متطوع لبناني في بيروت يتحدث مع الدبلوماسي الأمريكي ديفيد هيل اليوم الخميس (تويتر)
متطوع لبناني في بيروت يتحدث مع الدبلوماسي الأمريكي ديفيد هيل اليوم الخميس (تويتر)
الخميس 13 أغسطس 2020 / 21:06

صفعة أمريكية جديدة لحزب الله... "أف بي أي" يُحقق في انفجار بيروت

من العاصمة اللبنانية بيروت أعلن وكيل وزير الخارجية الأمريكية السفير ديفيد هيل أن مكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي سينضم إلى المحققين الدوليين لكشف خفايا الانفجار الكبير الذي أطاح بنصف المدينة.

هيل الذي دخل بيروت من بوابة مرفئها والمنطقة التي تعرضت للانفجار قبل لقائه بالمسؤولين الرسميين، يدرك أن ما يقوله عن مشاركة مكتب التحقيقات الاتحادي سيتحول إلى قنبلة جديدة تهز حكومة تسيير الأعمال، ومن خلفها رئاسة الجمهورية، ومعها حزب الله، خاصةً أنه ربط المشاركة بوجود محققين دوليين.

فحزب الله جرب استبق الشارع والمطالبة بالتحقيق الدولي، واستعجل استقالة الحكومة لتقديم "أضحية" للمحتجين تهدئهم من هول ما عانوه، وفي الوقت نفسه فرض أمراً واقعاً على المجتمع الدولي الذي طالب بتحقيق خارجي بالانفجار، ولكن لا يمكن لحكومة تسيير الأعمال الموافقة على أي مشروع أممي، لأنها لم تعد تجتمع باعتبارها مجلس وزراء، وهدفها فقط تسيير الأعمال.

فقدان الثقة
أما سبب المطالبة بالتحقيق الدولي والتي بدأت خلال التظاهرات، فهو انعدام الثقة في التحقيق اللبناني، إذ تسيطر ميليشيات حزب الله على مؤسسات الحكومة المدنية والعسكرية، وتفرض ما تريده على المحققين، الذين سيُغيّبون حتماً حقيقة التفجير ونوعية المواد التي انفجرت، وكذلك دور الميليشيات في استيرادها، واستعمالاتها، خاصةً أن تحاليل الصور لدخان الانفجار أظهرت أن المواد المحترقة والمنفجرة متنوعة حسب الخبراء العسكريين.

وقبل وصول هيل إلى بيروت، استعجل حزب الله أيضاً تعيين محقق عدلي ليفرضه على الجميع، فطلب من وزيرة العدل المستقيلة تعيين قاض للتحقيق العدلي، ليوافق مجلس القضاء الأعلى على تعيين القاضي فادي صوان في منصب المحق العدلي في قضية انفجار المرفأ.

وجاءت الموافقة بعد رفض مجلس القضاء الأعلى اقتراح وزيرة العدل بتعيين القاضي سامر يونس محققاً عدلياً في الجريمة.

وعادت نجم واقترحت رئيس محكمة جنايات بيروت القاضي طارق بيطار، لكنه اعتذر عن المهمة.

وبعد اقتراح أكثر من قاضٍ رفضوا بدورهم المهمة، عادت نجم واقترحت القاضي صوان لتوليها. علماً أن صوّان يتولى حالياً منصب قاضي التحقيق الأول في المحكمة العسكرية.

تدخلات حزب الله
ولفتت مصادر في بيروت إلى أن حزب الله هو الذي رفض القاضي يونس لأنه غير محسوب على أي قوة سياسية ويمكن أن يقود تحقيقاً جدياً، وفرض القاضي صوان لأنه محسوب على عون، ويسير بالتحقيقات وفق آلية وضعها حزب الله تؤدي به إلى دفن الحقيقة.

وبالعودة إلى زيارة وكيل وزير الخارجية الأمريكية، يُذكر أن سيناقش ملفات متعددة في بيروت، بدأً بتداعيات صدور الحكم في قضية إغتيال الحريري، والعقوبات الأمريكية على حزب الله، وما شاع عن عقوبات على مقربين منه أبرزهم رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، وترسيم الحدود مع إسرائيل من البحر إلى الحدود مع سوريا.