صحف عربية (24)
صحف عربية (24)
الخميس 24 سبتمبر 2020 / 11:03

صحف عربية: حزم سعودي ثابت ضد عبث إيران وتغول حزب الله

سلطت تقارير صحافية الضوء على أهمية الكلمة التي ألقاها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز أمس، لوضع حد لسياسة إيران وأذنابها في المنطقة.

ولفتت صحف عربية صادرة اليوم الخميس، إلى أن العاهل السعودي شدد على ضرورة نزع سلاح حزب الله في لبنان، في حين أشارت أخرى إلى "تفاهم مار مخايل" بين حزب الله و"التيار الوطني الحر"، بعد العقوبات الأمريكية الأخيرة.

حرب شاملة
وفي التفاصيل، حمل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز بقوة على إيران، الذي طالب بوقفها وبنزع سلاح حليفها حزب الله في لبنان.

واعتبر مصدر دبلوماسي خليجي، وفق صحيفة العرب اللندنية، أن الملك سلمان أراد التأكيد أن أولوية بلاده في المرحلة الراهنة، تأمين أمنها القومي بالتحرك دولياً لوقف الأنشطة الإيرانية المهددة لأمن الملاحة، فضلاً عن تدخلاتها العسكرية في عدد من الدول العربية.

ويرى مراقبون حسب الصحيفة، أن "العاهل السعودي وجه رسالة دقيقة إلى اللبنانيين، وإلى الدول التي تبحث عن حكومة جديدة تدور في فلك حزب الله، مفادها أن السعودية لا تفكر في استثمارات، أو تمويلات، أو هبات طالما أن لبنان رهينة في يد حزب الله، في تلاقٍ تام مع خيارات إدارة ترامب التي تواصل الضغط على حزب الله، عبر العقوبات المالية التي تطال شركات، وحسابات، وأشخاصا على صلة به داخل لبنان وخارجه".

لبنان في عيون السعودية
من جهة أخرى، قالت صحيفة نداء الوطن اللبنانية: "بالأمس جاء كلام العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز ليشخّص بلا مداراة ولا مواربة بيت الداء والدواء في الحالة المرضية اللبنانية: هيمنة حزب الله على اتخاذ القرار في لبنان، وتدميره مؤسسات الدولة الدستورية وتسببه نتيجة هيمنته هذه بانفجار المرفأ"، لينتهي إلى التشديد على خلاصة سعودية حاسمة "الشعب اللبناني الشقيق لن ينعم بالاستقرار والرخاء إلا بتجريد حزب الله من السلاح".

وتحدثت مصادر للصحيفة قائلة، إن الملك سلمان أوضح "السقف السعودي لعودة الأمور إلى مجاريها الطبيعية بين العرب ولبنان، وهو نزع سلاح حزب الله وكل الباقي تفاصيل، فكل سياسات الترقيع لم تعد قادرة على إخفاء معالم الجرح العميق الذي خلفته طعنات حزب الله في جسم العلاقات السعودية اللبنانية، من خلال إمعان الحزب في تنفيذ أجندة إيران العسكرية الساعية إلى تمزيق المنطقة العربية".

وشددت المصادر على أن "كلام العاهل السعودي أتى بالمختصر المفيد ليؤكد أمام العالم، ومن على أعلى منبر أممي، أن لبنان في عيون الرياض دولة ساقطة عسكرياً بيد حزب الله التابع لإيران، ولا خلاص لهذه الدولة إلا بالتحرر من قبضة الحزب وسلاحه".

تفاهم عون ـ حزب الله يهتز
من جانبها، قالت مصادر لصحيفة الشرق الأوسط، إن "حزب الله صارح قيادة التيار الوطني الحر والرئيس عون بعدم إمكانية تقديم المزيد من التنازلات في هذه المرحلة لحماية تفاهم "مار مخائيل"، وأن ما كان يفعله في هذا الصدد منذ 2006 لجهة أنه كلما كان التفاهم يهتز كان يعمل على استعادة توازنه من خلال التنازل من حصته، لا يمكنه أن يفعله اليوم، لأنه يخوض معركة وجودية في ظل ضغوط داخلية وإقليمية ودولية غير مسبوقة".

وأكد الكاتب والمحلل السياسي المتابع لمواقف حزب الله، قاسم قصير، للصحيفة، أن "وجود تمايز في المواقف بين عون وباسيل من جهة وحزب الله من جهة أخرى، سواء على صعيد الأزمة الحكومية، أو على صعيد قضايا داخلية وخارجية أخرى، معتبراً أنه رغم هذا التمايز وبعض السجالات فإن تفاهم مار مخائيل مستمر".

ويرى قصير أن "هناك قضايا مستجدة تحتاج لحوار ونقاش بين الطرفين، ما قد يستدعي قراءة جديدة للتفاهم الذي وقع في 2006". مضيفاً "قد يكون التباين في بعض المواقف سببه العقوبات الأمريكية وخشية التيار من أن تطاله هذه العقوبات، لكن لا يمكن فصلها أيضاً عن الوضع الداخلي الحزبي للتيار والوضع المسيحي والوضع السياسي اللبناني بشكل عام، حيث يواجه مشكلات وتحديات على الصعد كافة".

 في دولة حزب الله
وفي سياق متصل، قال حازم أمين، على موقع الحرة: "حوّل حزب الله لبنان إلى ساحة من الوقائع الضمنية غير المفصح عنها. فيجب ألا يثير انفجار كبير كالذي وقع في عين قانا ريبتنا. يجب أن نستيقظ في الصباح وكأن شيئاً لم يحصل. يجب على وسائل الإعلام أن تقول إن الانفجار لا يعدو أن قذائف خلفها العدو أثناء حرب 2006".

وتابع "الاستبداد يكتمل حين تنجح سلطة في تدجين الناس وتدريبهم على الإشاحة بوجوههم. الرجل في ساحة عين قانا خائف، وهو يعرف أن الجميع يرى خوفاً على وجهه. السلطة بدورها غير مكترثة من حقيقة أن خوفاً ظاهراً على وجهه. الأهم بالنسبة لها أن يقول ما قاله على شاشة التلفزيون. تماماً مثلما غير مهم بالنسبة إليها أن يعتقد اللبنانيون أن الانفجار خلفه مخزن سلاح بين منازل السكان. الأهم هو أن يصمتوا".

وأضاف "تنسحب هذه المعادلة على كل وقائع حياتنا في ظل جمهورية السلاح. فأن يُصر الثنائي الشيعي حزب الله وحركة أمل على تولي وزير شيعي وزارة المال، وأن يجري إجهاض المحاولة الفرنسية لإنقاذ لبنان بهذه الذريعة، فهذه ليست ممارسة مذهبية، وعلينا أن نعتقد أن هذا لا ينفي حقيقة أن نبيه بري يريد دولة مدنية، وأن حزب الله ليس حزباً طائفياً".