الأربعاء 23 سبتمبر 2020 / 21:01

"كان يا ما كان" لفرهاد مشيري يتصدر عروض مزاد كريستيز لفنون الشرق الأوسط

يتصدر عمل "كان يا ما كان" للفنان الكبير فرهاد مشيري، مزاد فنون الشرق الأوسط الحديثة والمعاصرة الذي ستقيمه دار "كريستيز" للمزادات عبر الإنترنت في الفترة الممتدة ما بين 4 و24 نوفمبر (كانون الأول)، المقبل

 حيث تم عرض هذا العمل الفني الهام آخر مرة أمام الجمهور في متحف آندي وارهول في بيتسبرغ في أوائل العام 2018، وسيتراوح سعره التقديري بين 220،000 و280،000 جنيه إسترليني. وسيضم المزاد المرتقب نحو خمسين عملاً فنياً رفيعاً، بالإضافة إلى عشر قطع من التصاميم الشرق أوسطية التي قدمها المهندس المعماري الشهير والمصمم فيكتور أودزينيجا.


وخلال هذا الموسم يقوم المعرض  باستضافة قسم جديد خاص بالتصاميم ضمن مزاد الفن الحديث والمعاصر المعتاد، بالإضافة إلى عرض قطع فنية منتقاة ضمن مزاد خاص يهدف إلى ربط منطقة الشرق الأوسط بباقي مناطق العالم. كما سنقوم بتنظيم مزاد خيري لدعم مدينة بيروت والذي أطلقنا عليه اسم "كلنا بيروت" ومزاد أخر للساعات القيمة والمهمة والذي يضم أثمن مجموعة من الساعات يتم عرضها للبيع عبر الانترنت."

يذكر أن مشيري قد أنجز عمله الفني "كان يا ما كان" في العام 2011 كجزء من أربعة أعمال ضمن مشروع تعاون مع دار لويس فيتون، ليصبح بذلك أول فنان شرق أوسطي يتعاون مع هذه الدار الشهيرة. ويصف الفنان عمله بأنه "مستوحى من مجموعة بطاقات بريدية قديمة قمت بجمعها، والتي كنا نرسلها إلى أحبائنا عند سفرهم أو خلال مواسم الأعياد"، حيث تجسد دار لويس فويتون بالنسبة لمشيري روح السفر المتحررة.

وخلال فترة عمله في المشروع، زار مشيري منزل عائلة لويس فويتون بدعوة منهم، كما قام بزيارة ورش العمل الكائنة في أسنيير في باريس لمشاهدة الحرفيين وهم ينتجون السلع والبضائع الجلدية، ليتعرف بذلك على التراث العريق والخبرة الواسعة لدار لويس فويتون. ووجد مشيري، الذي يعتمد في عمله على الحرفية اليدوية، أن هذه التجربة الغنية عكست في كثير من الأحيان أسلوبه في إنجاز الأعمال الفنية والتي تستند بدورها على فن التطريز والمهارات الأخرى التي تناقلتها نساء إيران من جيل إلى أخر.

ويمثل عمل "كان يا ما كان" أجمل أعمال الفنان وأكثرها عمقاً ضمن سلسلة الأعمال الأربعة، حيث يمزج فيه مشيري بين أساليبه الفريدة - التطريز واستخدام الخرز - في تناغم تام. وقام الفنان بتزيين العمل بحدود مطرزة يدوياً واستخدم أدوات قديمة لإضافة الخرز والألوان بدقة متناهية.

ويُعتبر فرهاد مشيري أحد أهم فناني حركة البوب الجديدة أو ما يعرف بـ "النيو بوب"، وهو أحد أبرز الشخصيات المؤثرة في الفن المعاصر في الشرق الأوسط، حيث اشتهر بتفسيراته الساخرة التي تجمع من خلال أعماله بين الأشكال الإيرانية التقليدية وتلك الخاصة بالثقافة الاستهلاكية والشعبية المعولمة.

ويستخدم مشيري العديد من المواد غير المألوفة كبديل للألوان في معالجته للقضايا ذات الصلة والاهتمام للمتلقي المعاصر، فهو يلعب مع رموز الحداثة لتشكيل صورة فنية صارخة. وبعيدًا عن حدود الجمالية البحتة، يواصل مشيري تقديم منظور فريد من خلال استهتارٍ مرحٍ وتعقيدات متعددة الأبعاد في عمله.