أردوغان والسراج قبل بدء مؤتمر صحفي مشترك (أرشيف)
أردوغان والسراج قبل بدء مؤتمر صحفي مشترك (أرشيف)
السبت 19 سبتمبر 2020 / 12:36

صحيفة إيطالية: أردوغان أطاح بالسراج لفتح الباب أمام حكم إخواني مباشر

تعرض رئيس حكومة الوفاق فائز السراج لضغوط تركية من أجل إعلان تسليم السلطة نهاية أكتوبر (تشرين الأول) المقبل كي يكون هناك حكومة جديدة موالية تماماً لأنقرة، بعيداً عن انقسام الآراء الموجودة حالياً داخل الوفاق.

ونقلت وكالة الجماهيرية للأنباء الليبية "أوج" عن صحيفة startmag الإيطالية، أن استقالة السراج تشير إلى تصاعد الصراع على السلطة داخل حكومة الوفاق، الأمر الذي ربما اضطر السراج، الذي كان بالفعل رهينة لمليشيات متنافسة، إلى التنحي بسبب ضغوط من بعض القوى الأجنبية.

وأضافت الصحيفة أنه في نهاية أغسطس (آب) الماضي، كان هناك نوع من المواجهة بين السراج ووزير داخليته فتحي باشاغا – الرجل القوي والمحاور المميز للحكومة التركية- بعد القمع العنيف للغاية للمظاهرات الشعبية في طرابلس ضد غلاء المعيشة والحكومة، حيث أخضع السراج باشاغا للتحقيق، وبعد أيام قليلة، اضطر إلى قبول عودته إلى منصب وزير الداخلية.

وتطرقت الصحيفة إلى الدعم التركي للسراج، الذي سافر في الخريف الماضي إلى أنقرة لتقوية تحالفه مع تركيا بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، وأمده الأخير بالأسلحة والجنود الأتراك، وأكثر من ألف مرتزق سوري.

واعتبرت الصحيفة أن أردوغان دفع السراج للاستقالة من أجل المجيء بشخصية أقرب إلى تركيا والإخوان المسلمين، قد تكون من مصراتة التي تضم المليشيات الأكثر قوة وعدوانية؛ حيث يرأس هذا المحور بين أنقرة ومصراتة، أحمد معيتيق نائب السراج الذي كان يزور تركيا قبل يومين، ووزير الداخلية باشاغا.

واعتبرت الصحيفة الإيطالية أن استقالة السراج "تكتيكية" لكن يظل تكوين السلطة التنفيذية، التي يجب أن تعكس ما لا يقل عن أشخاص من إقليم طرابلس وبرقة وفزان، مجهولاً.

وتقول الباحثة في معهد بروكينجز الأمريكي، فيديريكا سايني فاسانوتي، إن الهدف من استقالة السراج إرضاء تركيا، من دون رغبة حقيقية في تسليم مهامه إلى "سلطة" مجهول اسمها، ومن غير المرجح أن تتحقق في الأسابيع الأربعة المقبلة.

ويبدو أن السراج رضخ للضغط التركي بتقديم استقالته؛ حيث أكد الكاتب الصحفي المختص في شؤون الاتحاد الأوروبي علي أوحيدة، أن ‏السراج رضخ لمطلب رئيسها رجب طيب أردوغان وقبل بالاستمرار لمدة خمسة أسابيع إضافية لمنح تركيا ترتيب أمورها في غرب ليبيا، وتنصيب من تراه مناسباً لمصالحها.