الأربعاء 23 سبتمبر 2020 / 15:54

نهيان بن مبارك يطلق " أندية التسامح والتعايش" بالتعاون مع جامعات الإمارات

أعرب وزير التسامح والتعايش الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، عن سعادته بالاحتفال بتأسيس "أندية التسامح والتعايش" في جامعات الدولة مشروعاً مشتركاً بين الجامعات والوزارة، والذي يركز على تنمية معارف وقدرات وإنجازات طلبة الجامعات في مجالات التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية.

وأكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان أن ذلك يأتي على طريق المساعي ليكون مجتمع الإمارات دائماً ناجحاً ومتسامحاً يستوعب جميع أبنائه وبناته وكافة المقيمين فيه ويجعلهم جميعاً قوة إيجابية قادرة على أن تجسد بفكرها وسلوكها حب الإمارات، والانتماء إلى أهدافها وغاياتها، والولاء للدولة والقيادة والانفتاح الواعي على حضارات العالم وثقافاته.

جاء ذلك خلال افتتاح الشيخ نهيان بن مبارك للملتقى الافتراضي الذي نظمته الوزارة لإطلاق مبادرة أندية التسامح والتعايش بالتعاون مع عدد كبير من الجامعات في الدولة، لتكون إحدى المشاريع الرائدة للوزارة لنشر قيم التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية في البيئات الجامعية والمدرسية، وفي المجتمع بشكل عام.

حضر الملتقى المدير العالم بمكتب وزير التسامح والتعايش عفراء الصابري، ومدير جامعة محمد الخامس الدكتور خالد الظاهري، ومدير جامعة حمدان بن محمد الذكية الدكتور منصور العور، ومديرة جامعة السوربون - أبوظبي البروفيسورة سيلفيا سيرانو، وعدد من مدراء الجامعات الإماراتية والأكاديميين ومن المهتمين بنشر ثقافة التعايش والتسامح محلياً وعالمياً.

وتم خلال الملتقى الإعلان عن أندية التسامح والتعايش ودورها في تنظيم العديد من الأنشطة والمبادرات، والبرامج على مدار العام، ومشاركتها جميعا في مسابقة غاليريا التسامح التي ستنظمها الوزارة بشكل فردي، أو عن طريق فرق صغيرة للتنافس فيما بينها في تقديم الأفكار المبتكرة وإعداد أفضل فيديو أو صورة فوتوغرافية أو عمل فني يسلط الضوء على مفهوم التسامح والأخوة الإنسانية داخل الدولة، كما ستنظم الوزارة فعالية ختامية لعرض المشاركات الفائزة بالإضافة إلى فقرة التحاور وتقديم العروض عن مستقبل حلقات التسامح، وتطبق الوزارة المبادرة افتراضياً التزاماً بالإجراءات الوقائية.

وقال وزير التسامح والتعايش: "إننا نؤكد أن عمل هذه الأندية، ينطلق من أن طلبة الجامعات في الدولة هم أداةً مهمة للتغيير الإيجابي في المجتمع وأن علينا جميعاً، واجب ومسؤولية، في إتاحة كافة الفرص أمامهم للإسهام الكامل في مسيرة العالم، الذي يتسم بالتعددية في الثقافات والحضارات والتنوع في خصائص السكان، بما يتطلبه ذلك من تسامح وتعارف وحوار واحترام متبادل وعمل مثمر مع الآخرين".

وأكد الشيخ نهيان بن مبارك في كلمته خلال افتتاح الملتقى، أن "هذه الأندية الطلابية الواعدة ستعمل على توفير فرص التعارف والحوار والعمل المشترك سواء داخل كل جامعة، أو بين الطلبة في الجامعات المختلفة أو مع الزملاء عبر العالم"، موضحاً أن ذلك ينطلق من قناعة قوية بأهمية معرفة الآخرين، والتخلص من الصور النمطية السالبة عنهم، بحيث يعتاد الجميع على تبادل الأفكار والمعلومات والاستماع إلى الآراء المختلفة، والابتعاد عن مغريات العنف أو الإرهاب، والتعايش مع الجميع بسلام، في إطار الاعتزاز بالهوية الوطنية، وبتاريخ الوطن وبالثقافة والتراث وإظهار أبعادهما الوطنية والعالمية في أجمل صورة.

وأوضح أن "هذا المشروع بما يجسده من تعاون مثمر بين الجميع، إنما هو امتداد طبيعي للإنجازات الهائلة التي تحققت وتتحقق في قطاع التعليم بالدولة، وهي الإنجازات التي بدأت واستمرت بفضل القيادة التاريخية، لمؤسس الدولة العظيم المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، وقادة الدولة الكرام الذين يسيرون على خطى القائد المؤسس، ويؤكدون بقوة على أن التعليم هو الوعاء الحقيقي الذي تظهر فيه سمات المجتمع وخصائصه، وتتشكل به تطلعاته وطموحاته، وتتبلور من خلاله مبادئه وقيمه وطرائق حياته.

وأشار إلى "ما يؤكده دائماً ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة  الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، من أننا وبحمد الله دولة ترى في أبنائها وبناتها أعظم ثروة وأفضل استثمار، وتحرص كل الحرص، على إتاحة جميع الفرص أمامهم للتعلم على أعلى المستويات، وتسعى كذلك إلى تحقيق التنمية المتوازنة والهادفة لهم، وتمكينهم من تحويل أفكارهم وسلوكهم ومبادراتهم إلى أدوات مهمة لتشكيل معالم المستقبل في الوطن والعالم".

وثمن الجهود التي تبذلها الجامعات الإماراتية لكي تتحقق هذه المبادرة على أرض الواقع ويستفيد منها الطلبة من مختلف الأعراق والألوان واللغات، من خلال المشاركة بعشرات البرامج الرائعة التي تفعل قدراتهم، وتدعم إيمانهم بأنفسهم والقيم الإنسانية النبيلة، داعياً الجميع للاستفادة من هذة الأنشطة لكي تتحول أندية التسامح في الجامعات الإماراتية إلى واحات لنشر فكر التسامح والتعايش، سواء داخل الحرم الجامعي أو خارجه.

ووجه حديثه إلى الطلبة المشاركين في الملتقى ولجميع طلبة وطالبات الجامعات، قائلا: "أنتم قادة المستقبل وأمامكم الآن في دولتكم العزيزة فرص مهمة يستطيع كل منكم من خلالها أن يحقق الخير لنفسه ولمجتمعه، ولوطنه، وعالمه، لأن دولتكم توفر لكم بكل حبٍ وسخاء فرص التعليم، والتقدم والترقي، وفي المقابل تتوقع منكم بذل أقصى الجهد والطاقة والأخذ بزمام المبادرة والابتكار، وأن تعتزوا جميعاً بانتمائكم للإمارات، وتحرصوا على تعزيز قيم المحبة والتسامح والسلام، وتكونوا نماذج مضيئة للانتماء المخلص للوطن والولاء القوي لمبادئه والاعتزاز البالغ بقادته، والحرص على تحقيق كل ما وهبه الله لكم، من طاقاتٍ وإمكانات".

وعبر عن تقديره لكل من يساهم في تنفيذ هذا المشروع الواعد، متمنياً أن تكون "هذه الأندية دائماً نبع خير وفائدة للجميع، وأن يوفق الطلبة والطالبات  كي يكونوا وعن حق وجدارة عماد الحاضر والمستقبل، وأن يوفقنا جميعاً، على الإنطلاق بهم ومعهم ، إلى مدارج النمو والنجاح، أدعوه سبحانه وتعالى أن يوفق دولة الإمارات العزيزة بقادتها وأبنائها وبناتها لتظل دائماً، وهي دولة التقدم والتسامح والسلام".

وقال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان إن البرامج التي أعدتها وزارة التسامح والتعايش تهدف إلى دعم الطلاب والاستماع إلى آرائهم وأفكارهم وتمكينهم من التفاعل المباشر مع ما يطرحه كل ناد من الأفكار والمشاريع التي قيم التسامح ومبادئ الأخوة الإنسانية، مؤكداً أن الإقبال على المبادرة من جانب المسؤولين بالجامعات والطلاب على حد سواء في ظل الظروف التي يواجهها العالم، يؤكد أهمية هذه المبادرة والأنشطة التي تقدمها على مدار العام.

أهداف المبادرة
وعن أهداف مبادرة أندية التسامح المباشرة، أكد أنها تركز على تعزيز التسامح والإخوة الإنسانية في دولة الإمارات انطلاقاً من الجامعات، من خلال تفعيل مواهب وقدرات الشباب، والاستفادة من طاقات الطلاب في تعزيز رؤية الوزارة في أن تصبح الإمارات نموذجًا رائداً للتسامح في العالم، والتأكيد على قيم ومواقف التسامح والأخوة الإنسانية بين الشباب في البيئة الجامعية، مؤكداً أن طموحات الوزارة بأن تحقق المبادرة النتائج المرجوة لا حدود لها، وننطلق لتحقيق هذه الطموحات من خلال المشاركة الكثيفة من جانب الطلاب والجامعات في مسابقة غاليريا التسامح، ودعم المشاريع الطلابية المشاركة في المسابقة، ودعم الجميع للقيام بأنشطة وفعاليات أخرى متعلقة بتعزيز التسامح والأخوة الإنسانية في الجامعة أو البيئة المحيطة بها، وضع خطة مستقبلية للمبادرات أو الأنشطة للفصول الدراسية اللاحقة.