صحف عربية (24)
صحف عربية (24)
الجمعة 18 سبتمبر 2020 / 11:00

صحف عربية: أردوغان يحيل تركيا إلى أكبر معتقل سياسي

بسياسته الهوجاء وإصابته بجنون العظمة، قضى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على الديمقراطية وأحال بلاده إلى أكبر معتقل سياسي في التاريخ المعاصر.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الجمعة، أكد مجموعة من الأطباء أن تهديدات أردوغان الجوفاء للدول العظمى والزعماء انعكاس لاعتلالات سيكولوجية خطيرة، فيما أشارت مصادر إلى أن مغازلات أنقرة الأخيرة لمصر ماهي إلا مراوغات لكسب الوقت، وتحييد مصر في الساحة الليبية.

رجل أنقرة المريض
أشارت صحيفة عكاظ السعودية، إلى أن التحولات والتقلبات والأزمات الهائلة والمتسارعة التي تشهدها الساحة التركية منذ الانقلاب المزعوم في 2016، تظهر انعكاسات سيكولوجية خطيرة على شخصية الرئيس التركي رجب أردوغان.

وأوضحت أن هذه التحولات باتت ملحوظة بشكل واضح مع تزايد حدة التصريحات المتشنجة والجوفاء، التي يهاجم من خلالها الرئيس التركي الدول العظمى والرؤساء والزعماء وكبار المسؤولين، والتي لا تخلو من تهديد ووعيد بلغة بربرية وهمجية لا تعترف بالبروتوكولات والأعراف الدبلوماسية، وتثير التساؤلات حول مدى تأثير الأزمات المتلاحقة التي يعاني منها النظام التركي على السلوك العقلي والنفسي للرئيس التركي.

وقالت إن "الجوانب السيكولوجية المتراكمة في شخصية أردوغان المتضخمة والمتورمة انعكست على سياساته في إدارة الدولة التركية، التي انحرفت إلى منحى راديكالي متطرف في التعاطي مع الأزمات المتلاحقة التي تواجهها تركيا على الصعيد الداخلي والخارجي".

وذكرت الصحيفة أن هذه التحولات الحادة في نظام الحكم التركي الذي تقلب بشكل تراجيدي من الديموقراطية إلى الديكتاتورية، لم تحدث بمنأى عن دور فاعل للشخصية الأردوغانية السيكوباتية في إحداث هذه التحولات، لافتة إلى أنها لم تكن ستحظى بالقدرة على الاستمرار لولا أن هناك بيئة خصبة لتقبلها خصوصاً في أوساط المناطق الشعبية التي نشأ فيها الرئيس التركي.

وأكد استشاري الطب النفسي الدكتور جمال فرويز، أن شخصية أردوغان مصابة بهوس العظمة بشكل واضح تماماً، فهو يعتبر نفسه وريث الدولة العثمانية وسلطاناً عثمانياً غازياً، ويحاول أن يتقمص هذه الشخصية حتى في الملبس، وعادة هذه الحالات البارانودية تتضخم ذاتها بعشرات أضغاف حجمها الطبيعي، وهذا ما يفسر طبيعة التصريحات المتضخمة ضد زعماء الدول الكبرى.

وأضاف أن "أردوغان لن يتخلى عن السلطة ولن يتقبل أي خسارة محتملة في الانتخابات الرئاسية، وحينها قد يميل نحو مواجهة مسلحة من أجل فرض بقائه فيها".

رفاهية رغم الأزمة
ومن جهتها، رصدت صحيفة الرؤية الإمارتية معاناة الشعب التركي من الأزمة الاقتصادية الطاحنة، بينما يقوم الرئيس رجب طيب أردوغان ببناء قصور من أموال دافعي الضرائب لرغبته في استعادة الماضي العثماني.

كما تحدثت عن تجاهل الرئيس التركي لتقديم حلول واقعية للأزمة الاقتصادية التي تعصف ببلاده والتي جاء وباء كورونا ليزيد صعوبتها، بعد أن ضرب صناعة السياحة في البلاد والتي تعد من أهم مصادر الدخل القومي لتركيا.

وأكدت أنه بدلاً من أن يواجه أردوغان ذلك، فهو يواصل بناء مشاريع فخمة لا فائدة منها سوى إرضاء غروره باستعادة الطراز العثماني القديم ضمن أفكاره لما يسمى العثمانية الجديدة.

وأشارت الصحيفة إلى أنه بالرغم من انتقادات المعارضة، إلا أن أردوغان يمضي قدماً في مشاريع البناء التي تقدر بملايين الدولارات، فقد بنى قصراً فخماً على ضفاف بحيرة فان مباشرة، ويرغب في أن يكون هذا القصر تذكرة للجميع بقصر كوباد آباد الذي بناه السلطان علاء الدين كيكوبات في القرن الـ13.

وانتقدت نائب حزب الشعب الجمهوري جوليزار بشير كاراجا الرئيس في البرلمان التركي، قائلة: "بسبب جشع الرجل، يتم التضحية بشواطئ بحيرة فان، وبينما يعاني الملايين من مواطنينا من الأزمة الاقتصادية، يكافئ رجل واحد نفسه بقصر تلو الآخر".

وبالإضافة إلى الإقامة على بحيرة فان، فإن أردوغان يدلل نفسه في إقامة صيفية رائعة في قصر آخر بخليج أوكلوك بالقرب من مدينة مرمريس على البحر المتوسط.

ووفقاً للصحافة التركية، يعد مشروع بناء قصر هناك أيضاً مكلفاً للغاية وليس صديقاً للبيئة بشكل خاص، حيث كلف بناء القصر المؤلف من 300 غرفة أكثر من 37 مليون يورو حتى الآن وتم قطع 50 ألف شجرة لتمهيد الطريق للقصر.

غزل بارد في مصر
وبدوره، قال الكاتب الصحافي مشاري الذايدي في مقال له بصحيفة الشرق الأوسط "في موقف مختلف ومفاجئ، تغزل مستشار الرئيس التركي ياسين أقطاي، في مصر، ونشرت وكالة الأناضول التركية تصريحات له يشيد فيها بالجيش المصري، وأنه جيش عظيم يحظى باحترام تركيا، وأن هناك من يحرّض مصر على تركيا، لكن مصر لن تنصت لذلك".

وأضاف أن "أصل التصريحات هذه أتت في مقابلة لأقطاي في موقع قطري إخواني، ونشرها ياسين على حسابه بتويتر فرحاً بها"، لافتاً إلى أن أقطاي الذي احترف التحريض على مصر والسعودية والإمارات، يريد منا أن نصدقه في هذه التعليقات اللطيفة ونمسح من الذاكرة أنه هو شخصياً، وبتوجيه من رئيسه أردوغان من أكبر الشاتمين لمصر ولنا، ومن أبرز المتآمرين علينا.

وذكر أن ياسين أقطاي فخور بكتاب له عن سيد قطب، لدرجة أنه وضع صورة غلاف الكتاب على البايو في حسابه على تويتر، في التغريدة نفسها التي يشيد فيها بمصر وجيشها تحت رئاسة عبد الفتاح السيسي، متسائلاً "أي استغفال أصرح من هذا؟!".

وأشار الكاتب إلى أن جماعة أردوغان وأقطاي شخصياً، تسعى من خلال مناوراتها السياسية ومراوغاتها الإعلامية إلى كسب الوقت، من أجل تحييد مصر في الساحة الليبية خاصة، بسبب تضخم الفاتورة الأمنية والسياسية والعسكرية هناك، وبسبب انفتاح الجبهة الأوروبية ضده في شرق المتوسط.

واختتم بقوله إن "العبرة بالأفعال وليس بالكلام المعسول، وهذا الأمر أوضحه وزير الخارجية المصري سامح شكري في تعليق على كلام مستشار أردوغان، عاشق سيد قطب"، موضحاً أن "الدول الراشدة قد تتجاهل التصرفات العدائية والإساءات لمصالح أكبر، لكنها لا تنسى أبداً، فالنسيان آفة حارتنا".