الثلاثاء 22 سبتمبر 2020 / 12:40

الإمارات تشارك المملكة احتفالاتها باليوم الوطني السعودي الـ 90

تشارك دولة الإمارات المملكة العربية السعودية احتفالاتها باليوم الوطني السعودي الـ 90، الذي يصادف غداً الأربعاء، 23 سبتمبر(أيلول).

وتجسد مشاركة الإمارات الرسمية والشعبية في احتفالات المملكة عمق العلاقات الأخوية التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين، وتأتي مشاركة الإمارات في احتفالات الأشقاء بالمملكة هذا العام تحت شعار "معا - أبدا" في تأكيد لروح الأخوة والصداقة والمحبة.

وشكلت العلاقات الإماراتية السعودية عبر التاريخ ضمانة قوية للأمن القومي الخليجي والعربي بوجه عام، بالنظر إلى تطابق وجهات نظري البلدين الشقيقين تجاه مجمل قضايا المنطقة، وتعاونهما البناء والمثمر في التعامل مع التحديات التي تواجهها؛ وفي مقدمتها التصدي لخطر التطرف والإرهاب، والقوى والأطراف الداعمة له، ومواجهة التدخلات الخارجية في دول المنطقة.

وتوطدت العلاقات التاريخية بين الإمارات والمملكة بشكلها الرسمي بفضل جهود المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، طيب الله ثراهما، اللذين حرصا على نهج التنسيق والتعاون المستمر بين البلدين.

وانتقلت العلاقات الثنائية بين الإمارات بقيادة رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، والسعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، من مفهوم التعاون الثنائي بين دول الجوار، إلى الشراكة الاستراتيجية الكاملة.

توحيد الطاقات وتعزيز التكامل الثنائي
وقطع البلدان خلال السنوات القليلة الماضية، خطوات كبيرة في سبيل توحيد الطاقات، وتعزيز التكامل  في جميع المجالات وفق رؤية واضحة عبرت عنها بقوة محددات "استراتيجية العزم"، ومخرجات "مجلس التنسيق السعودي الإماراتي"، وجسدها تحالف البلدين في "عاصفة الحزم" عندما امتزجت دماء الأبطال السعوديين والإماراتيين في حرب اليمن، دفاعاً عن الشرعية، والضرب بيد من حديد على أيدي الإرهاب والتطرف، وكل من تسول له نفسه زعزعة الاستقرار والأمن في دول الخليج.

وأسهمت العلاقات الثنائية بين البلدين في تعزيز أمن واستقرار المنطقة والعالم، خاصة أن تاريخهما يمتلئ بالمبادرات لتسوية الخلافات العربية أو لدعم الدول العربية، حيث تحملا العبء الأكبر في التصدي لكل أشكال التدخلات الإقليمية في الشأن العربي، ومحاولات زعزعة أسس الأمن، والاستقرار في المنطقة، فضلا عن دورهما البارز في جهود مكافحة الإرهاب والتطرف، والتي تحظى بتقدير المجتمع الدولي أجمع.

وشهدت العلاقات الثنائية نقلة نوعية تمثلت في حرص القيادة في البلدين الشقيقين على مأسسة هذه العلاقات بتأسيس لجنة عليا مشتركة في مايو(آيار) 2014 برئاسة وزيري الخارجية في البلدين، وقد عملت هذه اللجنة على تنفيذ الرؤية الاستراتيجية لقيادتي البلدين للوصول إلى آفاق أرحب وأكثر أمناً واستقراراً لمواجهة التحديات في المنطقة وذلك في إطار كيان قوي متماسك بما يعود بالخير على الشعبين الشقيقين ويدعم مسيرة العمل الخليجي المشترك.

وفي 2016 وقع البلدان اتفاقية إنشاء مجلس تنسيقي بينهما للتشاور والتنسيق في الأمور والمواضيع ذات الاهتمام المشترك في المجالات كافة، ونصت الاتفاقية على أن يجتمع المجلس بشكل دوري، وذلك بالتناوب بين البلدين.

وفي يونيو (حزيران) 2018 رفعت دولة الإمارات والسعودية مستوى العلاقات الثنائية بينهما إلى مراحل غير مسبوقة اشتملت على رؤية مشتركة للتكامل بين البلدين اقتصادياً وتنموياً وعسكرياً عبر 44 مشروعاً استراتيجياً مشتركاً ضمن "استراتيجية العزم" التي عمل عليها 350 مسؤولاً من البلدين من 139 جهة حكومية وسيادية وعسكرية وخلال 12 شهراً.

العلاقات الاقتصادية
وتمثل العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين نموذجاً استثنائياً وثرياً للتعاون والتكاتف، حيث تعد السعودية الشريك التجاري الأول عربياً والثالث عالمياً لدولة الإمارات، وتستحوذ على نحو 7% من تجارة الإمارات غير النفطية مع العالم، وبلغ إجمالي حجم التجارة الخارجية غير النفطية العام بين الدولتين نحو 107.4 مليار درهم في 2018 وبلغت قيمة الاستثمارات السعودية في دولة الإمارات 35 مليار درهم، كما بلغ عدد المشاريع الإماراتية في السعودية نحو 114 مشروعاً، مقابل 206 مشاريع سعودية في دولة الإمارات.

ويملك البلدان أكبر اقتصادين عربيين، كما أنهما يعدان من أهم الدول الـ 10 المصدرة عالمياً، بإجمالي صادرات من السلع والخدمات تقترب من 750 مليار دولار في 2018.

واستحوذت الإمارات والسعودية معاً على ثلثي الصادرات العربية من السلع غير النفطية إلى العالم في 2018 حسب البيانات المنشورة في مركز التجارة العالمي، وتحتلان المركز الـ6 عالمياً من حيث الصادرات السلعية إجمالاً وفقاً لمنظمة التجارة العالمية لأرقام 2018.

وترفد السياحة في البلدين القطاعين التجاري والاقتصادي البيني وتعد من أهم القطاعات الواعدة التي توفر فرص الاستثمار، وجذب المزيد من المشاريع المشتركة، لتنويع القاعدة الاقتصادية والتجارية في البلدين خاصة بعد أن خصصت دولة الإمارات مبالغ مالية ضخمة للسنوات العشر المقبلة، لتطوير هذا القطاع وذلك بعد النجاحات المطردة التي حققتها في جذب شركات السياحة العالمية لما تتمتع به من مقومات أساسية تكفل نجاح الصناعة السياحية فيها.

العلاقات الثقافية
وتجسد العلاقات الثقافية بين البلدين مستوى الترابط الجغرافي والاجتماعي بين شعبيهما، وقد تعززت هذه العلاقات عبر قنوات متعددة أبرزها قطاع التعليم الذي شهد في البدايات سفر طلاب الإمارات إلى السعودية للالتحاق بمدارس مكة المكرمة، والإحساء، والرياض، في حين تستقبل الجامعات والمعاهد الإماراتية اليوم عدداً كبيراً من الطلاب السعوديين.

وتمثلت العلاقات الثقافية بين البلدين في مستويات عدة، بإقامة العديد من الاتفاقيات والبرامج المشتركة، أو على مستوى التداخل الثقافي بين المؤسسات الجامعة التي تعمل في هذا السبيل والمبدعين والمثقفين في البلدين، وذلك ضمن رؤية ترتكز إلى أن العلاقة بين البلدين الشقيقين، تعززها علاقة شعبين لهما امتداد وتاريخ وموروث ثقافي واجتماعي وجغرافي واقتصادي لا يمكن التشكيك فيه.