(أرشيف)
(أرشيف)
الأحد 27 سبتمبر 2020 / 19:06

الكتب المدرسية في قطر تعلم معاداة السامية

في 14 سبتمبر (أيلول) الجاري، وقع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، ونظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، اتفاقاً بشأن التبادل الثقافي، لتعزيز ما أشادت به واشنطن على أنه يمثل "المثل العليا المشتركة بين البلدين في التسامح والتنوع"، إلا أن تقارير جديدة كشفت أن الدوحة تواصل تعليم الأطفال في المدارس الحكومية معاداة السامية، عبر تقديم صور بغيضة عن اليهود.

وأصدر معهد رصد السلام والتسامح الثقافي في التعليم المدرسي، الدراسة الأكثر شمولاً حول المناهج الدراسية الرسمية في قطر، فيما يتعلق بموضوعات السلام والتسامح، وكانت النتائج واقعية، حيث تشير إلى أن الكتب المدرسية في قطر تشبه تلك الصادرة في إيران والسلطة الفلسطينية باعتبارها الأسوأ في المنطقة، وربما العالم، فيما يتعلق بمعاداة السامية التي تنشرها الحكومة إضافة إلى أشكال الكراهية الأخرى.

مفردات معادية
تنشر الكتب المدرسية القطرية التي تم التحقيق فيها من قبل الدراسة، وفق تقرير لصحيفة نيوزويك، جميع الاستعارات والمفردات والتشبيهات المعادية للسامية تقريباً مثل القوة، عدم الولاء، الجشع، القتل، التشهير بالدم، إنكار الهولوكوست، والافتراءات المعادية لليهود التي تم تأطيرها على أنها انتقادات للصهيونية أو السياسة الإسرائيلية.

على سبيل المثال، يروج كتاب مدرسي قطري للصف الخامس حول التربية الإسلامية من خريف 2019 لأسطورة اليهود كقتلة أنبياء، ويعلّم أن اليهود قد سئموا جهود المسيح لتثبيط "سلوكهم الفاسد"، وهكذا "التقى القادة اليهود.. ووافقوا على قتله". وبالمثل، يشرح كتاب قطري للصف الحادي عشر عن التربية الإسلامية في نفس الفصل الدراسي، أن "الصهيونية حركة سياسية عنصرية راديكالية تهدف إلى إقامة دولة لليهود في فلسطين، في محاولة للسيطرة على العالم وحكمه".

تشهير
بالإضافة إلى ذلك، وثقت الدراسة أمثلة على مناهج قطر تتهم اليهود بتحريف التعاليم الإلهية، وكذلك نشر التشهير الحديث المعادي للسامية الذي يزعم زوراً "قيام سلطات الاحتلال بإحراق المسجد الأقصى عمداً في 21 أغسطس (آب) 1969"، وفي الحقيقة. قامت السلطات الإسرائيلية بالفعل بإخماد الحريق، وساعدت في إعادة بناء المسجد وقامت بشدة بمحاكمة منفذ الحريق، وهو رجل مسيحي من أستراليا مختل عقلياً، وفق الصحيفة.

وتدعو هذه الكتب المدرسية المسلمين إلى "تحرير فلسطين" بأي وسيلة ضرورية، معتمدين على التوصيفات البغيضة لليهود على أنهم يستخدمون "الخداع والفساد" ضد الفلسطينيين.

إنكار الهولوكوست
يُعلّم المنهاج القطري لعام 2019 أيضاً أن المسلمين ملزمون "ببذل كل جهد ممكن لتحرير فلسطين من الاحتلال، ويصنف إسرائيل بأكملها، بما في ذلك جميع الأراضي التي سيطرت عليها قبل عام 1967، على خرائط الدراسات الاجتماعية باسم فلسطين".

كما أن المراجعة الشاملة التي أجراها المعهد، لأكثر من 200 كتاب مدرسي قطري، لم تذكر أي منها حادثة الهولوكوست. وتقول الصحيفة: "لا يمكن تبرير هذا بشكل خاص نظراً لأن استطلاع المعهد لعام 2014 وجد أن أقل من 10% من المشاركين من قطر أو أي دولة عربية كبرى أخرى قد سمعوا عن الهولوكوست، ويعتقدون أن عدد اليهود الذين قتلوا في الهولوكوست لم يكن خدعة".

تحريض واضح
والأسوأ من ذلك، يضيف التقرير "استمرت المناهج الدراسية في قطر في تدريس نسخة مشوهة من هذه الفترة من التاريخ، مردداً أسطورة "طعنة في الظهر" لهتلر التي عززت معاداة النازية للسامية. ويشرح كتاب تاريخ قطري للصف الحادي عشر لخريف 2019، أن "عداء النازيين للشعب اليهودي" تطور "لأنهم سبب هزيمة ألمانيا" في الحرب العالمية الأولى.

تقول الصحيفة: "ربما يكون من المبالغة أن نتوقع أن تحتضن قطر الدولة اليهودية بالطريقة التي فعلتها دولة الإمارات والبحرين عبر اتفاق السلام التاريخي مع إسرائيل. لكن من واجب الحكومة القطرية ضمان إزالة جميع المواد المتعصبة على الفور من الكتب المدرسية التي تنشرها الحكومة. وإلى أن تثبت قطر أنها فعلت ذلك، ينبغي لشركائها الدوليين، وخاصة حكومة الولايات المتحدة، أن يطالبوا صراحةً بالقضاء على تحريضها التعليمي ضد الشعب اليهودي".