جنود أتراك وأذريون في تدريبات مشتركة سابقة (أرشيف)
جنود أتراك وأذريون في تدريبات مشتركة سابقة (أرشيف)
الإثنين 28 سبتمبر 2020 / 22:23

مرتزقة موالون لتركيا يؤكدون إرسال أنقرة سوريين لدعم أذربيجان

قال مقاتلان من المعارضة السورية إن تركيا ترسل مقاتلين سوريين لدعم أذربيجان في صراعها المتصاعد مع جارتها أرمينيا، في الوقت الذي تعهدت فيه أنقرة بتكثيف الدعم لحليفتها ذات الغالبية المسلمة.

والاشتباكات الدائرة حول إقليم ناغورنو قره باغ هي الأعنف منذ 2016، مع أنباء عن سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى.

وقال سفير أرمينيا في موسكو اليوم الإثنين، إن تركيا أرسلت نحو 4000 مقاتل من شمال سوريا إلى أذربيجان، وأنهم يقاتلون هناك، وهو ما نفاه أحد مساعدي إلهام علييف رئيس أذربيجان.

وقالت أرمينيا أيضاً، إن خبراء عسكريين أتراكاً يقاتلون إلى جانب أذربيجان في ناغورنو قره باغ، المنطقة الجبلية الانفصالية عن أذربيجان التي  يديرها أرمن، وأن أنقرة قدمت طائرات دون طيار، وطائرات حربية.

ونفت أذربيجا هذه التقارير، ولم تعلق تركيا حتى الآن، رغم أن مسؤولين كباراً منهم الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي يستعرض بشكل متزايد قوة بلاده العسكرية في الخارج، تعهدوا بدعم باكو.

وقال المقاتلان، المنتميان لجماعات معارضة مدعومة من تركيا في شمال سوريا الخاضعة للسيطرة التركية، إنهما في طريقهما إلى أذربيجان بالتنسيق مع أنقرة.

ورفض المقاتلان نشر اسميهما لحساسية الأمر، ولم يتسن التحقق من صدق روايتهما بشكل مستقل، وقال مقاتل حارب في سوريا ضمن جماعة أحرار الشام، التي تدعمها تركيا "لم أكن أرغب في الذهاب، لكن ليس عندي أي أموال، الحياة صعبة للغاية والفقر شديد".

1500 دولار شهرياً
وقالالرجلان إن قادة الكتائب السورية أبلغوهما بأنهما سيحصلان على حوالي 1500 دولار شهرياً، وهو راتب كبير في سوريا التي انهار اقتصادها وعملتها.

وقال أحدها إنه رتّب مهمته مع مسؤول من الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا في عفرين، في شمال غرب سوريا التي فرضت تركيا وحلفاؤها في المعارضة السورية السيطرة عليها قبل عامين.

ولم يرد متحدث باسم الجيش الوطني السوري، مظلة جماعات المعارضة السورية المدعومة من تركيا، على طلب للتعليق، وقال المقاتل الآخر، وهو من فصيل جيش النخبة التابع للجيش الوطني السوري، إنه أُبلغ بنشر ما يقرب من 1000 سوري في أذربيجان.

وتحدث معارضون آخرون، رفضوا كشف أسمائهم، عن أعداد تتراوح بين 700 و1000، وقال الرجلان اللذان تحدثا إلى رويترز في الأسبوع الماضي إنهما يتوقعان إيفادهما في 25 سبتمبر(أيلول) الجاري لحراسة منشآت لكن ليس للقتال.

ولم تتمكن رويترز من الاتصال بهما اليوم للتأكد من مكان وجودهما.

وقال حكمت حاجييف، مساعد رئيس أذربيجان لشؤون السياسة الخارجية، القول إن مقاتلين سوريين يأتون لمساعدة بلاده "محض هراء"، وأضاف "قواتنا المسلحة لديها ما يكفي من الأفراد وقوات الاحتياط".

وفي السنوات الماضية، سعت تركيا لممارسة النفوذ في الخارج بتوغلات في سوريا، والعراق المجاورتين، والدعم العسكري لحكومة الوفاق في ليبيا.

وقالت تركيا مراراً إنها مستعدة أيضاً لدعم أذربيجان التي تربطها بها علاقات تاريخية وثقافية قوية وتدير معها مشاريع مشتركة في مجال الطاقة.

التنافس مع روسيا
وحضر وزير الدفاع التركي خلوصي أكار تدريبات عسكرية مشتركة في أذربيجان في أغسطس (آب) الماضي، واستغل أردوغان خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في الأسبوع الماضي لاتهام أرمينيا بمهاجمة جارتها.

وساهم القلق من مشاركة تركيا بشكل أكبر في الصراع، في تراجع عملتها إلى مستوى قياسي منخفض مقابل الدولار اليوم.

ولم يؤكد مصطفى سيجري، أحد المعارضين البارزين في سوريا، نشر مقاتلين في أذربيجان، لكنه قال إن "تركيا صارت الأمل الوحيد المتبقي لمعارضي الرئيس السوري بشار الأسد، الذي استعاد معظم الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة في سوريا بدعم روسي وإيراني".

وأضاف "تحالف المعارضة مع تركيا يتخذ أشكالاً مختلفة وإنه حقاً مصير مشترك"، مشيراً إلى أنه لا يستبعد أن تصبح تركيا خياراً استراتيجياً للشبان السوريين.

ومن شأن استخدام مقاتلي المعارضة في سوريا أن يخلق مسرحاً ثالثاً للتنافس بين أنقرة وموسكو، التي لها قاعدة عسكرية في أرمينيا وتعتبرها شريكاً استراتيجياً في جنوب القوقاز وتمدها بالأسلحة، ولم تعلق روسيا على التقارير عن إرسال مقاتلين سوريين إلى أذربيجان.

وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن "موسكو تتابع الموقف عن كثب، ويتعين حل الصراع بالسبل الدبلوماسية".