الأحد 27 سبتمبر 2020 / 12:24

مخبز ألماني يساعد الصمّ على كسب رزقهم في الصين

تفوح رائحة الخبز الطازج الساخن الذي يحضّره الخبّازون بعناية وحماسة في فرن "باخ" في مدينة تشانغشا وسط الصين حيث تنفّذ المهام كلّها بلغة الإشارة.

فهذا المشروع الذي يديره الألماني أوفيه بروتزر يستعين بشكل أساسي بعاملين مصابين بإعاقات سمعية، موفراً لهم فرص عمل يصعب عليهم أن يجدوا مثلها.

وبالرغم من الوعي المتزايد بحاجات ذوي الإعاقات، لا تزال أبسط المهام الحياتية بمثابة مشقّة لمن يعانون من إعاقات سمعية في الصين حيث يراوح عددهم بين 20 و30 مليون بحسب الإحصاءات الرسمية.

فمن الصعب مثلاً "كسب أجر لائق وتحصيل العلم"، على ما يقول وان تينغ (28 عاماً) الذي يعمل في فرن "باخ" منذ 2017 بعد محاولة باءت بالفشل في مجال التصميم.

ويردف وان الذي يعاني من إعاقة سمعية منذ الولادة ويتحدّث بلغة الإشارة التي يترجمها بروتزر "من العصب إيجاد عمل في أماكن أخرى. لا بدّ لك من أن تكون على صلة بأحدهم لتجد عملاً جيداً، وإلا كانت خياراتك محدودة".

وغالبا ما توجَّه هذه الفئة من ذوي الإعاقات إلى مهن تتطلّب مهارات يدوية نظراً لصعوبات التواصل التي تواجهها، ما يجعل العمل في المخبز جدّ ملائم للمصابين بإعاقات سمعية، على حدّ قول بروتزر (50 عاماً).

مع منظمة خيرية ألمانية لمساعدة أطفال يعانون من إعاقات سمعية. في العام 2002، أتى بروتزر وزوجته دوروتي إلى تشانغشا.
وهو استلم الفرن في العام 2011، ودرّب مذاك نحو 20 فرّاناً ذهب أغلبهم للعمل في أفران أخرى ومطاعم وفنادق.

غير أن جوانب أخرى من إدارة الأعمال، مثل التوظيف والتعامل مع المزوّدين والزبائن، تشكّل تحدياً كبيراً يصعّب عليهم فتح أفرانهم الخاصة.

ويخبر بروتزر "جرّب اثنان من الخبّازين الأكثر خبرة، لكن كليهما أغلق المتجر لاحقاً، إذ كان الأمر في غاية التعقيد بالنسبة لهما".
وقد جذب هذا الفرن الصغير قاعدة من الزبائن المحليين الأوفياء، بالرغم من تواجده في جادة سكنية عادية.

لكن الأرباح ليست بالطائلة وقد واجه الفرن مشاكل عدّة، بحسب بروتزر. وبالرغم من تدابير العزل التي فرضت بسبب فيروس كورونا في فترة سابقة من السنة، بدأ الوضع ينتعش.

وقد ساعد اعتماد خدمة تسليم في ازدهار المبيعات. كما حظي الفرن بتغطية واسعة من الإعلام الصيني هذا الصيف، فنال شهرة.
وازدادت المبيعات بواقع خمس مرّات منذ العام الماضي ويقضي الرهان اليوم بتلبية الطلب، على حدّ قول بروتزر.