لبنانيون أمام محل صرافة في بيروت (أرشيف)
لبنانيون أمام محل صرافة في بيروت (أرشيف)
الأربعاء 16 سبتمبر 2020 / 19:03

المودعون اللبنانيون لن يحصلوا على كل أموالهم

قال مسؤول فرنسي كبير إنه قد يكون من الصعب على البنوك في لبنان التمسك بمبدأ ضرورة ألا يخسر المودعون ودائعهم، وذلك حسبما جاء في محضر اجتماع حددت فيه فرنسا خطوات لمساعدة القطاع المصرفي المصاب بالشلل.

وجاءت التصريحات خلال محادثات في باريس في 10 سبتمبر (أيلول) الجاري، بين مسؤولين فرنسيين كبار ووفد من جمعية مصارف لبنان، واطلعت رويترز على نسخة من محضر الاجتماع الذي يحمل صفة السرية.

وتصدرت فرنسا، جهود دولية لدفع السياسيين المتشبثين بمواقفهم في لبنان، لتنفيذ إصلاحات ضرورية لاجتذاب المساعدات، وتخفيف أزمة أصابت القطاع المصرفي بالشلل، وحالت دون حصول المودعين على معظم أموالهم.

وقال بيير دوكين مبعوث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتنسيق الدعم الدولي للبنان، حسب المحضر: "رغم أنها مسألة مبدأ عند جمعية مصارف لبنان وأنه لا يجب أن يتكبد المودعون أي خسائر، فإنه قد يكون من الصعب الدفاع عن هذا حتى النهاية. لكنها مسألة تفاوض".

ويسعى مصرف لبنان المركزي والمصرفيون في البنوك التجارية للحيلولة دون "خفض قيمة الودائع"، أو خفض رسمي لأرصدة حسابات الودائع.

لكن المودعين الذين يملكون حسابات بالدولار في لبنان يقولون إنهم خسروا أموالاً بالفعل، لأنهم لا يستطيعون سحب المال، أو لأنه لا يُمكنهم إلا تحويله إلى الليرة اللبنانية، بأقل من أسعار السوق.

وانهارت قيمة الليرة اللبنانية، التي ارتبطت بالدولار على مدى أكثر من 20 عاماً، خلال الأزمة المالية.

ولم تصدر وزارة الخارجية الفرنسية تعليقاً بعد.

وقال مصرفي لبناني كبير شارك في المحادثات لرويترز، إنهم شعروا عند اجتماعاتهم مع المسؤولين الفرنسيين التي تناولت مبادرة الرئيس، بأنهم يدعمون ازدهار القطاع المصرفي.

وقال مصدر دبلوماسي فرنسي، إن المحادثات كانت جزءاً من جهود لتنفيذ خارطة الطريق الاقتصادية للبنان.

وإضافة إلى التصريحات التي أدلى بها دوكين عن الودائع، فقد تناول أيضاً إجراءات أخرى مطلوبة، منها التطبيق السريع للقيود على رأس المال، ودمج البنوك في بلد به 64 بنكاً تسيطر عليها 32 مجموعة.

وعن إعادة هيكلة جبل ديون لبنان الخارجية والداخلية، قال دوكين إنه يتعين اتخاذ مجموعة من الإجراءات. وأضاف "لا يوجد حل سحري".

ويُظهر محضر الاجتماع أن ممثلي جمعية مصارف لبنان، ومنهم رئيس الجمعية سليم صفير، قالوا إن البنوك مستعدة للانضمام إلى "جهود جماعية" لحل الأزمة، وحددوا اقتراحات شملت تأييد إنشاء صندوق لحشد أصول الدولة.