الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (أرشيف)
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (أرشيف)
الأحد 20 سبتمبر 2020 / 13:16

نائب يوناني: انهيار نظام أردوغان "مسألة وقت"

ازداد منسوب التوتر داخل النظام الحاكم في تركيا بعد توقيع الإمارات وإسرائيل، بواسطة الولايات المتحدة، اتفاقات لتطبيع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

وواجهت أنقرة هذا الانفراج في العلاقات بمعارضة شرسة، أزعجت راعية الاتفاق واشنطن، وباتت واجهة لسخرية العديد من شعوب الدول العربية.

فبحسب مقالة نشرها أنجيلوس سيريغوس، النائب عن حزب "الديمقراطية الجديدة" اليميني الحاكم في اليونان في صحيفة "كاثيميريني" اليونانية، تأتي السخرية من كون أن تركيا اعترفت بإسرائيل في 1949، لا بل هناك تبادلاً للسفارات بين البلدين، ما قد يشير إلى أن الغضب التركي يعود فقط إلى إيجاد حجج لمواجهة الإمارات التي نجحت عبر دبلوماسيتها في تعليق خطط الضم الضفة الغربية في فلسطين والتي كانت موضوعة على نار حامية في الأشهر الماضية.

ومن جهة أخرى، فإن إجراء تقييم لإنجارات تركيا الدبلوماسية في الأشهر الأخيرة لا يمكن إلا وصفه بأنه مخيب للآمال. انبثاق تحالف دولي معارض لمشاريع تركيا في مياه البحر الأبيض المتوسط، التدخل المكشوف في ليبيا والمواجهة المباشرة مع فرنسا، استقبال قيادات من تنظيم حماس وإعطائهم جوازات سفر، وبالتالي التعارض مع نظرة الولايات المتحدة في استقبال تنظيم مصنف على لائحة الإرهاب، إضافة إلى العلاقات التركية مع الاتحاد الأوروبي التي من المقرر أن تتم مناقشتها في قمة المجلس الأوروبي خلال الشهر الجاري، ومعارضة السلطات الروسية العلنية على خلفية استقالها ممثلين عن الأكراد ورفع اللهجة بشأن ملف التتار في منطقة القرم.

ويقول النائب اليوناني إن أسوأ ما قد يواجهه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في هذه المرحلة، ليست نظرته للسياسة الخارجية لبلاده، بل خلو الدوائر المحيطة به من أي رأي معارض وأي شخصية قد تسائل الخطوات التي ينوي الشروع بها.

حتى وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، الذي كان معتدلاً في السابق، تجاوز وزير الدفاع خلوصي أكار في خطاب مفرط، في خطوة قد يأمل بها أن تصنع منه رقماً أساسياً إلى جانب أردوغان.

وعلى الصعيد العسكري، تحافظ تركيا على على جبهتين نشطتين في سوريا وليبيا، وتحتفظ بقوات وتنفذ عمليات في العراق. وقد تكون الوحيدة التي تعمل على 3 جبهات في آن واحد.

وللحفاظ على الوجود العسكري، فهناك تكلفة اقتصادية باهظة. في 11 و26 آب (أغسطس)، اضطرت الدولة التركية إلى المضي قدماً في الاقتراض الطارئ بأكثر من 5 مليارات يورو لدعم فاتورة الدفاع في البلاد - بينما تم تحديد ميزانية وزارة الدفاع لعام 2020 عند 16.5 مليار يورو.

ويرى سيريغوس أنه من من الواضح استمرار الطبقة الحاكمة في أنقرة بالضغط عل البلاد حتى الحافة، لاسيما عبر اختبار حدودها السياسية من خلال اتباع مسار مليء بالألغام في تثبيتات أردوغان العثمانية الجديدة. ويعرف الرئيس التركي أنه إذا فقد قبضته على السلطة، فلن يعود ببساطة إلى المنزل، إذ لا بد أن تبدأ التحقيقات في الثروة الهائلة التي جمعها هو وأفراد عائلته. ويتذكر مصير رئيس الوزراء السابق عدنان مندريس الذي أعدم شنقاً. هذه الأفكار هي التي تدفعه إلى اتخاذ خيارات أكثر تطرفاً.

ويختم النائب مقالته بالإشارة إلى أن انهيار نظام أردوغان مجرد مسألة وقت، مع كل ما قد يترتب على المنطقة من تبعات.