الخميس 17 سبتمبر 2020 / 16:18

سلطان العميمي: كلما أصدرت كتاباً صارت الكتابة أصعب وتضاعفت مسؤوليتي تجاه النص

استضافت هيئة الشارقة للكتاب، ضمن فعاليات "نادي القراء"، الروائي والشاعر والناقد الإماراتي سلطان العميمي، مدير أكاديمية الشعر العربي التابعة لدائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي، في جلسة حوارية (عن بعد)، أدارتها الإعلامية ندى الشيباني، وتحدث خلالها عن تجاربه في حقول الشعر والرواية، والأدب الشعبي.

وحسب بيان تلقى 24 نسخة منه، جاءت الجلسة استكمالاً لسلسلة من الجلسات التي ينظمها "نادي القراء" (عن بُعد)، ويستضيف خلالها نخبة من كبار الأدباء والشعراء العرب والعالميين، بهدف مواصلة الحراك الثقافي في إمارة الشارقة.

وأكد العميمي أن تكثيف الكاتب للقراءة الحقيقية، ورفد رصيده بالمعارف، يجعل من مسؤولية الكتابة أكبر لديه، لافتاً إلى ازدياد صعوبة الكتابة بالنسبة إليه بعد تأليف ونشر روايتين و 4 مجموعات قصصية، و20 إصداراً مختلفاً في حقول أدبية وبحثية عدة، مؤكداً أن مسؤولية الكاتب تجاه إنتاجه والأفكار المطروحة فيه يجب أن تزداد مع مرور الزمن وكثرة قراءاته وكتاباته.

وقال العميمي: "القراءة وقود مهم لاستمرار الكاتب في إنتاجه، كونها تساعده في صقل أفكاره أكثر، وتحميه في الوقت ذاته من الوقوع في التكرار، أو السقوط في فخ التماثل مع الكتابات والمؤلفات الأخرى، مما يفقد العمل الأدبي قيمته".

وأضاف: "إن العمل في مجال التأليف الروائي، والقصصي، يختلف من عمل إلى آخر، وقد يتطلب أعواماً، حيث أخذت روايتي "ص.ب 1003" أربع سنوات، فيما استغرق نضوج رواية "غرفة واحدة لا تكفي" مدة سنتين، فيما أحضر لروايتي الجديدة منذ 3 سنوات".

ونصح العميمي الكتّاب المبتدئين بضرورة تكثيف قراءاتهم وتنويعها في الوقت ذاته، وعدم الاعتماد على قراءة لون واحد من أطياف الأدب والعلوم، مشدداً على أهمية الاطلاع على مختلف ما تم إنتاجه في العلوم الإنسانية، كالفلسفة والتاريخ والأنثروبولجيا واللغات وعلوم الأحياء، حتى يتمكن الكاتب من خلق عوالم متكاملة في كتاباته، وخلق شخوص حقيقين قادرين على التعبير عن أفكاره الروائية.

وحول خوضه في مجال الدراسات الشعرية، لفت إلى أن شغفه جاء من خلال اهتمامه بالتجربة الشعرية الإماراتية، التي تشكل مكوناً هاماً من مكونات لهوية الوطنية، إلى جانب أنها تعكس جزءاً من جغرافية المنطقة وتاريخها، فضلاً عن توثيقها اللهجة الإماراتية المحكية، والتحولات التي طرأت عليها.

وفيما يتعلق بهواة الشعر ومحبي كتاباته، أوضح العميمي أن تطوير الشاعر لموهبته، تمر عبر القراءة للعديد من الشعراء، ضمن حقب زمنية مختلفة، حيث يمكنه الاطلاع على مختلف التجارب الشعرية بما تتضمنه من تجارب غنائية أو غير غنائية، الفصيح أو النبطي منها.

وشدد العميمي الذي يعمل حالياً على تأليف معجم يتناول اللهجة الإماراتية، على الحاجة إلى جهود أكاديمية، تبحث وتتناول كل ما هو مرتبط ومتعلق بالتاريخ الإماراتي، لافتاً إلى احتواء معجمه على العديد من المفردات التي لم تعد تستخدم نتيجة للعديد من الظروف والمتغيرات.

ونصح الأديب جمهور القرّاء بتكوين ذائقتهم المعرفية بمعزل عن اختيارات ذائقة الآخرين، مؤكداً ضرورة القارئ خوض العديد من التجارب القرائية، حتى تتضح هوية اللون الأدبي المفضل لديه، لافتاً إلى أن تقليد الآخرين في الذهاب إلى الكتب الأكثر مبيعاً بنزع عن القارئ استقلاليته الفكرية المرتبطة باحتياجات الفكرية.