المهاجرين المشردين من مخيم موريا (أرشيف)
المهاجرين المشردين من مخيم موريا (أرشيف)
الأحد 13 سبتمبر 2020 / 18:33

اليونان تتوقع معالجة أزمة المهاجرين في غضون أسبوع

أعربت اليونان اليوم الأحد عن أملها في إعادة إسكان آلاف من طالبي اللجوء، الذين شرّدهم الحريق الذي اندلع في أكبر مخيم للمهاجرين في أوروبا، في غضون أسبوع لإنهاء أزمة شهدت مواجهات بين المحتجين والشرطة.

ويفترش آلاف طالبي اللجوء وبينهم أطفال ومسنّون الشوارع في ليسبوس منذ الأربعاء الماضي، بعدما دمّر مخيم موريا جرّاء ما يبدو أنها كانت حرائق مفتعلة.

وصباح أمس السبت وقعت صدامات قرب مخيم موقت جديد أقامته السلطات اليونانية، حيث ألقى المهاجرون الحجارة على الشرطة التي ردت بإطلاق الغاز المسيل للدموع، وأفاد مراسل بأن المهاجرين تظاهروا مجدداً بشكل سلمي صباح اليوم.

وأقامت السلطات حالياً مخيماً جديداً تبلغ قدرته الاستيعابية 3 آلاف شخص في كارا تيبي، على مسافة كيلومترات قليلة من مخيم موريا المدمر الذي لطالما تعرّض لانتقادات من قبل الأمم المتحدة ومجموعات حقوقية جرّاء اكتظاظه وظروفه الصحية المزرية.

وقال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس "هذه منشأة موقتة ولائقة ستمنحنا فرصة للتعامل مع الوضع حتى المرحلة التالية"، وأضاف أن "إنشاء مركز استقبال وتسجيل دائم جديد لطالبي اللجوء سيجنب حدوث المشكلات التي حدثت في موريا".

وقال مسؤولو وزارة الهجرة أمس إن الخطة تهدف إلى توفير خيم لجميع المشردين وتسريع إجراءات اللجوء، وقد أوضح الوزير نوتيس ميتاراشي أن الأمر سيستغرق "5 أيام" لإيواء الجميع.

ولكن في حين دخل حوالي 500 مهاجر إلى كارا تيبي بعد ظهر اليوم، مع وجود المزيد في طوابير في الخارج، بقي كثر على الطريق مترددين أو رافضين الدخول.

وقالت زولا وهي أم كونغولية لطفل يبلغ 5 أشهر لوكالة "في موريا، كان يمكننا الخروج لكن هنا (في المخيم الجديد) سيكون الوضع أشبه بالسجن"، وأوضح مهاجر كونغولي من داخل كارا تيبي في رسالة نصية أن الشرطة لن تسمح لهم بمغادرة المكان.

ولفتت الشرطة إلى أن بعض المهاجرين الأفغان كانوا يحاولون إقناع آخرين بعدم دخول المخيم الجديد، بهدف الحصول على الطعام والمأوى، وأفاد مراسلون بأن الشرطة منعت الأفغان من الاقتراب من المخيم الجديد ومن المهاجرين الذين يخيمون على قارعة الطريق، وقد تعهد وزير الشرطة ميكاليس كريسوكوديس فرض "عقوبات" على أي شخص يحاول عرقلة وصول المهاجرين إلى كارا تيبي.

وقال كريسوكوديس إنه تم نشر آلاف "الشرطيين في الجزيرة" لحماية حياة وأمن" السكان المحليين وطالبي اللجوء على السواء، وأضاف "لن نسمح لأحد بانتهاك قواعد بلادنا".

وأشار متحدث باسم وزارة الهجرة إلى أنه سيتم أولاً إيواء طالبي اللجوء الذين يعدون بين الفئات الأكثر ضعفاً، وتابع ألكسندروس راغافاس "سنمنح أولوية للعائلات، ستضم كل خيمة 6 أشخاص وسيقسّم المخيم على أساس الأعراق".

وقال ميتاراشي "نعتقد أن طالبي اللجوء سيقتنعون أخيراً بالدخول بمحض إرادتهم"، وتكثّف السلطات اليونانية جهودها لجمع اللاجئين في المخيم من أجل إعادة النظام إلى الجزيرة، لكن أيضاً بسبب مخاوف من انتشار فيروس كورونا.

وقبل اندلاع النيران مباشرة في مخيم موريا، ثبتت إصابة 35 شخصاً بوباء كوفيد-19 وكانوا يواجهون تدابير حجر صحي، وقالت السلطات الأحد إن 7 مهاجرين ممن دخلوا المخيم الجديد كانوا مصابين بفيروس كورونا.

وأوضح ميتاراشي الأحد أنه قد يكون هناك 200 إصابة بكورونا الآن بين الأشخاص الذين فروا من موريا، وقال ميتسوتاكيس أمس في خطاب ألقاه في مدينة سالونيك (شمال) إن "الجمع بين فيروس كورونا ومسألة الهجرة يؤدي إلى مزيج متفجر".

وتابع رئيس الوزراء الأحد أنه لا شك في أن مهاجرين أشعلوا النيران في مخيم موريا في محاولة لإجبار الحكومة على إبعادهم من جزيرة ليسبوس.

ودفعت محنة العائلات التي تقطعت بها السبل دولاً أوروبية الى عرض استقبال مئات من طالبي اللجوء، خصوصاً القصّر غير المصحوبين بذويهم، وقال ميتسوتاكيس "نحن على اتصال بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لنرى كيف يمكن ألمانيا أن تدعمنا أكثر من خلال استقبال العائلات التي مُنحت حق اللجوء".

ولكن لطالما اشتكت اليونان من غياب دعم بقية دول الاتحاد الأوروبي، باستثناء تقديم الأموال، وأضاف ميتسوتاكيس "لا يمكننا أن نفشل مجدداً كأوروبا في التعامل مع أزمة المهاجرين".

وانهارت جهود سابقة لوضع نظام قائم على الحصص كانت ستتفق كل دول الاتحاد الأوروبي بموجبه على استقبال اللاجئين الموجودين في اليونان، وذلك بسبب معارضة حكومات يمينية، خصوصاً في بولندا والمجر.

وحض البابا فرنسيس الذي زار ليسبوس في العام 2016، الأحد على "استقبال إنساني للمهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء في أوروبا"، معرباً عن تضامنه مع الضحايا.

وذكرت وسائل إعلام محلية الأحد، أن 21 مهاجراً إضافياً وصلوا إلى الشاطئ الشمالي لجزيرة ليسبوس، وكان هؤلاء يختبئون في غابة وتم نقلهم إلى مركز للحجر الصحي في ميغالا ثيرما.