الثلاثاء 15 سبتمبر 2020 / 16:36

فنان سوري: نسخر من الواقع كي نتمكن من احتماله

منذ عشرين عاماً، يقتطع رسام الكاريكاتير السوري، عبد الهادي شماع، ساعات من كل يوم ليحول فيها مخاوفه وإحباطاته وآماله القليلة إلى رسوم كاريكاتيرية، بسخرية تتسم بالحدة في بعض الأحيان.

وفي حين أن أعماله لا يزال لها مكان على صفحات جريدة الوطن الموالية للحكومة، وجد شماع لفنه منصة جديدة مع صعود وسائل التواصل الاجتماعي على الإنترنت.

وينشر شماع في الغالب نسخة "مخففة" من رسوماته في الجريدة، لكنه يقول إنه، على صفحته الشخصية، يصبح مدير نفسه، فينشر على الإنترنت، رسومه الكاريكاتيرية دون إدخال أي تعديلات، وغالباً ما يكون المسؤولون والوزراء مادة لفنه.

ويقول "ما ينشر بالجريدة يعتبر مخفف وأحياناً أنتبه إني فعلاً رفعت السقف".

ويضيف "الجريدة لها أسباب و هذا حقها. أنا بصفحتي على مواقع التواصل الاجتماعي،لا أحد له حق منعي، لذا أنشر النسخة الغير معدلة".

وتمثل خفة الروح والدعابة، بالنسبة له، ضرورة للبقاء. وقال من منزله في دمشق إن الإنسان يسخر من واقعه كي يواصل الحياة.

ويوضح "أحياناً على الإنسان أن يسخر من واقعه حتى يكمل غداً.. يسخر من هذا الواقع حتى يقدر على تحمله".

وعن التطور الذي حدث بفعل صعود وسائل التواصل الاجتماعي يقول شماع "كانت الجريدة تطبع 100 ألف على سبيل المثال، اليوم في موقع فيه ملايين الاشخاص، بمعنى فرصة ان يراه الأشخاص (حسب قانون الاحتمالات) على السوشيال ميديا أكبر بما لا يقاس".

ويوضح أنه في كثير من الأحوال يُطلب منه تعديل رسومه الكاريكاتيرية، مضيفاً أن بعض هذه الرسوم سُحبت من الصحيفة تماماً لأنها كانت حادة في انتقادها.

ويوضح "حماسي، رغبتي، رؤيتي تختلف أحياناً.. حسابات الصحيفة تتقاطع بناحية وتختلف مع ناحية".

والصحف في الأجزاء الواقعة تحت سيطرة الحكومة السورية إما أنها مملوكة للدولة أو موالية للحكومة.

وفي عام 2000، صدرت صحيفة ساخرة تسمى "الدومري"، في وقت تعهد الرئيس المنتخب حينها بشار الأسد بفتح آفاق جديدة للصحافة الحرة.

وسرعان ما حققت الصحيفة، التي كان يديرها رسام الكاريكاتير المخضرم علي فرزات، الشهرة والانتشار، لكن تم تعليقها في عام 2003.