نيران مندلعة في كاراباغ بعد قصف متبادل بين أرمينيا وأذربيجان (إ ب أ)
نيران مندلعة في كاراباغ بعد قصف متبادل بين أرمينيا وأذربيجان (إ ب أ)
الأربعاء 30 سبتمبر 2020 / 11:46

رفض أرمينيا وأذربيجان للحوار يهدد بحرب شاملة

نقلت وكالات أنباء روسية عن رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان قوله اليوم الأربعاء، إن بلاده لا تدرس نشر قوات حفظ سلام في إقليم ناغورنو كاراباغ.

واندلعت اشتباكات بين أذربيجان وأرمينيا على الإقليم يوم الأحد. وتبادل الطرفان الاتهامات أمس الثلاثاء، بقصف أراضي كل منهما بشكل مباشر ورفضتا ضغوطاً لعقد محادثات سلام بينما هدد الصراع بين البلدين على إقليم ناغورنو كاراباغ بالاتساع إلى حرب شاملة.

وذكرت كل من الدولتين تعرض أراضيها لقصف من أراضي الدولة الأخرى عبر الحدود بينهما إلى الغرب بمسافة من إقليم ناغورنو كاراباغ المنشق الذي اندلع بسببه قتال عنيف بين قوات أذربيجان وقوات منحدرة من أصل أرمني يوم الأحد.

وتمثل الاشتباكات مزيداً من تصعيد الصراع رغم نداءات عاجلة من روسيا والولايات المتحدة وغيرهما لوقف القتال.

وأثارت الاشتباكات مجدداً القلق حيال استقرار منطقة جنوب القوقاز التي تمر بها خطوط أنابيب تحمل النفط والغاز للأسواق العالمية.

واستبعد إلهام علييف رئيس أذربيجان تماماً في تصريحات للتلفزيون الرسمي الروسي أي إمكانية لإجراء محادثات. وقال رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان لنفس القناة التلفزيونية إن من غير الممكن إجراء محادثات مع استمرار القتال.

وناغورونو كاراباغ منطقة منشقة تقع داخل أذربيجان لكن تديرها العرقية الأرمنية وتدعمها أرمينيا، وقد انفصلت عن أذربيجان في حرب في التسعينات لكن لا تعترف أي دولة بأنها جمهورية مستقلة.

عشرات الضحايا
ووردت أنباء عن مقتل العشرات وإصابة المئات منذ اندلاع الاشتباكات العنيفة بين أذربيجان والإقليم الذي يديره الأرمن يوم الأحد في تفجر جديد لصراع بدأ قبل عقود ويمكن أن يجر إليه جيراننا مثل تركيا.

ومما يزيد التوترات بين الجمهوريتين السوفيتيتين السابقتين قول أرمينيا إن طائرة تركية من طراز "إف-16" أسقطت إحدى طائراتها الحربية في المجال الجوي الأرميني مما أسفر عن مقتل قائدها.

ولم تقدم أرمينيا دليلاً على إسقاط طائرتها ونفت تركيا تماماً ما ذكرته يريفان كما نفته أذربيجان.
وقال باشينيان للتلفزيون الرسمي الروسي، "يحب أن يدين المجتمع الدولي بشكل قاطع عدوان أذربيجان وتصرفات تركيا وأن يطالب تركيا بالخروج من هذه المنطقة". وأضاف "الوجود العسكري التركي في هذه المنطقة... سيؤدي إلى مزيد من التصعيد وامتداد نطاق الصراع".

واتهم زعيم أذربيجان علييف أرمينيا باختلاق حادثة الطائرة التركية. قال "تركيا ليست طرفاً في الصراع، ولا تشارك فيه بأي حال وليس هناك حاجة لذلك".

وقال علييف إن أذربيجان استدعت عشرات آلاف المقاتلين من قوات الاحتياط بموجب تعبئة جزئية تم إعلانها يوم الاثنين.

وأضاف "قادرون على معاقبة المعتدي بأنفسنا إلى حد ألا يجرؤ على أن ينظر في اتجاهنا".
وقد يجر أي صراع شامل بالمنطقة القوتين الإقليميتين روسيا وتركيا. ولا ترتبط موسكو بتحالف دفاعي مع أرمينيا فقط ولكن تربطها علاقات وثيقة أيضا بأذربيجان.

وقال الكرملين إن الرئيس فلاديمير بوتين تحدث هاتفيا مع باشينيان للمرة الثانية منذ بدء الأزمة وقال إنه يجب على كل الأطراف اتخاذ إجراءات لوقف التصعيد. ولم يعلن الكرملين إجراء أي اتصالات بين بوتين وعلييف.

وقال الكرملين، إن موسكو على اتصال مستمر مع تركيا وأرمينيا وأذربيجان. وأضاف أن أي حديث عن تقديم دعم عسكري للطرفين المتحاربين لن يؤدي إلى سكب الوقود على النار.

وقال المرشح الديمقراطي جو بايدن على تويتر "مع تزايد عدد الضحايا بسرعة في ناغورنو كاراباغ والمناطق الواقعة حولها يتعين على إدارة ترامب دعوة زعيمي أرمينيا وأذربيجان وقف تصعيد الموقف فوراً. كما يجب أن تطالب الآخرين - مثل تركيا - بالابتعاد عن هذا الصراع "
وقال باشينيان لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) خلال مقابلة إن القوات الأذربيجانية قصفت قرى وبلدات في ناغورونو كاراباغ وداخل أرمينيا ذاتها اليوم الثلاثاء.

وأضاف، "هناك ضحايا من العسكريين والمدنيين. عشرات لقوا حتفهم كما أصيب مئات".
وقال مكتب المدعي العام في أذربيجان اليوم الثلاثاء، إن نيراناً أرمينية قتلت 12 مدنياً أذربيجانياً وأصابت 35. ولم تكشف أذربيجان النقاب عن عدد القتلى والمصابين الذين سقطوا في صفوف قواتها.

وأعلن إقليم ناغورنو كاراباغ مقتل ما لا يقل عن 84 جندياً.