

وظهرت هاريس بعد انتهاء حملتها الانتخابية، كمؤيدة صريحة لبايدن ومدافعة بارزة عن تشريع العدالة العرقية بعد مقتل جورج فلويد في أواخر  مايو (آيار)، ولكن بعض حلفاء بايدن، لم ينسوا هجومها المفاجئ عليه خلال مناظرة الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية، برغم أنها تناديه بالصديق، إذ انتقدت هاريس، بايدن، خلال المناظرة الأولية للحزب لسجله في الحشد والعمل مع دعاة الفصل العنصري.

وقاد بايدن خلال السبعينيات وأوائل الثمانينيات، كتلة من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين والديمقراطيين، الذين منعوا استخدام الأموال الفدرالية لفرض إلغاء الفصل العنصري على وسائل النقل.

وأكد حلفاء المرشح الديمقراطي ونائبته، أن هاريس قدمت دعمها الكامل لحملة بايدن بعد تركها السباق الرئاسي، فقد عقدت حملات جمع تبرعات مشتركة مع المرشح، واجتماعات بخصوص قضايا مثل التباينات العرقية خلال أزمة فيروس كورونا، وحماية قانون الإعانات الخاص بكورونا.

ويبدو أن الرد على هاريس، أصبح قوياً لدرجة أن بايدن شعر بالحاجة للدفاع عنها خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده في 28 يوليو (تموز)، حيث التقطت صورة لوكالة "أسوشيتد برس"، نقاط الحديث عنها، التي تضمنت عبارات "لا تحمل ضغينة" و"مساعدة كبيرة للحملة".

ومن المرجح أن تواجه السيدة الخمسينية بعض الشكوك من قبل اليسار، فضلاً عن هجمات من ترامب، لا سيما حول سجلها كمدعية عامة في سان فرانسيسكو ومدع عام في كاليفورنيا.

وبحسب وسائل الإعلام، فإنه من المتوقع أن يقابل اختيار بايدن لهاريس ببرودة من قبل اليسار، إلا أنه قد يدفع السود لاحتضانها، إذ يعتبرون أهم قوة انتخابية لبايدن داخل الحزب الديمقراطي.

في الواقع، يعكس اختيار كامالا هاريس اعترافاً أكيداً بتنوع التحالف السياسي الديمقراطي والدور التأسيسي الذي تلعبه النساء السود على وجه الخصوص داخل الحزب.