الأربعاء 30 سبتمبر 2020 / 10:16

صحف الإمارات: أمير الإنسانية والحكمة.. وداعاً

سلطت الصحف المحلية الصادرة اليوم الأربعاء، الضوء على رحيل أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، مستعرضة مناقبه، ومؤكدة أن الأمتين العربية والإسلامية فقدتا زعيماً فذاً، وقامة سياسية وإنسانية متفردة.

وتحت عنوان "أمير الحكمة " قالت صحيفة الاتحاد: "رجل الحكمة والمواقف العروبية والخليجية، أمير الإنسانية، أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، في ذمة الله، بعد 70 عاماً قضاها في خدمة وطنه وأُمتيه الإسلامية والعربية اللتين فقدتا برحيله زعيماً عربياً فذاً، وقامة سياسية وإنسانية متفردة".

وأكدت الصحيفة أنه برحيل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، تفقد الإمارات والأمة قائداً تاريخياً عمل منذ عقود طويلة، بصدق وإخلاص وأمانة مع إخوانه الزعماء العرب وقادة دول الخليج على تعزيز التعاون الأخوي، عبر تقريب وجهات النظر، والذود عن قضايا الأمة، وسعيه الدؤوب إلى قيادة نهضة تنموية شاملة في الشقيقة الكويت التي حققت إنجازات ضخمة في عهده الميمون.

وأضافت أنه في الوقت الذي ننعى فيه زعيماً استثنائياً، فإننا على ثقة بقدرة شعب الكويت وقيادته الحكيمة على متابعة مسيرة المغفور له، بإذن الله، في التنمية وازدهار الوطن، والبناء على المنجزات الخارجية والداخلية للكويت، وسط عزيمة لا تلين، أساسها خدمة المواطن والنهوض بمسيرة العمل العربي المشترك.

واختتمت صحيفة الاتحاد قائلة: "لرحيل أمير الإنسانية، تنكّس الأعلام ويقام الحداد، ضارعين للمولى عز وجل أن يجزيه الخير عن أمته وشعبه، وأحرّ التعازي والمواساة لأشقائنا في الكويت على هذا المصاب الجلل، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون".

وبدورها، قالت صحيفة الخليج في افتتاحيتها بعنوان "أمير الإنسانية..وداعاً": "صحيح أن الموت حق، ومنتهى كل حيّ، وهو قدرنا وقضاء الله الذي لا يُردّ، لكنه الموت الذي يترك في القلب لوعة وأسى ووجعاً، خصوصاً إذا غيّب قامة تاريخية بحجم أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الذي توفي يوم أمس عن 91 عاماً، وبوفاة أمير الإنسانية نعزي أنفسنا وشعب الكويت وحكومتها والأمتين العربية والإسلامية، لأن الفقيد لم يكن كويتياً فقط، بل كان عربياً صميماً، وإنسانياً استحق لقبه عن جدارة، إذ كان جسر محبة وخير وتواصل، كرس حياته لخدمة وطنه والأمة العربية والعالم، وكان لدول الخليج العربي ومجلس التعاون نصيب من جهده والعمل من أجل المزيد من منعته ورفعته وتعزيز العلاقات الخليجية في شتى الميادين".

وأضافت الصحيفة إنه كان للشيخ صباح رحمه الله على طول مسيرته السياسية، كرئيس لمجلس الوزراء ووزير للخارجية، وفي كل المواقع الأخرى التي خدم فيها دولة الكويت منذ العام 1962، إلى أن تولى مقاليد الحكم العام 2006، دوراً بارزاً في تعزيز العلاقات بين الكويت ودولة الإمارات العربية المتحدة، وكرس حالة استثنائية من العلاقات بين البلدين الشقيقين تقوم على الاحترام المتبادل والود والتفاهم الذي انعكس على كافة المجالات ذات الاهتمام المشترك، خصوصاً أن للكويت أيادي بيضاء في دولة الإمارات منذ ما قبل قيام الاتحاد، وهو دور لا يزال محفوراً بالشكر والامتنان لدى شعب الإمارات، لذلك كان لغياب الشيخ صباح الأحمد وقع الفاجعة في دولة الإمارات، وبادر رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان إلى نعي الفقيد، مؤكداً أن الإمارات "فقدت برحيله زعيماً من أبرز أبناء الأمتين العربية والإسلامية أعطى الكثير لشعبه وأمته، ودافع عن قضايا العروبة والإسلام بصدق وإخلاص، وكان من رواد العمل الخليجي المشترك وأسهم مع إخوانه القادة في تعزيز مسيرة التعاون لدول الخليج العربية"، وأشار إلى مناقب الفقيد في مجال العمل الإنساني وجهوده في تقريب وجهات النظر بين الأشقاء "حيث عمل دون كلل على تقوية البنيان العربي وتعزيز تماسكه".

كما نعاه نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ووصفه بـ "أبو الكويت الحاني، وقلب الخليج النابض، وأمير الإنسانية النبيل"، كذلك نعاه ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذي وصفه بـ "الوالد والقائد العربي الكبير، ورجل الحكمة والتسامح والسلام، وأحد الرواد الكبار في العمل الخليجي المشترك"، وأشار إلى أن مواقفه في خدمة وطنه وأمته والإنسانية «ستظل خالدة في ذاكرة الأجيال".

وأكدت الصحيفة أن مواقف الشيخ صباح الأحمد الصباح، طيب الله ثراه، ستظل محفورة في ذاكرة الأجيال الكويتية والخليجية والعربية كقائد عربي فذّ كرس حياته للخير والسلام والوئام، فما ترك قضية عربية إلا وكان له دور فيها كعامل خير ووفاق، لأنه كان يرى أن المسؤولية تقتضي العمل من أجل الوطن والأمة وبذل كل جهد لحمايتهما وتعزيز دورهما، وصد الأذى عنهما.

وتابعت أنه كما يقال "في الليلة الظلماء يفتقد البدر".. كم كنا بحاجة إلى حكمة ودور وحنكة الشيخ صباح الأحمد الصباح في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها أمتنا والمنطقة، والتهديدات والمخاطر التي تحيق بهما، لكن ما باليد حيلة، فإرادة الله أقوى، ومشيئته أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله، وإذ يعز علينا رحيل أمير الكويت، فلأن حضوره لم يكن عادياً، ولأن هناك ما يربط بين القلب والقلب، إنها المحبة الصادقة، ففي بعض الغياب حضور كثيف فيه صور من الوفاء والصدق، وإذا كان ليس في الفجيعة أقسى من الغياب، وليس في الغياب أوجع من رحيل من تقدّر ومن تحب، فإن رحيل الشيخ صباح الأحمد الصباح سيظل في الخاطر والبال".

وعبرت صحيفة الخليج في ختام افتتاحيتها عن "الثقة بأن الكويت ستتجاوز محنة غياب أميرها، وستواصل مسيرته،  كما أننا نثق بحسن اختيار الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أميراً للبلاد، وأن يكون خير خلف لخير سلف".

ومن ناحيتها قالت صحيفة الوطن في افتتاحيتها بعنوان "أمير الإنسانية..وداعاً" إن "الزعماء والقادة الذين يجعلون الإنسانية هدفاً أسمى يبقون في قلوب شعوبهم وكل من يتلمس عظيم فعلهم، وأبرز القادة من التصقت الإنسانية باسمهم وباتت مرادفةً لعملهم ومسيرتهم، فالمناقبية يتم التعبير عنها بالعمل والفعل والدعوة للحكمة والتعقل وترجمة التعبير عن الإحساس بالآخر بما يضمن تحقيق الأثر الإيجابي كما يجب، وهذه كانت صفات أمير دولة الكويت الشقيقة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الذي انتقل إلى جوار ربه تاركاً إرثاً عظيماً من المحبة والفخر والاعتزاز في نفوس كل من عرفوه، والشعوب التي تدرك تماماً مدى حرصه على وطنه وأمته، بعد عمر مديد قضاه في خدمة شعبه وعايش خلاله الكثير من الأحداث والتحديات التي بيّن خلالها وفي مختلف مواقع العمل الوطني منذ ستينيات القرن الماضي وحتى رحيله أنه رجل دولة من طراز القادة الكبار والزعماء الذين يتجسد معدنهم النبيل في كل وقت، فهو من رموز العمل الخليجي والعربي وخلف باعاً طويلاً في مسيرة سياسية وإنسانية ستبقى طويلاً وسيكون نتاج مآثره من المنارات التي تسير على نهجها دولة الكويت الشقيقة لتتابع المسيرة الحضارية المشرفة والتنمية المتقدمة والسعادة التي كان لفقيد الأمة الكبير أفضل الأثر في جعلها من سمات الحياة في وطنه".

وأضافت الصحيفة أن القيادة الرشيدة في دولة الإمارات وعلى رأسها رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، أكدت مكانة الزعيم الراحل وكيف كان أميراً للإنسانية ورجلاً يتسم بالحكمة والتسامح والسلام، وعبرت عن وقوفها مع الشعب الكويتي الشقيق في مصابه الجلل و ثقتها المطلقة بقدرته على مواصلة المسيرة التي كان لفقيد الأمة والإنسانية مواقف فيها ستخلدها الذاكرة الإنسانية خاصة على الصعيدين الوطني والإنساني.

ولفتت إلى أن  نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عبر عن مكانة الراحل بوصفه أبو الكويت الحاني بالقول: "رحم الله أبو الكويت الحاني، وقلب الخليج النابض، وأمير الإنسانية النبيل الشيخ صباح الأحمد الصباح، حط رحاله عند رب رحيم كريم عظيم بعد أن خدم وقدّم وأكرم شعبه، تعازينا لإخوتنا وأحبابنا شعب الكويت ولكافة الشعوب العربية والإسلامية المحبة لأمير الإنسانية، إنا لله وإنا إليه راجعون".

وأشارت إلى أن ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ، أكد مكانة الزعيم العربي الراحل وأثره الذي ستخلده ذاكرة الأجيال عبر المواقف العظيمة والتاريخية، وقال عبر الصفحة الرسمية في موقع "تويتر": "رحم الله الوالد والقائد العربي الكبير الشيخ صباح الأحمد، رجل الحكمة والتسامح والسلام، أحد الرواد الكبار في العمل الخليجي المشترك، ستظل مواقفه التاريخية المخلصة في خدمة وطنه وأمته والإنسانية، خالدة في ذاكرة الأجيال، خالص عزائنا ومواساتنا إلى آل الصباح الكرام والشعب الكويتي الشقيق".

وقالت الصحيفة: "نثق أن الكويت الشقيقة تحمل إرث الراحل الكبير بكل الوفاء والذي ستترجمه في مواقفها تجاه أمتها والإنسانية، فالزعماء الكبار يورثون مدارس في العزيمة والوطنية والعزة تنهل منها الأجيال وتزهو بها الشعوب وتستفيد منها كعبرة وحكم ودروس تعينها في مسيرتها دائماً".

واختتمت صحيفة الوطن افتتاحيتها قائلة: "وداعاً أمير الإنسانية وكل المحبة والوفاء لشعب الكويت الشقيق الذي نُشاركه مصابه اليوم، ونؤمن أن مسيرتنا واحدة وأن التاريخ المشرف والإرث العظيم موضع اعتزاز الجميع في كل مكان، الإنسانية بخير بهمة من زرعوا ونثروا محبتهم وجعلوا إرثهم راسخاً وواحة انفتاح مع الجميع".

وفي موضوع آخر قالت صحيفة البيان في افتتاحيتها بعنوان "رسائل إماراتية ": "رسائل واضحة ومباشرة وجهتها الإمارات إلى العالم والمجتمع الدولي في كلمة الدولة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة؛ وتميزت بشموليتها، وأفقها المفتوح على رؤية بناءة لمستقبل الإنسانية المشترك، وعكست مرونة وفاعلية الدبلوماسية الإماراتية، التي باتت اليوم من أهم صانعي العلاقات الدولية، وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم".

وأضافت أن أول ما تضمنته هذه الرسائل هو تأكيد الرؤية الإماراتية لمعاهدة السلام مع إسرائيل، التي تسعى إلى فتح آفاق فكرية جديدة في المنطقة وخلق مسار مزدهر لأجيالها، مع التشديد على الدعوة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة بما يتوافق مع القرارات الدولية ذات الصلة.

وتاتبعت الصحيفة أن الرؤية الإماراتية تمضي لتعبّر عن حرصها على التمسك بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، التي كانت ولا تزال محور السياسة الخارجية لدولة الإمارات، وتلفت الانتباه إلى أهمية الدعوة إلى حل النزاعات بالطرق السلمية، مع التمسّك بموقفها الثابت وحقها الشرعي إزاء سيادتها على جزرها الثلاث، التي احتلتها إيران في انتهاك صارخ للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.. وفي هذا السياق، أعادت الرسائل الإماراتية إلى العالم التحذير من الأطماع التوسعية لبعض الدول الإقليمية، التي تعيش أوهاماً تاريخية، ولفتت إلى فداحة ما تسببت به العديد من البلدان، عبر التدخلات السافرة في الشأن العربي.

واختتمت البيان افتتاحيتها مؤكدة أن "الرسائل الإماراتية عكست جهود الإمارات والتزامها الثابت بصون السلم والأمن الدوليين، وهو ما يلقى احتراماً وتقديراً كبيرين من المجتمع الدولي؛ وبالتالي، ليس غريباً أن يعتبر المجتمع الدولي إعلان الدولة عن نيتها الترشح لشغل مقعد غير دائم في مجلس الأمن للفترة 2022 – 2023، خبراً طيباً للعالم أجمع".