الأحد 27 سبتمبر 2020 / 18:37

التجسس السيبراني.. إرهاب إيراني آخر

التخريب الإيراني يستمر بأشكال متنوعة على دول المنطقة وخارجها من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى أستراليا ودول جنوب أمريكا، وما يظهر من عمليات طهران هو رأس جبل جليد الخطط والعمليات الإرهابية التي تديرها عبر ميليشيات مترابطة مثل حزب الله والحوثيين والحشد الشعبي، وصولاً إلى علاقاتها بتنظيمي القاعدة وداعش، ومن هذا التخريب الهجمات السيبرانية التي تدمر مواقع حكومية وخاصة.

العمليات "الإرهابية" عبر الانترنت بدأها حزب الله في لبنان للتجسس وتلفيق ملفات "سيبرانية" ضد مناوئيه لاتهامهم بالخيانة ووضعهم بالسجن من خلال سيطرته على الدولة ومقدراتها، ووصل الأمر بجيشه الإلكتروني إلى "تهكير" مواقع إلكترونية لصحف لبنانية مثل "المستقبل" حيث نشر معلومات خاطئة ترتبط بالمحكمة الدولية الخاصة باغتيال رفيق الحريري، للتغطية على جريمته بالاغتيالات السياسية.

سياسة الهجمات "السيبرانية" اعتمدها أيضا الحرس الثوري الإيراني للتأثير على أحداث عالمية وتهديد أمن دول المنطقة وحتى الدول البعيدة، فيما لاحق معارضيه في إيران وعمل على منع الوصول إلى إنترنت مفتوح وقابل للتشغيل المتبادل بطريقة آمنة.

وعلى غرار نفيها لدعم المنظمات الإرهابية في العالم، تنكر طهران أنشطتها السيرانية الخبيثة، مما يجعل إثبات هذه الأنشطة أمرا صعبا، ومع ذلك، ولكن لا جريمة تمر من دون بقاء أدلة تثبت نشاط المجرم في الفضاء الإلكتروني.

وأجرى النظام الإيراني عمليات إلكترونية استهدفت الحكومات وكذلك الكيانات التجارية ومؤسسات المجتمع المدني في الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية وغيرهم من الدول على مدار العقد الماضي.

وغالبا ما يكون الحرس الثوري الإيراني هو القوة الرئيسية وراء هذه العمليات الإلكترونية، فهو من يقوم بتجنيد القراصنة من خارج الحكومة للقيام بهذه العمليات، أو يعتمد فيها على حزب الله حيث تنطلق العمليات من مقر "مركز الاستشارات والدراسات" التابع للميليشيات في منطقة حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت.

وتركز الهجمات على ما توصف بالأهداف "السهلة"، مثل الكيانات التجارية الأكثر ضعفاً والبنية التحتية الحيوية والمنظمات غير الحكومية.

في 2016، كشف مكتب المدعي العام الأمريكي للمنطقة الجنوبية لنيويورك وقسم مكافحة التجسس ومراقبة الصادرات التابع لشعبة الأمن القومي، أنه بين أواخر عام 2011 ومنتصف عام 2013، نفذت الكيانات المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني هجوما منسقا لتعطيل الخدمات (DDoS) ضد القطاع المالي الأميركي.

أسفر هذا الهجوم عن تعطيل مؤقت للمواقع الإلكترونية للبنوك، ومنع العملاء من الوصول إلى حساباتهم عبر الإنترنت، وكلفت البنوك خسائر بملايين الدولارات.

والأسوأ أن التجسس "السيبراني" التابع للحرس الثوري لاحق السلك الدبلوماسي الإيراني الحكومي عبر مراقبة مسؤولين في الخارجية وعلى رأسهم الوزير محمد جواد ظريف، كما استهدفت رجال الدين الإصلاحيين والقادة السياسيين المعتدلين.

كما يستخدم النظام الإيراني قدراته السيبرانية لحرمان الإيرانيين من الوصول غير المقيد إلى الإنترنت، بما في ذلك عن طريق منع الوصول إلى مواقع وتطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي وإجراء عمليات إغلاق للإنترنت، وخصوصا خلال التظاهرات التي قتل فيها العام الماضي نحو 1500 شخص، حيث اعتمد النظام الإيراني على الظلام الرقمي لتغطية ارتكاباته ضد حقوق الإنسان بحملة قمع فتاكة.