الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومنافسته في الانتخابات السابقة هيلاري كلينتون (أرشيف)
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومنافسته في الانتخابات السابقة هيلاري كلينتون (أرشيف)
الثلاثاء 29 سبتمبر 2020 / 19:11

الفوز في التصويت الشعبي لا يعني الفوز بالرئاسة الأمريكية

انتصار "جميل ومهم"... هكذا عبر دونالد ترامب عن فوزه الصادم على الديموقراطية هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ليلة 8 إلى 9 نوفمبر (تشرين الثاني) 2016.

وحصلت وزيرة الخارجية السابقة يومها على ما يقرب من 3 ملايين صوت أكثر من الملياردير الجمهوري، ولكن بعد تحول العديد من الولايات الرئيسية والتصويت لصالح ترامب، تجاوز الجمهوري بكثير عدد أصوات الهيئة الناخبة اللازمة لدخول البيت الأبيض والبالغة 270 صوتاً.

وفي سياق متوتر قبل أقل من خمسة أسابيع من انتخابات 3 نوفمبر (تشرين الثاني) التي سيُواجه فيها ترامب منافسه الديموقراطي جو بايدن، هذه نظرة على قواعد هذه الهيئة الانتخابية الأمريكية.

يعود تاريخ هذا النظام إلى دستور 1787 الذي يحدد قواعد الانتخابات الرئاسية، وفقاً لاقتراع عام غير مباشر، في دورة واحدة، رأى فيه الآباء المؤسسون، حلاً وسطاً يدمج انتخاب الرئيس بالاقتراع العام المباشر، وانتخابات الكونغرس.

وعلى مدى عقود، قدّمت إلى الكونغرس مئات التعديلات المقترحة لتغيير الهيئة الناخبة أو إلغائها دون جدوى. وعادت المناقشة إلى الواجهة من جديد مع فوز دونالد ترامب.

هيئة ناخبة
يبلغ عدد أعضاء الهيئة الناخبة 538 في المجموع. ولا تظهر أسماؤهم في القوائم الانتخابية وهم غير معروفين إلى حد كبير لعامة الناس.

تضم كل ولاية عدداً من الناخبين ينتخبون لمجلس النواب، حسي عدد السكان، ومجلس الشيوخ، اثنان عن كل ولاية.

ولكاليفورنيا على سبيل المثال 55، وتكساس 38. أما فيرمونت، وألاسكا، ووايومنغ وديلاوير، فلها 3 فقط.

ويترك الدستور للولايات الفدرالية حرية تقرير طريقة تعيين الناخبين الكبار.

وفي كل الولايات باستثناء نبراسكا وماين، ينتصر المرشح الرئاسي الذي يفوز بأغلبية أصوات جميع الناخبين.

وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2016، فاز دونالد ترامب بأصوات 306 من الناخبين الكبار.

وعقب ذلك، وقع ملايين الأمريكيين الساخطين عريضة تطالب الناخبين الجمهوريين الكبار بمنع وصول ترامب إلى البيت الأبيض. ارتد اثنان فقط منهم في تكساس، ما منحه 304 أصوات في النهاية.

واستنكر المعسكر الجمهوري يومها محاولة يائسة من ناشطين رفضوا قبول الهزيمة.

إلا أن هذا الوضع لا يشكل سابقة في البلاد.

سوابق
فهناك خمسة رؤساء أمريكيين خسروا التصويت الشعبي لكنهم فازوا في انتخابات الهيئة، أولهم جون كوينسي آدامز الأول في 1824 ضد أندرو جاكسون.

وحصل الأمر نفسه خلال انتخابات 2000 التي تنافس فيها جورج دبليو بوش، والديموقراطي آل غور الذي فاز بحوالى 500 ألف صوت إضافي في البلاد، لكن الجمهوري حصل على 271 صوتاً من الهيئة الناخبة.

ولا يوجد في الدستور ما يلزم الناخبين الكبار التصويت بطريقة أو بأخرى.

وإذا أجبرتهم بعض الولايات على احترام التصويت الشعبي، فإن "الناخبين غير المخلصين" يعاقبون في معظم الأوقات، بدفع غرامة بسيطة.

وفي يوليو (تموز) 2020، قالت المحكمة العليا للولايات المتحدة إنه يمكن معاقبة الناخبين الكبار "غير الموالين" إذا تعارض اختيارهم مع اختيار المواطنين.

وبين 1796 و2016، كان هناك 180 صوتاً مخالفاً للتوقعات في الانتخابات الرئاسية. إلا أنها لم تغيّر النتيجة النهائية المتعلقة بهوية الرئيس الأمريكي.

وسيجتمع الناخبون الكبار في 14 ديسمبر(كانون الأول) في ولاياتهم ويصوتون للرئيس ونائب الرئيس.

لماذا هذا التاريخ؟

ينص القانون الأمريكي على أن الناخبين الكبار "يجتمعون ويدلون بأصواتهم في أول اثنين بعد الأربعاء الثاني من ديسمبر (كانون الأول)".

في 6 يناير(كانون الثاني) 2021، بعد الفرز الرسمي للأصوات، سيعلن الكونغرس رسمياً اسم الرئيس المنتخب، رغم أن النتيجة ستكون معروفة قبل وقت طويل.