الرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون واللبناني ميشال عون (أرشيف)
الرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون واللبناني ميشال عون (أرشيف)
الثلاثاء 29 سبتمبر 2020 / 00:09

اللبنانيون محبطون من قادتهم بعد خجل ماكرون منهم

يشعر اللبنانيون باليأس من قادتهم الطائفيين الذين تركوا البلاد دون حكومة، في أسوأ أزمة تمر بها منذ الحرب الأهلية بين 1975 و1990، ما دفع كثيرين بالفعل إلى الوقوع في براثن الفقر.

ووبخ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، القوة الاستعمارية السابقة في لبنان، الذي قاد جهوداً دولية لتقديم الدعم البلد، الساسة أيضاً بعد تعثر مبادرته عندما استقال رئيس الوزراء المكلف وسط مشاحنات على مناصب وزارية.

ومع وصول السيسة إلى طريق مسدود وانهيار الاقتصاد تحت وطأة الديون، تعرضت الليرة اللبنانية لمزيد من الانخفاض ما زاد معاناة المواطنين الذين يجد كثير منهم صعوبة في تغطية نفقاته منذ بداية الأزمة الاقتصادية في العام الماضي.

وقال طالب تامر، الخباز في بيروت التي تعرض مرفأها لانفجار مدمر في الشهر الماضي أودى بحياة نحو 200: "أول شيء نحتاجه هو حكومة"، وأضاف "علي إيجار ونفقات الأسرة، إن شاء الله يشكلوا حكومة لحل الوضع، لكن ذلك يحتاج وقتاً".

ولم تصدر بعد أي إشارة من النخبة الحاكمة على كيفية حل الأزمة في بلد تعتمد فيه السياسة على تقاسم السلطة بين الطوائف المسيحية والمسلمة، وزاد التحدي المتمثل في العثور على مخرج يوم السبت عندما استقال رئيس الوزراء المكلف مصطفى أديب، المسلم السني الذي أُسند إليه المنصب في 31 أغسطس (آب) الماضي.

واصطدمت مساعي أديب لتشكيل حكومة من وزراء غير حزبيين بمطالبة الجماعتين الشيعيتين الرئيسيتين في لبنان، حركة أمل، وحزب الله المدعوم من إيران، بتسمية وزراء منهم وزير المالية.

توبيخ الساسة
ويسعى لبنان، الذي عُرف بسويسرا الشرق الأوسط قبل الحرب الأهلية، إلى إعادة البناء منذ بداية الصراع، لكن خططه تعثرت مع تراكم الديون وسط سياسات طائفية متصلبة وفرت أرضاً خصبة لتنافس إقليمي بين العرب السنة في الخليج وإيران الشيعية وآخرين.

وقال ماكرون في باريس أمس الأحد :"أشعر بالخجل من زعماء لبنان السياسيين"، بعد أن نكثوا بعهودهم له في 1 سبتمبر(أيلول) الجاري، بتشكيل حكومة على وجه السرعة يمكنها بدء إصلاحات والحصول على مساعدات خارجية حيوية.

وانتقد ماكرون جماعة حزب الله والسياسي السني البارز ورئيس الوزراء السابق سعد الحريري لدورهما في المأزق.

وأبلغ ماكرون ساسة هذا الشهر بأنهم قد يواجهون عقوبات إذا وقف الفساد في طريق الإصلاحات، وقال أمس إنه سيمنحهم ما يصل إلى 6 أسابيع أخرى لتشكيل حكومة، قائلاً إنه لن يفكر في فرض عقوبات إلا في مرحلة لاحقة.

وقال مصدر من الكتلة السياسية الشيعية إن مثل هذه الكلمات لن تدفع السياسيين إلى التنازل: "هل يظن ماكرون أنه بتوبيخ أطراف سياسية أساسية، وعندها كتل نيابية وازنة تحتاجها أي حكومة للحصول على الثقة أن ينتزع موافقتهم بالقوة؟".

ويأتي الموعد النهائي الجديد لماكرون بعد الانتخابات الأمريكية المقررة في 3 نوفمبر(تشرين الثاني) المقبل، عندما يصبح مستقبل سياسة واشنطن أكثر وضوحاً.

واتخذ الرئيس دونالد ترامب، الذي يسعى للفوز بفترة جديدة، خطاً متشدداً بفرض عقوبات جديدة أو أشد على حزب الله وداعمته إيران، وبعض الحلفاء اللبنانيين للجماعة الشيعية.

وأصبح كثير من اللبنانيين يشعرون بأن السياسة الدولية هي التي ستقرر مصيرهم، وقال أحمد نصر الدين الذي اضطر لإغلاق محال لبيع الملابس المستوردة بسبب الأزمة: "إذا اتفقت إيران والسعودية وفرنسا والولايات المتحدة على حل فيما بينها، سيكون لدينا حل حينها".