مرتزقة سوريون في طائرة متجهة إلى أذربيجان (تويتر)
مرتزقة سوريون في طائرة متجهة إلى أذربيجان (تويتر)
الإثنين 28 سبتمبر 2020 / 21:54

مرتزقة أردوغان في أذربيجان.. عقود لـ 3 أشهر مقابل ألف جنيه استرليني

بات واضحاً أن أنقرة ترسل مرتزقة إلى أذربيجان لمساعدتها في نزاعها الحدودي مع أرمينيا، الذي دفع البلدين إلى حافة الحرب.

وتعتبر تركيا حليفاً قوياً لأذربيجان، فكلاهما بلد ذو غالبية مسلمة، ويتحدث الأذريون لهجة تركية، وأجرى البلدان مناورات مشتركة في الشهر الماضي، ونقلت تركيا منصات صواريخ إلى ناكشيفان، الجيب الأذري بين تركيا، وأرمينيا.

وكان أردوغان سريعاً في إلقاء ثقله خلف باكو أمس الأحد، واصفاً أرمينيا بـ "التهديد الأكبر للسلام الإقليمي"، ورد رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان بدعوة المجتمع الدولي لوقف التدخل التركي في النزاع.

وأبلغ السوري محمد محمود السوراني الذي شارك في الحرب السورية ضد الجيش السوري، إلى مجلة "ذا تايمز" البريطانية أن ما بين 150 و200 من زملائه جندتهم تركيا للقتال إلى جانب أذربيجان.

وكشف سوراني، وهو حالياً عضو في "الجيش الوطني السوري" في محافظة إدلب، أنه سجل نفسه للذهاب إلى هناك أيضاً، وأوضح أن "الفريق الذي يسيطر على المنطقة، محافظة إدلب، التي تعاني الجوع،  هو الذي أرغم السوريين على تسجيل أسمائهم، والتعبئة مرتبطة بالحاجة الملحة إلى المال بين الشباب والأباء".

وأضاف "هل هم مرتزقة؟ نعم، ولكني لا ألوم الذين ذهبوا إلى أذربيجان لأني أعرف أنهم مضطرون لذلك بسبب الوضع الاقتصادي المزري".

وأشار إلى أنه لم تجر أي تدريبات إضافية، باعتبار أن المقاتلين متمرسين في القتال بعد سنوات من الحرب ضد القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد، بمن فيها الروس، موضحاً أن العقود لـ 3 أو 6 أشهر، وأُبلغ المقاتلون بأنهم سيستخمدون حراساً أو شرطة ومقاتلين على الحدود.

ولفت إلى أنهم سيتقاضون ما يصل إلى 10 آلاف ليرة تركية (ألف جنيه استرليني) مقارنةً مع راتب لا يتجاوز 200 ليرة سورية في الجيش الوطني السوري.

 ومع ذلك، عدل سوراني على الذهاب إلى أذربيجان، وقال إن "أحد الأسباب التي دفعته إلى تغيير رأيه هو أننا حاربنا الميليشيات الشيعية 10 سنوات هنا في سوريا، فلماذا أذهب للقتال من أجل أذربيجان ذات الغالبية الشيعية؟".

وقال: "أريد أن توقف تركيا استغلال فقرنا وأطلب من القيادات السورية الانتباه إلى الذي يحصل، السوريون يتعرضون للاستغلال، السوريون يسعون إلى السلام لا إلى الحرب".

وأكد أنه لم تحصل اتصالات مع المقاتلين الذين ذهبوا إلى أذربيجان لأنه لم يسمح لهم بالاحتفاظ بهواتفهم، وهي المرة الثانية التي ترسل فيها تركيا التي وسعت نفوذها على ما تبقى من "الجيش السوري الحر" مقاتلين خاضعين لها إلى نزاع إقليمي.

ويعتقد أن أنقرة أرسلت نحو 10 آلاف مقاتل إلى ليبيا، للقتال إلى جانب حكومة الوفاق في طرابلس.