الثلاثاء 29 سبتمبر 2020 / 00:13

البواردي: الإمارات تؤمن بالتعاون المشترك بين الأمم لتعزيز الأمن والاستقرار

أكد وزير الدولة لشؤون الدفاع محمد بن أحمد البواردي، أن دولة الإمارات عاصمة الطموح، ومنبع الإرادة لتحقيق أحلام الأجيال القادمة في مستقبل مزدهر.

وقال إن "الإمارات تخطط للأعوام الـ 50 المقبلة وفق نهجها القائم على التسامح والتعايش السلمي والتعاون المشترك بين الأمم في جميع المجالات لتعزيز الأمن والاستقرار وتحقيق السلام المنشود والخير للبشرية جمعاء".

وأضاف في كلمة مصورة خلال فعاليات اليوم الأول للقمة العالمية لصناعة الطيران التي انطلقت الإثنين، وتستمر يومين بمشاركة قادة القطاع على مستوى العالم: "ندعوكم اليوم أيها الجمع الكريم للاستفادة من التجربة الصعبة التي مر بها العالم في مواجهة أزمة جائحة كورونا العالمية، والسعي للتغلب على تداعياتها والتحديات التي أفرزتها ومواصلة العمل على الارتقاء بصناعة الطيران".

وحضر فعاليات اليوم الأول من القمة وزيرة دولة للتكنولوجيا المتقدمة رئيسة مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء سارة بنت يوسف الأميري، ومحافظ الهيئة العامة للصناعات العسكرية في السعودية المهندس أحمد العوهلي، والرئيس التنفيذي لقطاع صناعة الطيران والطاقة النظيفة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في شركة مبادلة للاستثمار خالد عبدالله القبيسي، والرئيس التنفيذي لمجموعة الاتحاد للطيران توني دوغلاس، وعدد من قادة قطاع صناعة الطيران حول العالم.

وأكد البواردي أن الإمارات قدمت نموذجاً فريداً في حسن إدارتها لأزمة جائحة كورونا، لضمان استمرار الأعمال ومواصلة عجلة الحياة، مشيراً إلى أن صناعة الطيران المدني، و العسكري تأتي في مقدمة الصناعات النوعية التي تميز بها القرن العشرون إذ كان للدول الصناعية الكبرى و المتقدمة النصيب الأكبر في تطور هذه الصناعة منذ اختراع الطيران الذي ربط القارات ببعضها بصورة وثيقة وساهم في تعزيز التواصل الإنساني والنهوض بنماذج جديدة للاقتصاد العالمي جاعلاً من كوكب الأرض قرية عالمية ومنطلقاً لتطوير تكنولوجيا الفضاء فارتبطت صناعة الطيران والمجال الجوي ارتباطاً وثيقاً بالصناعات الفضائية ومجال الفضاء.

وذكر أن طموح دولة الإمارات تجاوز الحلم البشري في تحقيق الرفاهية والسعادة إلى حقائق علمية وعملية وواقع ملموس تراه جميع دول العالم، وقال إن ما أنجزته دولة الإمارات برؤيتها الثاقبة وإرادتها الصلبة يأتي معبراً عن آمال الدول النامية في النهوض باقتصادها واللحاق بركب الدول المتقدمة وذلك من خلال تحقيق قفزات علمية غير مسبوقة وتطور حضاري سريع.

وأشار وزير الدولة لشؤون الدفاع إلى أن "الإمارات حققت في الأعوام الـ 20 الماضية ما لم تحققه الكثير من دول العالم عندما قبلت التحدي وواجهت الصعاب وقهرت المستحيل حتى بلغت بطموحها عنان الفضاء"، منوهاً في هذا الصدد إلى "مسبار الأمل" الذي يشق طريقه الآن صوب المريخ.

وقال إنه "في ظل الثورة الصناعية الرابعة وعصر التكنولوجيا الرقمية اهتمت الإمارات بمواكبة التقدم والتطور العلمي في جميع المجالات والقطاعات وعقدت العزم على أن تكون عاصمة للذكاء الاصطناعي في العقد القادم، وأن تحقق اختراقات علمية غير مسبوقة في المستقبل المنظور بالتعاون مع الدول الصديقة والشركاء الدوليين، لذا قررت الاستثمار في مجالات البحث العلمي لتطوير تكنولوجيا المستقبل مسخرة في سييل ذلك مواردها وطاقاتها كافة".

وأكد البواردي أن دولة الإمارات أولت اهتماماً خاصاً بإنشاء قاعدة اقتصادية مستدامة ومتنوعة على أسس علمية حديثة من خلال تطوير صناعاتها الوطنية وقدراتها الإنتاجية في مجالات متعددة، استناداً إلى قواعد المعرفة لذا سعت إلى تطوير العقول الإماراتية المبدعة والمبتكرة وكان للصناعات الدفاعية وصناعة الطيران المدني والعسكري إلى جانب الصناعات الفضائية نصيب كبير من الاهتمام فأنشأت هذه الصناعات بالتعاون مع شركائها الدوليين لتصبح صناعة الطيران في الإمارات قائمة على التعاون والتكامل لإنتاج الأجزاء المختلفة للطائرات ولتكتسب صناعاتها النوعية ثقة الشركاء الدوليين.

وأضاف أنه "رغم تطور القدرات الرقمية والتكنولوجية والإبداعية لحل مختلف المشاكل المستعصية في القرن الواحد والعشرين بما فيها الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، إلا أن المشاكل والاضطرابات والتوترات الإقليمية والدولية أصبحت تتصاعد نتيجة الانفجار السكاني العالمي إلى جانب التناقص في الموارد الطبيعية والنزاعات الحدودية والخلافات الأيدولوجية، حتى أصبحت تشكل تهديداً أمنياً على المجتمع البشري ككل ولهذه نؤمن بأن التعاون مع الدول الصديقة والشركاء الدوليين لمواجهة مختلف التحديات بهدف تحقيق الأمن والاستقرار والسلام أصبح ضرورة ومطلباً ملحاً".

وتابع أن "التعاون في مجال الصناعات الدفاعية وصناعة الطيران لا يسهم فقط في تطوير اقتصاداتنا المحلية وتوحيد رؤانا المستقبلية بل يعد أساساً في استباب الأمن والاستقرار في دولنا و يساهم في تحقيق السلام و الازدهار العالمي المنشود"، مشيراً إلى أن تطوير الصناعات الدفاعية وصناعات الطيران تساهم بتطوير المعرفة الصناعية المتبادلة وتوفر القدرات والإمكانات الذاتية لتلبية المتطلبات الدفاعية لحماية الأمن في دولة الإمارات وتوفير الاستقرار الإقليمي والدولي بكل كفاءة واقتدار.

وأوضح وزير الدولة لشؤون الدفاع في ختام كلمته أن القمة العالمية لصناعة الطيران تشكل منصة مثالية لمناقشة السبل والوسائل لتطوير التعاون في مجال صناعة الطيران والتباحث حول المصاعب والتحديات خاصة في ظروف الأزمات، وكذلك الجوانب المختلفة للنهوض بهذا القطاع وتعد فرصة لتبادل الأفكار والآراء حول الفرص الاستثمارية المتاحة وتقريب وجهات النظر الفنية والاقتصادية والسياسية.

والجدير بالذكر أن "القمة العالمية لصناعة الطيران" التي تستضيفها شركة مبادلة للاستثمار و"إيدج" تركز على التحليلات والبيانات التي توضح كيفية تعافي صناعة الطيران، وسبل عودة الانتعاش بشكل سريع إلى جانب تسليط الضوء على الجهود التي يتوجب العمل عليها لدعم مسيرة التجديد في هذين القطاعين والتعرف على الآفاق الجديدة التي يفرضها الواقع الذي يعيشه العالم اليوم.