جنود على الجبهة بين أذربيجان وأرمينيا (أرشيف)
جنود على الجبهة بين أذربيجان وأرمينيا (أرشيف)
الثلاثاء 29 سبتمبر 2020 / 19:57

من يقاتل في ناغورنو قره باغ ولماذا ؟

تفجر قتال عنيف بين أذربيجان وجيب ناغورنو قره باغ الذي تقطنه أغلبية انفصالية من الأرمن، في تجدد خطير لنزاع يعود لعقود من الزمن.



جيب ناغورنو قره باغ 
هو أرض جبلية بها أحراش داخل أذربيجان السوفيتية السابقة، ومُعترف به بموجب القانون الدولي جزءا منها. غير أن الأرمن الذين يشكلون الغالبية العظمى من سكان الجيب الذين يقدر عددهم بنحو 150 ألف نسمة، يرفضون حكم أذربيجان ويديرون شؤونهم بدعم من أرمينيا، منذ طرد قوات أذربيجان من المنطقة في حرب التسعينيات.

واتفق على وقف إطلاق النار في 1994، لكن تفجر اشتباك عنيف في 2016 سقط فيه ما لا يقل عن 200 قتيل.

وتعتمد منطقة ناغورنو قره باغ اعتماداً شبه تام على دعم أرمينيا وعلى تبرعات الأرمن في أنحاء العالم.



تفجر القتال 
ظل التوتر يتصاعد بين الجانبين خلال الصيف، وتحول إلى اشتباكات مباشرة يوم الأحد. ولكن في توقيته مغزى، فالقوى الخارجية التي توسطت فيما مضى، وهي روسيا، وفرنسا، والولايات المتحدة، منشغلة بجائحة كورونا، والانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، وقائمة الأزمات العالمية من لبنان إلى بيلاروسيا.

ولم تلق اشتباكات أقل حدة دارت في يوليو (تموز) الماضي، إلا رد فعل دولياً خافتاً. أما تركيا، التي أجرت مناورات عسكرية كبيرة مع أذربيجان في يوليو (تموز) وأغسطس (آب)، فكانت أكثر وضوحاً في دعمها، مقارنة مع الأزمات السابقة.

وقال رئيسها رجب طيب أردوغان أمس الإثنين إن تركيا ستقف إلى جانب أذربيجان "بكل مواردها وجوانحها".

ولم يكشف بشكل مباشر إذا كانت تركيا تمد الجانب الأذري بخبراء عسكريين وطائرات دون طيار، وطائرات حربية، وهو ما قالته أرمينيا ونفته أذربيجان.



ما هي المخاطر؟
أودت موجات القتال السابقة بزهاء 30 ألف شخص منذ 1988. وقُتل بالفعل العشرات، وأُصيب مئات بجراح في أحدث تفجر للاشتباكات بين الجانبين.

وقالت أوليسيا فارتانيان، المحللة في مجموعة الأزمات الدولية، إن يوم أمس الإثنين شهد تزايداً في نشر أسلحة ثقيلة مثل الصواريخ، والمدفعية ما يزيد احتمالات سقوط قتلى ومصابين في صفوف المدنيين ويجعل من الصعب إبعاد الجانبين عن الحرب الشاملة، ما قد يجر قوى أخرى للصراع مثل تركيا وروسيا، ويزعزع استقرار منطقة جنوب القوقاز، الممر مهم لخطوط أنابيب النفط والغاز.



وقف القتال
دعت دول كثيرة بينها روسيا والصين لوقف القتال، دون أثر ملحوظ حتى الآن. وربما كان المفتاح بيد روسيا، المرتبطة باتفاقية دفاع مشترك مع أرمينيا ولها قاعدة عسكرية في أراضيها، كما أن علاقاتها طيبة مع أذربيجان، ولا مصلحة لها في اتساع رقعة الصراع.

وإذا نجحت دبلوماسيتها فقد ينهال عليها المديح لإنهاء القتال في وقت تواجه فيه انتقادات شديدة على جبهات أخرى، ومن ذلك دعمها لرئيس روسيا البيضاء ألكسندر لوكاشينكو بعد انتخابات متنازع عليها، وتسميم السياسي الروسي المعارض أليكسي نافالني في سيبيريا في الشهر الماضي والذي تقول ألمانيا إنه كان بغاز أعصاب.

واتصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هاتفيا برئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان يوم الأحد، ولم يتضح بعد إذا حاول التحدث مع رئيس أذربيجان، إلهام علييف.