الثلاثاء 25 أغسطس 2020 / 10:38

نوبل للسلام

علي بن سالم الكعبي - الاتحاد

إنجازات ومبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، جعلته أحد أبرز المرشحين لجائزة نوبل السلام هذا العام، وهو المشهود له باتصالاته بكافة القادة والزعماء، لحرصه على دعم قضايا الخير، ونشر ثقافة التسامح، وإصراره على نزع فتيل الأزمات والتوتر عبر الحوار المباشر.

إن اتخاذ القرارات المصيرية يحتاج إلى نوع فريد من القادة، الذين يضعهم التاريخ في ركن مستقل ليملؤوا حيزهم، بما يتمتعون به من خصال ورؤية ثاقبة في استشراف المستقبل بكل أبعاده وجوانبه، ولهذا عندما يتصدون لإعلان قرارات صعبة، فلا تشغل بالهم على الإطلاق ردود الأفعال، ولا يعنيهم حجم الدعم والتأييد ومباركة الحشود لخطواتهم، طالما كانوا واثقين في أنفسهم، ويعملون بصدق وإخلاص وتفان لصالح شعوبهم وأمتهم.

وبرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، تحركت الإمارات، وألقت حجراً ثقيلاً في المياه الراكدة، بإعلانها التوصل إلى اتفاق تاريخي مع تل أبيب، يتضمن في أحد أهم بنوده امتناع إسرائيل عن ضم غور الأردن والمستوطنات الواقعة في الضفة الغربية، والتي تقدر مساحتها بنحو 30% من الضفة إلى أراضيها، وبالتالي إنقاذ أكثر من 100 ألف فلسطيني كانوا معرضين للطرد، وفي خطوة وصفها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ"التاريخية"؛ نجحت الإمارات في نزع فتيل خطة الضم، وإنقاذ حل الدولتين، وبث الروح في المسار التفاوضي للوصول إلى سلام عادل وشامل، بعد نحو ثلاثة عقود من المفاوضات العبثية.

والاتفاق الذي لقي ترحيباً من عدة دول عربية وأجنبية، مثّل دافعاً نحو تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، كما وضع في أولوياته حقوق الفلسطينيين وطموحاتهم، كما اختصر الكثير من الوقت، والأهم من ذلك أن الاتفاق لم يخرج عن مقررات القمم العربية ومبادرة السلام العربية، والتي ترجمها بعمل مثمر وبصيغة فاعلة.

ومع أن ثماني دول عربية تربطها علاقات متفاوتة مع إسرائيل؛ إلّا أنّ المزايدات السياسية بدأت منذ اللحظات الأولى من ظهور الإعلان عن الاتفاق، وحتى قبل توقيعه النهائي المرتقب في واشنطن في غضون أيام، حيث لم يعجب هذا الاتفاق الأطراف، التي اعتادت الاسترزاق من وراء القضية الفلسطينية، وتمثيلها أدوار البطولة من دون أن تقدم شيئاً فعلياً عدا الشعارات الزائفة.

ولعل التجارب القريبة، تكشف لنا بوضوح أنه لم يضر القضية الفلسطينية أكثر من أولئك الذين يرفضون كل خطوة نحو حل عادل وشامل للقضية، وبما يرفع عن كاهل الشعب الفلسطينيين معاناة الاحتلال، وهؤلاء أصحاب الصوت العالي الذين ينطبق عليهم المثل القائل (جعجعة بلا طحن) يرفضون كل شيء، كما لا يقدمون أي بديل، ورزقهم يأتي من بقاء الوضع على ما هو عليه، حيث يستمرون في تجارتهم بالقضية وآلام شعبها.

وإلى جانبهم يقف ملالي طهران، وعلى خطاهم يسير أردوغان، أما ما قاله بشأن التفكير بإغلاق سفارة بلاده في أبوظبي فلا معنى له، غير أنه جلب لنفسه السخرية من هذا التصريح، فقد تناسى أن تركيا تقيم علاقات قديمة جداً مع إسرائيل منذ شهر مارس(آذار) عام 1949، وهي قوية ومستمرة، ولم يكتفِ أردوغان بالتنسيق مع إسرائيل بعدوانه على سوريا فحسب، إنما تصدّر بلاده إليها سلعاً وبضائع بما قيمته ثلاثمائة مليون دولار شهرياً، لكن على ما يبدو أن خطته من أجل تحرير القدس تنطلق من تدمير العراق وسوريا ومصر، واحتلال ليبيا.

وبعيداً عن الأصوات النشاز، دعوني أعيد ما بدأت به: إن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي أحد أبرز المرشحين لنيل جائزة نوبل السلام في هذا العام، وهو المشهود له بمبادراته وإنجازاته واتصالاته بكافة القادة والزعماء، لحرصه على دعم قضايا الخير، ونشر ثقافة التسامح.