(أرشيف)
(أرشيف)
الجمعة 18 سبتمبر 2020 / 11:26

كيف أصبحت تركيا تهديداً دائماً لأوروبا؟

لفت تقرير لصحيفة ألمانية، إلى أن سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تشكل تهديداً دائماً لأوروبا، مشيرة إلى جهود المستشارة أنجيلا ميركل المستمرة في هذا الشأن.

وذكرت صحيفة "هاندلسبلات" الألمانية، في تقرير الخميس، أنه رغم من ظهور مؤشرات على هدوء ما بين أطراف النزاع في المتوسط، أنقرة وأثينا، خاصة بعد مباحثات أجرتها ميركل مع أردوغان أخيراً، إلا أن ذلك لم يؤثر على سياسات أردوغان العدوانية المستمرة.

استفزازات أردوغان
وأشارت إلى أنه "في شرق البحر المتوسط ، هناك نزاع بين العضوين في الناتو منذ أسابيع حول احتياطيات الغاز الطبيعي المشتبه بوجودها. وتتهم اليونان تركيا بالتنقيب بشكل غير قانوني عن رواسب بالقرب من الجزر اليونانية. وتقول أنقرة إن المياه تنتمي إلى الجرف القاري التركي.

وسواء أكان ذلك استفزازاً أم لا، فإن نهج تركيا في الشؤون الخارجية ممنهج. فكان الرئيس التركي ينتهج عقيدة سياسية خارجية هجومية منذ 2016. ولم تعد الشراكات القديمة مثل الناتو عقبة أمام أردوغان أكثر من تحالف القيم الغربي. فبالنسبة لأردوغان، السياسة الخارجية هي لعبة محصلتها صفر: لا يمكنه الفوز إلا عندما يخسر الآخرون - والعكس صحيح، وفق الصحيفة.

لهجة انتهازية
يعتقد الكثير من الأوروبيين ذلك أيضاً. عندما يتعلق الأمر بقضية اللاجئين مثلاً، فإنه لطالما كان لدى أنقرة لهجة انتهازية استغلالية وهجومية. ومع ذلك، يتحدث بعض السياسيين في الاتحاد الأوروبي عن ذلك كما لو أن الأموال المخصصة لرعاية اللاجئين كانت هدية لأردوغان.

وهدد أردوغان مراراً بإغراق أوروبا باللاجئين، وفعل ذلك عام 2015، عندما استقبلت أوروبا مئات آلاف اللاجئين بعدما فتح الرئيس التركي أبواب القارة لهم.

وفي ليبيا، يسعى الرئيس التركي منذ فترة طويلة إلى تحقيق أهدافه ومصالحه، معارضاً فرنسا في المقام الأول، حيث أن للجيش التركي نفوذ كبير في البلد الذي يشهد حرباً أهلية منذ سنوات. ويمكن أن يصعد أردوغان حدة الموقف إذا كان ذلك مفيداً له.

مواقف متشابهة
وفي أوكرانيا، تعمل تركيا على تعزيز قواتها "ذات النوايا الحسنة" في الحكومة. وتعمل الدولة منذ فترة طويلة على توسيع نفوذها في البلقان، بما في ذلك الشراكات السياسية والتعاون الاقتصادي وتمويل المساجد.

وتلفت الصحيفة الألمانية إلى أنه غالباً لا تكون التهديدات بفرض عقوبات من الجانب الأوروبي على تركيا تأثيراً كبيراً على سياسات أردوغان، بل أحياناً يؤدي التهديد المستمر إلى تمسك وتعنت أكبر من جانب تركيا.

وتختتم الصحيفة تقريرها بالقول: "ما هو ضروري الآن هو تغيير النهج المعروف بطريقة تنصف الظروف الحالية، فقد تخلت تركيا عن نظام القيم الأوروبي وسياساتها سيئة للغاية، وما يتم الآن من تهديدات وغيره لا تجدي نفعاً".