صحف (24)
صحف (24)
الإثنين 7 سبتمبر 2020 / 10:08

صحف عربية: بعد "الصخيرات".. "بوزنيقة" فصل جديد في الصراع الليبي

24 - أحمد إسكندر

تؤسس محادثات التشاور المتواصلة حالياً في بلدة بوزنيقة المغربية، بين وفدين ليبيين يمثلان مجلس النواب في طبرق ومجلس الدولة في طرابلس، برعاية الأمم المتحدة لمرحلة انتقالية جديدة تعيد تدوير نفس الوجوه المتصدرة للمشهد السياسي الليبي منذ بدء الأزمة الليبية منتصف عام 2014.

وبحسب صحف عربية صادرة، اليوم الإثنين، فإن محادثات بوزنيقة المدعومة دولياً ستبحث التطرق إلى جملة من الملفات الخلافية والقضايا العالقة، ضمن إطار مخرجات مؤتمر برلين، على أمل التوصل إلى رسم خارطة طريق تضع حداً للأزمة الراهنة وتُنهي معاناة الشعب الليبي.

حراك دبلوماسي
وذكرت صحيفة "العرب" اللندنية أن المحادثات الليبية الليبية انطلقت للتشاور حول تفعيل العملية السياسية برعاية الأمم المتحدة، وذلك في جولة هي الأولى بعد حراك سياسي ودبلوماسي تلا الإعلان قبل أيام عن قرار لوقف إطلاق النار على طول جبهات القتال في ليبيا.

وقالت مصادر للصحيفة إن "هذه المحادثات التي ستتواصل على مدى يومين تأتي تجسيداً للجهود المغربية برعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس، من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة الليبية".

وأشارت الصحيفة إلى أنه يُنتظر أن تحدد المحادث خارطة الطريق ومواعيد تنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية على أساس دستوري، ووضع آليات لإدارة ما تبقى من المرحلة الانتقالية، إلى جانب بلورة مشروع لمُعالجة الأزمة الأمنية والاقتصادية، على أن تتم مناقشتها في المحادثات الليبية – الليبية، المُزمع عقدها في جنيف خلال الأسبوع المقبل.

كعكة السلطة
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن مصادر وصفتها بـ"المطلعة" أن طرفي الأزمة بحثا في بوزنيقة مباشرة نقطتين أساسيتين تعيدان الطريق لحل الأزمة، الأولى تبحث إعادة هيكلة المؤسسات، خصوصاً المجلس الرئاسي، وتقليص عدد أعضائه.

ونص اتفاق الصخيرات على أن المجلس يتكون من 9 أعضاء، وسبق أن قدم 4 من أعضائه استقالاتهم منه. ويبدو أن هناك اتجاهاً لتقليص عدد أعضاء المجلس إلى 3 أعضاء بحيث يمثل كل عضو منطقة من مناطق ليبيا الثلاث وهي طرابلس وبرقة وفزان. ويبقى الصراع الحقيقي محتدماً حول رئاسة المجلس.

وتتعلق النقطة الثانية، بمآل رئاسة الحكومة. ويعدّ محمد معز الكيخيا من المرشحين الذين لديهم قبول للظفر بالمنصب، ويحظى بمنافسة شرسة من فتحي باش أغا، وزير الداخلية الحالي في حكومة السراج.

تدخل تركي
وتناول المحلل السياسي عبد الوهاب بدرخان في مقال له بصحيفة "الاتحاد" الإماراتية الهدنة القلقة التي تم بموجبها وقف دائم لإطلاق النار، مشيراً إلى أن هناك قوى خارجية استطاعت خفض التصعيد في ليبيا، استعداداً لاستئناف التفاوض العسكري (في جنيف) والسياسي (في الصخيرات) بين الأطراف الليبية.

وأشار الكاتب إلى أن الثابت منذ أواخر يناير(كانون الثاني) الماضي، أن القوى الدولية حافظت على "التزامات" مؤتمر برلين وإنْ لم تطبّقها، بل إن دولاً عدة تواصل خرقها، تحديداً في مجال التسليح، وفقاً لرئيسة البعثة الأممية بالنيابة ستيفاني وليامز.

ولفت بدرخان إلى أنه في الوقت الحالي، يحاول كل طرف استثمار التغيير في الوضع الميداني وميزان القوى، لتحصيل مكاسب سياسية. بالإضافة إلى أن هناك محاولة لتنظيم المشاركة في إدارة الدولة، واستطراداً لتفادي سيناريوهات تقسيم ليبيا، طالما أن الحسم العسكري غير مسموح به دولياً. لذلك تلحّ الأمم المتحدة على مجلس الأمن لإنشاء "منطقة منزوعة السلاح"، كانت واشنطن طرحت فكرة هذه المنطقة الفاصلة، على أن تشمل الهلال النفطي، لكن التدخل التركي لم يكن عاملاً مساعداً للاتفاق عليها، سواء بوجوده المباشر إلى جانب الميليشيات في طرابلس ومصراتة، أو بالمرتزقة السوريين الذين يرتاب البنتاغون بـ "السوابق الإجرامية" للعديد منهم.