(أرشيف)
(أرشيف)
الأربعاء 30 سبتمبر 2020 / 14:08

اختلاس ونهب وإهدار.. من السبب في بؤس الشعب الإيراني؟

24 - إعداد: ريتا دبابنة

زعم المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، والرئيس حسن روحاني، أن الوضع المعيشي السيئ للشعب الإيراني يرجع إلى العقوبات الأمريكية والعالمية، فهل هذا هو السبب فعلاً، أم أن هناك أسباب أخرى يخشى المسؤولين الإيرانيين الكشف عنها؟

في تقرير لموقع "فوكس إيران" التحليلي، يشير الكاتب جوبين كاتيراي، إلى أنه في 12 سبتمبر (أيلول)، صرخ روحاني أن القوى العالمية لا تسمح لهم بشراء الأدوية بأموالهم الخاصة، وحاول ربط جميع مشاكل البلاد بالعقوبات.

إخفاء الحقيقة
إلا أن تصريحاته غير صحيحة إلى حد كبير، فبحسب الكاتب، المسؤولين الأمريكيين أعلنوا في مناسبات عديدة أنه لا توجد عقوبات مفروضة على استيراد وشراء الأدوية والأغذية والمعدات الطبية والمرافق وبالطبع المنتجات الزراعية، لكن المسؤولين الإيرانيين يكافحون لإخفاء الحقيقة.

يجادل مراقبو الوضع الراهن في إيران بأن الحقيقة هي أن مشاكل معيشة الناس والتكاليف الباهظة متجذرة في الفساد والسرقة والاختلاس من قبل المسؤولين الحكوميين. ولرسم صورة حقيقية، استعرض الكاتب بعض الأمثلة على هذه السرقات والاختلاسات.

سرقات واختلاس
بحسب "أفتاب إي يزد" اليومية، 18 مليار دولار أهدرت العام الماضي. وكتبت الصحيفة اليومية التابعة لروحاني، أن العملة أعطيت لمن لم يستورد سلعاً على الإطلاق، وإذا فعلوا ذلك، يبيعونها في السوق المفتوحة، مع مراعاة سعر الدولار في السوق المفتوحة.

من ناحيته، اعترف محافظ البنك المركزي عبد الناصر همتي، بأنه تم خلال العامين الماضيين تقديم 27 مليار دولار من النقد الأجنبي للمصدرين، وفي المقابل، لم تدخل أي سلعة ونقود. وقال: "يجب محاسبة هؤلاء الناس"، بحسب ما نشر موقع "تابناك" الإيراني.

الدولة مسؤولة..
وفيما يتعلق برقم 27 مليار دولار الذي ذكره همتي، أوضح رئيس التجارة بين إيران والصين الهريري، أن الشركات الصغيرة تصدر 8-9 مليارات دولار سنوياً، وأن 50% من الصادرات غير النفطية هي غاز ومكثفات بتروكيماوية، وهي في أيديهم. من الشركات المملوكة للدولة، بحسب تقرير لصحيفة "كيهان".

وأشارت تقارير أخرى إلى اختلاس عائلة وزير الصناعة السابق محمد رضا نعمة زادة، 6.6 مليار يورو من البتروكيماويات.

اعترافات
من جهته، اعترف نائب الرئيس الإيراني، إسحاق جهانجيري، بأنه تم نقل 22 مليار دولار من النقد الأجنبي إلى اسطنبول لخفض سعر العملة، لكن مصير الأموال غير واضح. وبحسب كريمي قدوسي، عضو البرلمان الإيراني، تم منح أكثر من 36 مليار دولار لتهريب عصابات من السلع والعملات والمخدرات بأمر من روحاني.

وتعليقاً على ذلك، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، إنه يتعين علينا النظر في 35 مليار دولار التي لم يتضح كيف بُددت وأين أخذت.

ففي عام 2018، أفادت وكالة أنباء إيلنا عن فقدان 30 مليار دولار في الشبكة المصرفية في الأشهر العشرة الماضية. فيما قال يوسفيان الملا، عضو البرلمان السابق، إنه من غير الواضح ما حدث لمليارات الدولار وأين ذهبت.

إهدار الموارد
من جانبه، قال الخبير الاقتصادي الحكومي سعيد ليلاز، إن التوزيع غير المحسوب لعملة 4200 تومان، من خلال إهدار موارد العملة والذهب، أدى إلى خسارة 30 مليار دولار و80 طناً من الذهب. وإذا اعتبرنا الذهب بالسعر الحالي 1945 دولاراً للأونصة، فإن هذه الكمية من الذهب تساوي 5.5 مليار دولار، وهي في الحقيقة 35.5 مليار دولار في مجموعها، وهو ما أهدرته الدولة بهذه الطريقة.

وبغض النظر عن الاختلاس من قبل أبناء المسؤولين، اختلس أوميد أسدبايغي، المدير الإداري لمصنع "هفت تابيه" لقصب السكر، 2.5 تريليون تومان، وعباس إيرفاني، الناشط اقتصادياً في صناعة السيارات والمجموعة التابعة لها المسماة أوزام، اختلس ما يقرب من 764 مليون تومان.

نهب مستمر
واشترى علي عابد زاده، الرئيس السابق لشركة الطيران، طائرة King Air 2000 مقابل 2.5 مليون دولار، لكنه أصدر فاتورة بمبلغ 11 مليون دولار، وسرق 8.5 مليون دولار كانت مخصصة للطائرات.

وتحدث السرقة والاختلاس بطريقة يصعب معها حساب الأرقام، بحسب التقرير، فالأرقام التي كشفتها وسائل الإعلام أو اعترفت بها الجهات المختصة بينها شيء مشترك. القاسم المشترك هو أن قادة الحكومة وأعوانهم ينهبون أموال الشعب في كل لحظة.