الأربعاء 12 أغسطس 2020 / 20:20

"اللوفر أبوظبي" يتعاون مع متحف جيه بول غيتي لدراسة لوحات قديمة

أعلن متحف اللوفر أبوظبي عن مشاركته في مشروع بحثي عالمي بالتعاون مع متحف جيه بول غيتي، و47 مؤسسة أخرى، وذلك لدراسة اللوحات الجنائزية الرومانية المصرية، التي تُعتبر من أبرز الأعمال الفنية من العالم القديم.

وأطلق المشروع قسم حفظ الآثار في متحف جيه بول غيتي في 2013، وهو مشروع يُعنى بدراسة اللوحات القديمة وتحليلها وإجراء الأبحاث حولها، ويهدف إلى الكشف عن أسرار هذه اللوحات الجنائزية، التي تندرج في إطار المجموعات الفنية للعديد من المتاحف حول العالم، ونشر نتائجها، وذلك بغية الإلمام أكثر بإنتاج التحف الفنية والمواد المستخدمة في هذه اللوحات.

أما متحف اللوفر أبوظبي، فانضم إلى هذا المشروع في 2019 لدراسة "لوحة جنائزية لرجل يحمل كوباً" 225- 250م، وهي مثال بارز للوحات الجنائزية الرومانية المصرية التي تضمها مجموعة المتحف الفنّية، وهذه اللوحات عبارة عن صور للميت، تجمع بين أساليب فنّية يونانية رومانية تمتزج مع العادات الجنائزية المصرية التي يعود تاريخها إلى أكثر من 2000 عام.

ويقود المشروع في متحف اللوفر أبوظبي فريق من الباحثين والعلماء من المتحف بالتعاون مع جامعة نيويورك أبوظبي.

وقالت مديرة إدارة المقتنيات الفنية وأمناء المتحف والبحث العلمي في اللوفر أبوظبي، د.ثريا نجيم إن "مشروع أبير هو من أبرز المشاريع التي عمل عليها المتحف بالتعاون مع مؤسسات أخرى منذ افتتاحه، ونحن نهدف بهذا المشروع، إلى تشجيع الدراسات العلمية والمساهمة في الوقت عينه في الأبحاث الأكاديمية العالمية".

وأضافت أن هذا المشروع يشكل فرصة ملهمة جداً لدولة الإمارات لتكون جزءاً من هذه المبادرة العالمية التي تهدف إلى تبادل الاكتشافات حول مجموعة من أبرز الأعمال الفنّية القديمة في العالم، مشيرة إلى أن مشروع أبير، من ضمن العديد من المشاريع التي يُعمل عليها، يتلاءم مع مهمة المتحف واسعة النطاق والتي تقوم على التجارب وعلى تقديم نتائج أكاديمية مهمة حول الأعمال الفنية التي حددت ملامح الإنسانية.

ويقوم مشروع أبير على عمليات علمية، ففي اللوفر أبوظبي على سبيل المثال، استُخدمت مطيافية الأشعة السينية لكشف غالبية المواد الكيميائية الموجودة على سطح اللوحات وتحديدها، وبعد ذلك، تُحلل المواد للتوصل إلى معلومات جديدة عن اللوحات، بما فيها طريقة ومكان ابتكارها فضلاً عن مبتكرها.

كما تسلط الدراسة الضوء على تاريخ هذه الأعمال الفنّية، بكشف أجزاء قد تكون رُسمت فوق بعضها البعض، أو رممت.

يُذكر أن متحف اللوفر أبوظبي يعمل على بناء أول مختبر لتحليل المواد الخاصة بالأعمال الفنّية، وعاون عالما المتحف إلسا بورغينيون، وبابلو لونديرو، في إطار مشروع أبير، مع زملاء لهما من جامعة نيويورك أبوظبي، هم أستاذ الفيزياء وأحد مديري مركز ذاكرة لدراسات التراث في الإمارات العربية في جامعة نيويورك أبوظبي فرانشيسكو أرنيودو، وعالم الأبحاث أدريانو دي جيوفاني، والباحث المساعد رودريغو توريس سافيدرا بالجامعة، الذين ساعدوا في  البحث والتحليل في مشروع "أبير" باستخدام تقنية مطيافية الأشعة السينية الخاصة في جامعة نيويورك أبوظبي.

وفي هذا السياق، قال أرنيودو: "تعتبر جامعة نيويورك أبوظبي جامعة للفنون ومؤسسة للأبحاث تقدّر إلى حد كبير التداخل بين الاختصاصات المتعددة، ويعد استخدامنا للتقنيات الشائعة في الفيزياء الذرية والجزيئية للإجابة على الأسئلة حول التراث الثقافي خير مثال على مجال عملنا، ولذلك فإن التعاون مع متحف اللوفر أبوظبي في مشروع "أبير" يشكّل فرصة رائعة ومثالاً على التعاون بين الجامعات والمتاحف للإجابة على الأسئلة المطروحة في مجالات متعددة ولتقديم فرص للباحثين والطلاب".

وعند اكتمال الدراسة التحليلية لهذه "اللوحة الجنائزية لرجل يحمل كوباً"، ستُنشر النتائج على قاعدة بيانات مشروع "أبير" عبر الإنترنت لتصبح متاحة للعلماء والباحثين، مع الإشارة إلى أن أول النتائج ستُنشر في نهاية 2020.

وإلى جانب مشروع "أبير"، أطلق قسم البحوث والتطوير في متحف اللوفر أبوظبي أخيراً العديد من المبادرات الأخرى في إطار البحث والحفاظ على الأعمال الفنّية، ليعزز بذلك مساهمته الأكاديمية في مجال تاريخ الفن.

وتشمل هذه المبادرات برامج تتمحور حول مخطوطات العصور الوسطى، وترميم لوحات "رحلات صيد الإمبراطور ماكسيميليان" المنسوجة، إضافةً إلى "درع الفارس والحصان" التركي التي تعود إلى ما بين القرنين السادس عشر والسابع عشر، وهي جزء من معرض "فن الفروسية: بين الشرق والغرب".

وتشمل برامج أبحاث اللوفر أبوظبي العلوم الاجتماعية ودراسات الترجمة في عالم المتاحف، ويعمل المتحف على هذه البرامج بالتعاون مع أبرز الجامعات في دولة الإمارات، وتهدف هذه المشاريع واسعة النطاق إلى اكتشاف مجموعة المتحف الفنّية بشكل معمق، وتعزيز الترميم والحفاظ على الأعمال الفنية التي تعود إلى حضارات مختلفة على مر التاريخ.