الوزير اللبناني الأسبق أشرف ريفي (أرشيف)
الوزير اللبناني الأسبق أشرف ريفي (أرشيف)
الأربعاء 12 أغسطس 2020 / 22:19

وزير العدل اللبناني الأسبق: المطلوب سلطة وطنية غير منبطحة لمشروع إيران وحزب الله

أكد وزير العدل اللبناني السابق اللواء أشرف ريفي أن مطالب المحتجين بإسقاط الطبقة السياسية برمتها، وعدم الاكتفاء باستقالة الحكومة، إنما هي "مطالب مشروعة"، في ظل فداحة الدمار والخسائر التي خلفها انفجار مرفأ بيروت.

وقال ريفي، في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية: "نحن مع إسقاط كل الطبقة السياسية وإعادة تشكيل السلطة من جديد، وندعو لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة".

ويطالب بعض المحتجين في لبنان باستقالة الرئيس العماد ميشال عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، إلى جانب إقالة كبار مسؤولي الدولة الذين يرون أنهم مسؤولون عن وقوع الكارثة.

ولا ينكر ريفي، السياسي السني البارز والذي يوصف بأنه أحد أشد الخصوم السياسيين لحزب الله اللبناني، أن "هدف أغلب خصوم حزب الله هو إنهاء السلطة الحالية، لأنها محسوبة على الحزب، وإعادة تشكيلها من جديد"، وأرجع هذا إلى أن السلطة الحالية "قادت لبنان للخراب والانهيار الاقتصادي، وأخيراً تسببت في إسالة دماء اللبنانيين في الشوارع".

وأضاف "الناس لن يقبلوا بأنصاف الحلول، الحكومة سقطت، والآن مطلوب تقصير مدة ولاية مجلس النواب، وتقصير ولاية رئيس الجمهورية، ومن ثم الانطلاق مجدداً بسلطة لبنانية وطنية غير منبطحة للمشروع الإيراني ولا لحزب الله".

ويعارض ريفي الأطروحات التي تذهب إلى أنه لو أُجريت انتخابات مبكرة فربما يحصل حزب الله وحلفائه، وفي مقدمتهم التيار الوطني الحر، على نفس الأغلبية التي يتمتعون بها حالياً، ولفت إلى أن "المزاج اللبناني تغير عند كل الطوائف، وحتى الإخوة الشيعة الذين كانوا ينظرون لحزب الله على أنه صاحب مشروع عزة وكرامة ودفاع عن البلاد، أعتقد أنهم ينظرون له اليوم عبئاً ثقيلاً".

وأضاف "لقد صار الحزب عبئاً ثقيلاً عليهم قبل أن يكون عبئاً ثقيلاً ومربكاً للدولة اللبنانية ومخرباً لعلاقاتها مع محيطها العربي وعلاقاتها الدولية، فالبعض من الأخوة الشيعة لم يعد يستطيع السفر أو العمل في دول معينة لارتباطه بالحزب المكبل بالعقوبات الدولية، أما التيار الوطني الحر فهو الآن يلفظ أنفاسه الأخيرة، وهناك تراجع كبير بشعبيته، وعدد منتسبيه جراء تمثيله للغطاء المسيحي للمشروع الإيراني الذي دمر لبنان".

واستطرد "بالطبع نتوقع تراجعاً لنتائج التيار، أما حزب الله فله وضعية خاصة، وأتصور أن انعكاس الامتعاض على نتائجه قد يحتاج فترة زمنية".

وفي هذا الإطار أعرب الوزير السابق عن تمنياته بأن تتكلل بالنجاح جهود رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع،في إقناع كتلة نيابية بارزة بالعمل المشترك للوصول إلى انتخابات نيابية مبكرة.

ويرى مراقبون للشأن اللبناني أن خصوماً لحزب الله، ومن بينهم جعجع، يهدفون من الأساس لتغيير تشكيل البرلمان الحالي، والذي يحتل حزب الله وحلفاؤه السياسيون وفي مقدمتهم التيار الوطني الحر ونواب مستقلون موالون له، على ما يقرب من 70 من مقاعده البالغ عددها 128 منذ الانتخابات التشريعية في 2018

إلا أن علاقة الصداقة التي تربط قيادات كتل وازنة كتيار المستقبل اللبناني بزعامة رئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري وزعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط مع رئيس البرلمان نبيه بري قد تعوق التوجه لحل البرلمان، فضلاً عن التخوف الداخلي والخارجي من الذهاب للفراغ إذا حُل البرلمان.

وفي رده على تصريح نائب رئيس البرلمان إيلي الفرزلي بأن "إسقاط الرئيس عون يعني إما حرباً أهلية أو تمترساً مناطقياً"، قال ريفي: "ثورة 17 أكتوبر(تشرين الأول) التي ننتمي لها تنادي بالعمل الديمقراطي السلمي، فمن أين جاءوا بالحديث عن حرب أهلية. وبالنهاية السلاح مع الفريق المقابل لا مع فريق الثورة".

وأضاف "الحرب الأهلية تتطلب وجود سلاح عند فريقين متقابلين، وثورة 17 أكتوبر (تشرين الأول) هي ثورة سلمية حضارية تلتزم بالقانون والدستور وهذا الحديث من نائب رئيس البرلمان، مجرد تهويل لقطع الطريق على خطوة جدية تقوم بها الثورة في محاولة لوضع حد لحالة الانهيار الذي يستنزف لبنان بكل مقوماته".

ورغم إقراره بأن لبنان قد يواجه بعض الصعوبات، قلل ريفي من الحديث عن توجه لبنان إلى نفق مظلم بعد استقالة حكومة رئيس الوزراء حسان دياب، خاصة في ظل توقعات بطول أمد الاستشارات النيابية لتشكيل الحكومة الجديدة، وصعوبة وجود من يقبل بالمهمة الشائكة في ظل  الغضب الشعبي.

وأوضح ريفي "لا يوجد ظلام أو سواد أكثر مما يعيشه اللبنانيون في ظل السلطة الحالية، لقد استبيحت دماؤهم وأمنهم. ومنذ شهور يعانون ضائقة مالية حادة وانعداماً لفرص العمل فضلاً عن غياب الكهرباء وسلال الغذاء. لقد كنا أمام أحد خيارين، إما الهجرة الجماعية أو الموت جماعياً، وبالتالي فإن أي تغيير بالوضعية القائمة سيكون إلى الأفضل أياً كانت الصعوبات، فلا يوجد أسوأ مما هو قائم الآن".

ودافع ريفي عن موقفه وموقف باقي خصوم حزب الله الذين بادروا لاتهام الحزب بالمسؤولية عن انفجار المرفأ حتى قبل مباشرة التحقيقات الأولية، وقال: "الاتهام جاء على خلفية معرفة وإدراك الجميع لا الخصوم فقط، بأن الحزب هو صاحب السلطة التي تتحكم بكل مفاصل الدولة اللبنانية، والاتهام لا يعد باطلاً لأنه مبني على معطيات، وهي تاريخ سياسات الحزب التي تتحكم بالدولة، كما أن مسارعة الحزب لرفض تحقيق دولي ستجعل الاتهام، قائماً".

وأضاف "نعم، البعض يقول إن حزب الله قد تضرر من الانفجار لأنه تسبب في إسقاط حكومة محسوبة عليه، وهو ما قد يقود لانتخابات تقلص حصصه وحصص حلفائه، وبالتالي فإن اتهامه بالمسؤولية يفتقر للمنطق، ولكن نحن نقول لهؤلاء إن المجرم لا ينجح دائماً في تنفيذ جرائمه وقد يخطئ في حساباته".

وألمح الوزير السابق إلى أن "المحققين اللبنانيين، ورغم كفاءتهم العالية، قد لا يتمكنون من التوصل للحقائق في حادث تفجير المرفأ لتخوفهم من أن يلقوا وأسرهم ذات المصير الذي واجهه أقرانهم من الذين تولوا مهمة التحقيق في مقتل رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في 2005 من اعتداءات ومحاولات اغتيال. والكل يعرف أن المتهمين باغتيال الحريري هم مجموعة منتمية لحزب الله".