صحف عربية (24)
صحف عربية (24)
السبت 26 سبتمبر 2020 / 11:05

صحف عربية: احتدام الصراع بين مسؤولي الوفاق مع قرب التوصل لحل سياسي في ليبيا

احتدم الصراع في مواقع القرار وبين القيادات العسكرية غربي ليبيا، وذلك بعد نشوب خلافات قوية بين مسؤولين من حكومة الوفاق، مع عودة المفاوضات السياسية التي من المقرر أن تحدد الترتيبات السياسية للمرحلة المقبلة في البلاد.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم السبت، أشارت تقارير إلى أنه بات من المؤكد تحويل مدينة سرت إلى عاصمة مؤقتة لليبيا بعد إعلان وقف إطلاق النار، فيما كشفت عن ظهور خصم جديد لميليشيات طرابلس بعد وزير الداخلية فتحي باشاغا.

صفقة كبيرة
كشفت مصادر ليبية مطلعة لصحيفة الشرق الأوسط، النقاب عن اقتراب الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر، وحكومة الوفاق برئاسة فائز السراج، من التوصل إلى حل بجعل مدينة سرت الاستراتيجية منزوعة السلاح، وتحويلها إلى عاصمة للسلطة الجديدة التي يجري التداول بشأنها، خلفاً لحكومة الوفاق الحالية.

وقالت المصادر التي طلبت عدم تعريفها، إن "هناك ما سمته توافقاً مبدئياً على جعل سرت منطقة خضراء من دون سلاح، وانسحاب كل الأطراف المتصارعة من محيطها، وإعلان هدنة دائمة بين قوات حكومة الوفاق والجيش الوطني".

كما كشفت المصادر عن اتفاق روسي - تركي غير معلن، لبدء انسحاب المقاتلين الأجانب المحسوبين على طرفي الصراع الليبي، تزامناً مع تشكيل قوات مختلطة تضم عناصر من الجيش الوطني وحكومة الوفاق، بمشاركة القبائل في أقاليم ليبيا الثلاثة "برقة وطرابلس وفزان".

ووصف مسؤول ليبي مطلع على كواليس المفاوضات، ما يجري بأنه تمهيد لصفقة كبيرة في ليبيا لإنهاء معاناة الدولة والشعب.

سلطة جديدة
ومن جهتها، قالت مصادر مطلعة لصحيفة البيان الإماراتية، إن "سرت الواقعة إلى الشرق من طرابلس بمسافة 450 كيلومتراً، ستصبح العاصمة الإدارية والسياسية المؤقتة لليبيا إلى حين الانتخابات وتشكيل المشهد النهائي للحل السياسي".

وأضافت أن الاتفاق حصل بالفعل حول جعل سرت منطقة منزوعة السلاح، على أن تتولى عناصر الشرطة من الأقاليم الثلاثة تأمينها، تحت إشراف الأمم المتحدة.

وتابعت أن المسار الأمني والعسكري في الحوار الليبي الليبي (5+5)، ستنظر بداية من الأسبوع المقبل في تشكيل قوة أمنية مشتركة من الأقاليم الثلاثة (طرابلس، برقة، فزان)، للإشراف على تأمين مدينة سرت وخط سرت الجفرة.

وأوضحت المصادر أن الأطراف المتصارعة ستنسحب من محيط المدينة بعيداً عن خطوط التماس، إضافة إلى إعلان هدنة دائمة بين الجيش وقوات الوفاق.

وترى القوى المحسوبة على الإسلام السياسي، أن نقل العاصمة إلى سرت وإخراج المؤسسات التنفيذية من تحت هيمنة الميليشيات، يمثل هزيمة لمشروعها المتمثل في مزيد التغلغل في مفاصل الدولة.

واعتبر عضو مجلس الدولة الاستشاري عبد الرحمن الشاطر، أن العاصمة ستنتزع إلى سرت وبذلك يحقق القائد العام للقوات المسلحة المشير خليفة حفتر، انتصاراً من خلال التوصل إلى حل لتحقيق استقرار دولة ليبيا وإعادة إعمارها.

خصم جديد
وبدورها، أشارت صحيفة العرب اللندنية إلى نوايا لوزير الدفاع صلاح الدين النمروش، المعين حديثاً، لتثبيت نفسه كرجل قوي غرب البلاد وسط تنافس محتدم داخل معسكر الوفاق، بعد اندلاع اشتباكات بين ميليشيات تابعة لحكومة الوفاق الليبية التي يسيطر عليها الإسلاميون.

وقالت إن "توقيت الاشتباكات وخروج النمروش لوحده دون سواه من مسؤولي حكومة الوفاق وفي مقدمتهم وزير الداخلية فتحي باشاغا، يثير تساؤلات بشأن إمكانية أن يكون الرجل قد يجهز ليحل محل باشاغا كعدو لميليشيات طرابلس".

وأوضحت الصحيفة أن النممروش في أول ردود فعله حول هذه الاشتباكات، أمر بحل الكتيبتين "الضمان" و"أسود تاجوراء"، وإحالة قادتهما إلى المدعي العسكري في طرابلس للتحقيق معهم.

وأكدت بأن النمروش أصدر أوامر قاضية باستخدام القوة مع الكتيبتين في حال عدم وقف إطلاق النار بين الطرفين، مشيرة إلى أن النمروش يجهز للمجاهرة بعدائه لميليشيات طرابلس التي تكن عداء لميليشيات مصراتة التي لها ثقل عسكري كبير.

ويرجع مراقبون محاولة النمروش المجاهرة بعدائه لميليشيات طرابلس من خلال ردعها، إلى محاولة كسب رضا مصراتة أولاً والتموقع بشكل صحيح في المرحلة المقبلة، حيث يجري الحديث عن ضرورة تفكيك هذه الميليشيات كشرط أساسي للتوصل إلى تسوية للأزمة السياسية في ليبيا.

ولا يستبعد المراقبون أن يشهد الوضع في طرابلس المزيد من الاحتقان والاقتتال داخل ميليشيات حكومة الوفاق، تغذيه الانقسامات بين المسؤولين داخلها الذين يسعون إلى تقلد مناصب كبرى تخول لهم إظهار ولاء لتركيا، والظهور كبدلاء للأطراف الموجودة في الساحة في الوقت الراهن على غرار فتحي باشاغا وفايز السراج.

مسرح داعش
وأما الكاتب صادق ناشر، فقد تطرق إلى في مقال له بصحيفة الخليج الإماراتية، إلى إعلان المتحدث الرسمي باسم الجيش اللواء أحمد المسماري عن مصرع زعيم تنظيم داعش في شمال أفريقيا، قائلاً "ما كان يحذر منه الجيش الوطني الليبي من خطورة تواجد تنظيم داعش في دول أفريقيا، من بينها ليبيا، بدأ يتجسّد على أرض الواقع".

وأضاف "لم تكن هذه أول عملية يقتل فيها عناصر من تنظيم داعش، بل إن العمليات التي نفذها الجيش الوطني الليبي تمكنت من القضاء على العديد منهم، لكنها المرة الأولى التي يتم فيها اصطياد رأس كبير للتنظيم، الذي وجد مناخاً مواتياً لممارسة نشاطه في الأراضي الليبية، ومنها إلى بعض دول القارة الأفريقية".

وتابع "كانت ليبيا ولا تزال، بسبب الفراغ في السلطة والحرب الدائرة فيها، مرتعاً للنشاطات الإرهابية، وتدفق إليها المئات، إن لم يكن الآلاف من العناصر التابعة للتنظيم ليكوّنوا إمارات مصغرة في أكثر من منطقة، قبل أن يتمددوا إلى دول القارة الأفريقية، والالتحام بعناصر التنظيم في كل من الصومال وكينيا وتشاد ونيجيريا، الأمر الذي شكل ولا يزال خطورة كبيرة ليس فقط على ليبيا، بل على كافة دول المنطقة".

وأشار إلى أن تواجد هذه العناصر في ليبيا، يبقي الإرهاب على حدود تونس وبقية دول المغرب العربي، موضحاً أنها ستكتوي بنار التنظيم إذا ما ترك دون ملاحقة.