الرضيع اللبناني جورج (انستغرام)
الرضيع اللبناني جورج (انستغرام)
الخميس 13 أغسطس 2020 / 00:33

جورج الرضيع اللبناني المعجزة... وليد الهواتف المحمولة

عندما دخل إدموند خنيصر قاعة عمليات الولادة أين كانت زوجته إيمانويل على وشك وضع مولودهما، كان هدفه اقتناص صور اللحظات الأولى من حياة ابنه.

لكنه سجل، بدل ذلك، اللحظات التي أطاح فيها أكبر انفجار في تاريخ لبنان بنوافذ كاملة على سرير المستشفى الذي ترقد عليه زوجته، 28 عاماً.

قالت إيمانويل، وهي تعيد تجميع مشاهد توابع اللحظات الأولى بعد انفجار بيروت الكبير: "رأيت الموت بعيني... قفز السؤال هل انتهى كل شيء؟ كنت أتلفت حولي، وأنظر للسقف، لا أنتظر سوى سقوطه علينا".

وأسفر انفجار 4 أغسطس (آب) عن مقتل 172 شخصاً وإصابة نحو 6 آلاف.

أزال الطاقم الطبي الدماء وشظايا الزجاج المحطم وحملوا، مدفوعين بفطرتهم، إيمانويل إلى الممر، خشية انفجار آخر.

كانت إيمانويل على وشك الإصابة بالإغماء، واهتزت بشدة من الأعماق، وقالت إنها "كانت تعلم أن واجبها التركيز على الولادة".

كانت تتحدث لنفسها قائلةً: "يجب أن يأتي إلى الحياة.. يجب أن أكون قوية جداً".

بعد الانفجار مباشرة، خرجت ستيفاني يعقوب، كبيرة الأطباء المقيمين في قسم أمراض النساء والتوليد بالمركز الطبي الجامعي في مستشفى سان جورج، من الغرفة لمساعدة ممرضة مصابة.

ولكن الأوان فات، وماتت الممرضة.

أسرعت ستيفاني على الفور إلى إيمانويل لمساعدتها في الولادة، مع البروفيسور إيلي أناستاسيادس، وفريق من المسعفين.

وقالت بعد أسبوع من الانفجار: "انقطعت الكهرباء وكانت الشمس تتجه للمغيب، كنا نعلم أن علينا إنجاز ذلك في أسرع وقت ممكن. وعلى أضواء الهواتف المحمولة، جاء إلى العالم".

وتوفي 17 شخصاً في مستشفى سان جورج بعد الانفجار مباشرة، وأصيب العشرات، بمن فيهم والدة إدموند خنيصر، التي أصيبت بستة كسور في الضلوع وثقب في الرئة.

قال خنيصر الذي كان يركض متنقلاً بين زوجته، وأمه إن هدفاً واحداً كان في ذهنه، وهو نقل ابنه "الوليد جورج إلى بر الأمان".

وعندما ركبوا سيارات الغرباء وخرجوا من محيط منطقة الانفجار، بدأت تتكشف أبعاد المأساة وحجم الدمار.

وصلوا في نهاية الأمر إلى مستشفى خارج العاصمة مباشرة، وأخيراً غُسل الوليد جورج ونظف.

وقال إدموند وهو يعرض صور ابنه على صفحة أنشأها على موقع انستغرام يطلق عليها معجزة الطفل جورج إن "جورج مميز للغاية. إنه نور في الظلام".

وأضاف كانت "ولادة وسط الحطام".