الثلاثاء 15 سبتمبر 2020 / 18:59

عمّال التنظيف يجازفون بحياتهم للتصدي للوباء في المكسيك

يعقمون المواقع الأكثر تلوثاً بالفيروس ويجمعون الأدوات الموبوءة ويغسلون البزّات والبطّانيات، هم عمّال التنظيف الذين لا يحصلون في أحيان كثيرة على التقدير اللازم، ويعملون بالآلاف في المستشفيات المكسيكية معرضين حياتهم للخطر.

وفي ما يأتي شهادات ثلاثة عمال ظلّ من الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس.

إريكا راميريز جندية في الثالثة والعشرين من العمر مكلّفة بتنظيف قسم العناية المركّزة في مستشفى عسكري جنوب مكسيكو يعالج فيه المصابون بكورونا، وتجمع المخلفات التي يمكن أن تنقل العدوى، مثل الحقن، والضمادات الطبية، وتعقم بعض المواقع في المنشأة. لذلك لا تخلع بدلتها الواقية الشبيهة بالتي يرتديها الطاقم الطبي.

وتؤكد الجندية الشابة أنها لا تخشى أداء مهامها رغم الخطر الكبير للعدوى، حتّى لو لم يكن الأمر بهذه السهولة في بداية الأزمة.

يضع رودولفو دياز، 53 عاماً قناعا ونظارات بلاستيكية وقفازات ويغسل ويعقم مع زميلين البطّانيات وسترات المصابين بفيروس كورونا المستجدّ.

وتقضي مهمّة الزملاء الثلاثة بغسل نحو 10 آلاف قطعة ملابس في اليوم في منشآت المعهد المكسيكي للضمان الاجتماعي، إحدى أبرز المؤسسات الطبية في البلد.

ولا يخفي عمال هذه المغسلة العامة الخوف الذي يعتريهم، لكنهم لا يتوانون عن أداء عملهم. ويقول دياز: "نحن قلقون لكننا نحب عملنا".

وكشفت منظمة العفو الدولية في تقرير حديث أن عمال التنظيف في المستشفيات المكسيكية "عرضة بشكل خاص" للإصابة بالفيروس.

ولا توجد أرقام رسمية عن أثر الوباء على هذه الفئة من العمّال، لكن الحصيلة المأسوية في أوساط الطواقم الصحية لا تترك مجالا للشكّ، بـ 1320 وفاة ونحو 100 ألف إصابة في نهاية أغسطس (آب)، حسب بيانات حكومية.

والمكسيك التي يقدر عدد سكانها بـ 128 مليون نسمة، هي رابع البلدان الأكثر تأثراً بالفيروس في العالم، بقرابة 71 ألف وفاة و668 ألف إصابة.

ويدرك دياز أن عمله أساسي لزملائها الذين يوصلون الملابس النظيفة إلى المراكز الصحية التي تتصدّى للوباء.