الخميس 13 أغسطس 2020 / 10:52

صحف عربية: غضب شعبي في لبنان.. وعون يحاول إنقاذ باسيل بـ"حكومة أقطاب"

لا تزال تداعيات انفجار بيروت تتصدر العناوين، مع إعلان استقالة الحكومة اللبنانية، واستمرار الغضب الشعبي المطالب بإسقاط الطبقة السياسية.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الخميس، كشفت أوساط سياسية بارزة أن الرئيس اللبناني ميشال عون سعى فور استقالة الحكومة إلى تسويق فكرة تشكيل "حكومة أقطاب"، فيما حذرت تقارير من لعبة قطر لتمكين حزب الله من السيطرة على كل لبنان.

درس للعرب
وفي التفاصيل، لفت الكاتب محمد خلفان الصوافي، في مقال بصحيفة العرب اللندنية، إلى أنه لا بد من "استخلاص الدروس واستيعاب الرسائل التي تحملها فاجعة انفجار بيروت، حول خطورة ظاهرة الانتماءات العابرة للحدود والمبنية على أسس طائفية، كما هو حال حزب الله اللبناني أو الحوثيين، أو الميليشيات الولائية في العراق، أو حتى تلك التي لها علاقة بالتنظيمات التي تدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان، وتخفي أهدافها الحقيقية، ومثل جماعة الإخوان، التي باتت اليوم الذراع العسكرية لطموحات رئيس النظام التركي أردوغان في عدد من الدول العربية، مثل ليبيا ومصر وسوريا وغيرها".

وأضاف "عندما يتجرّأ حسن نصرالله بكل وقاحة ليعلن ولاءه العابر للحدود، للمرشد الأعلى في إيران، أو تقوم بعض قيادات تيار الإخوان المنتشرين في الدول العربية بتقديم مصلحة جماعتهم وخليفتهم المنتظر على دولهم الوطنية، علينا حينها ألا نستغرب لحدوث انفجارات، لأن إيران وتركيا تريدان إبقاء الدول العربية في أزمات ومشاكل، حرصاً على مصالحهما، التي تتحقق وتنمو في ظل الانقسام العربي وتمزق مجتمعاته".

"حكومة أقطاب"
من جهة أخرى، كشفت أوساط سياسية بارزة، لصحيفة الشرق الأوسط، أن "رئيس الجمهورية ميشال عون سعى جاهداً، فور استقالة حكومة الرئيس حسان دياب، إلى تسويق فكرة تشكيل "حكومة أقطاب"، في محاولة لإعادة "تعويم" رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، لكن فكرته وُئدت في مهدها، وسقطت كأنها لم تكن".

وقالت الأوساط إنها "تستغرب مبادرة الرئيس عون لتسويق باسيل في محاولة منه لإعادة الاعتبار له، مع أنه كان السبب في تهاوي العهد القوي"، وقالت إن "رفض تعويمه لم يكن محصوراً بقوى المعارضة، وإنما بأطراف رئيسة في "8 آذار" التي تحبذ تشكيل حكومة وحدة وطنية، شرط ألا يكون باسيل في عدادها".

ولفتت إلى أن "محاولة باسيل الاستقواء بحليفه حزب الله لم تلقَ حماسة، مشيرة إلى أن "ترشيح باسيل لسفير لبنان السابق لدى الأمم المتحدة نواف سلام لتولي تشكيل الحكومة الجديدة، ما هو إلا مناورة مكشوفة يتوخى منها ابتزاز زعيم تيار المستقبل سعد الحريري، الذي كان أول من رشحه لتولي رئاسة الحكومة السابقة، واعترض على ترشيحه باسيل وحزب الله".

الإنقاذ بالابتزاز
وفي سياق متصل، قال الكاتب طارق الحميد، في مقال بصحيفة عكاظ، إننا "الآن أمام ما يمكن تسميته في لبنان بمرحلة الإنقاذ بالابتزاز، ليس من قبل المجتمع الدولي، وإنما من أطراف السلاح، حزب الله، وحركة أمل، وبلغة أوضح عملاء إيران في لبنان، حيث يريدون استغلال تفجير مرفأ بيروت لكسر العزلة الدولية، وعودة الدعم، لكن بشروطهم".

وتابع "ربما يتساءل البعض كيف يمكن فعل ذلك؟ الإجابة بسيطة، وهي أن حزب الله سيستعين مجدداً بقطر، وأقول مجدداً، لأن ذلك، بحال حدوثه، يعني التدخل القطري الثالث لمساعدة الحزب، خصوصاً مع كشف قناة فوكس نيوز الأمريكية مؤخراً عن تمويل قطري لحزب الله".

ولفت إلى أنه "لا بد من التنبه لمحاولة إنقاذ لبنان بالابتزاز، وضرورة الوعي للمرحلة القطرية الثالثة في مساعدة حزب الله، للإجهاز على لبنان، خصوصا وأن التحالف القطري-التركي واضح، وأدوار قطر المشبوهة مع إيران جلية".

كيف اُغتيل لبنان بدمٍ بارد!
من جانبه، تساءل الكاتبة بينة الملحم، في مقال بصحيفة الرياض، "كيف اُغتيل لبنان بدم بارد؟ لبنان الثقافة والفكر والتاريخ والحضارة والجمال والصحافة والفنون كيف تحول في ظرف عشرة أعوام إلى دولة مسلوبة من كل ذلك، وفوق ذلك كيف فقدت سيادتها من أبنائها الحقيقيين؟".

وتابعت "تتجاوز كارثة مرفأ بيروت وعنبر 12 الذي يتبع لحزب الله وهم من يتحكم فيه وهم من يستخدم تلك المواد التفجيرية سواء في سوريا أو اليمن أو العراق وفضلاً ما دمّر الحزب كل ما عمّره رفيق الحريري بما فيه المرفأ بالكامل والذي تكلفت بانشائه السعودية في عهد الحريري.. فطالما بقي حزب الله فلننتظر للبنان المزيد من الدمار والخراب الذي لا أدري ما أعظم ما ستؤول إليه لبنان مما هي عليه الآن".