الأربعاء 30 سبتمبر 2020 / 13:44

"أم الإمارات" ريادة عالمية وتقدير دولي

جاء إطلاق اسم "مبادرة الشيخة فاطمة بنت مبارك لتمكين المرأة في الأمن والسلام" على برنامج الأمم المتحدة لتدريب النساء في القطاع العسكري وقطاعي الأمن والسلام انسجاماً مع التقدير الدولي لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات" رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، ومع ما تحتله سموها من مكانة عالمية في مجال تمكين النساء، وحماية الأسرة، ورعاية المرأة والطفل وضمان حقوقهما، والعمل على دعمهما في كل مكان من العالم، وتقديم مساهمات ومساعدات مالية وتنفيذ مبادرات نوعية لهذ الغرض.

لم يكن هذا هو التعبير الأول عن التقدير العالمي لـسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، فما نالته سموها من أشكال التعبير عن الإكبار والامتنان من جانب هيئات ومؤسسات ومنظمات إقليمية ودولية كبرى أكثر من أن يحصى، وتحفل قاعة الجوهرة بالاتحاد النسائي العام بمئات القلادات والأوسمة والشهادات الفخرية والتقديرية التي نالتها "أم الإمارات" عرفاناً بدورها وجهودها الفعالة في دعم مسيرة المرأة الإماراتية، والعربية، والعالمية، وكذلك دورها الذي نهضت به إلى جانب المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إذ كانت رفيقة دربه في مسيرة التنمية المستدامة التي قادها سموه منذ تأسيس دولة الإمارات، والتي كان اعتمادها الرئيسي على تنمية الموارد البشرية والاستثمار فيها، ولم يكن هذا الاستثمار ليؤتي أكله كما يجب من دون تفعيل طاقات المرأة، نصف المجتمع، وهذا ما حمّل سمو الشيخة فاطمة مسؤولية كبيرة نهضت بها على أكمل وجه، فأولت الأمر اهتماماً منقطع النظير، ومنحته رعايتها، وكرَّست له كل وقتها، واستطاعت خلال السنوات الأولى من عمر الدولة أن تحقق إنجازاً كبيراً ما لبث أن كبر ونما حتى باتت المرأة الإماراتية مضرب المثل في النجاح والتفوق.

ثمة كثير من التقارير التي تحدثت عن إنجازات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، وسلطت الضوء على إنجازاتها التي لا تزال مستمرة، إنجازاً بعد إنجاز، ونجاحاً تلو آخر، وهي تقارير تعكس حجم وأهمية الإنجازات التي تبدو آثارها الإيجابية في كل مفصل من مفاصل الحياة، حيث نراه في المدارس والجامعات والمعاهد، وفي المشافي والعيادات، وفي كل مؤسسة من مؤسسات الدولة. وما أنجزته سموها وصل أثره إلى كل مدينة ومنطقة وحي وبيت في جميع أرجاء الدولة، بل امتد ليصل إلى مختلف أرجاء العالم. وما قدّمته يمتد على عقود طويلة لم يمر شهر فيها إلا وكان لسموها إنجاز جديد.

لقد أدركت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك أهمية مَأسسة العمل في مجال المرأة والطفل والأسرة، فحرصت على دعم تأسيس الجمعيات والمنظمات المختصة بالنهوض بالمرأة، وجاء تشكيل الاتحاد النسائي برئاسة سموها في مارس 1975 ليوحد الجهود المبذولة من أجل النهوض بالمرأة الإماراتية وتأمين كل سبل النجاح والتفوق لها. ثم كان تأسيس المجلس الأعلى للأمومة والطفولة سنة 2003 ليكون الناظم لكل الشؤون المتعلقة بقضايا الأمومة والطفولة، والجهة المخولة بالارتقاء بمستوى رعاية شؤون الأم والطفل، وتقديم الدعم لهما في كل المجالات.

إن المؤشرات الإيجابية التي تؤكد ما حققته المرأة الإماراتية لا تخطئها العين، فهي تشغل 46%من الوظائف القيادية في الدولة، ونسبة حضورها في التعليم تقترب من 70%، وفي السلك الدبلوماسي 34%، وفقاً للمؤشرات التنافسية العالمية لدولة الإمارات 2020. وهذا غيض من فيض، وهو لم يكن ليتحقق لولا وجود "أم الإمارات" التي أخذت على عاتقها هذه المسؤولية، وعملت على الاستفادة من الدعم اللامحدود الذي تمنحه القيادة الرشيدة في دولة الإمارات للمرأة والطفل والأسرة، ولطالما أكدت سموها في كلماتها دعم القيادة الثابت لكل ما يعزز مكانة المرأة الإماراتية، مشيرة إلى أن ما أرساه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، يترسخ اليوم بفضل الرعاية الكريمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.

إن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك تمثل النموذج المشرق للمرأة العربية المسلمة، القادرة على إحداث تغيير إيجابي جذري في مجتمعها، وتهيئة الظروف من أجل إحداث تطور مجتمعي كبير يسمح للمرأة بالتقدم بسرعة نحو احتلال مكانة متميزة غير مسبوقة، على النحو الذي اختصر الزمن وجعل من المرأة الإماراتية رمزاً عالمياً للنجاح والتفوق، ودَعَم التجربة التنموية في الدولة بأحد أهم عناصر قوتها واستدامتها.

وسوف تبقى أم الإمارات في ضمير الإنسانية رمزاً للعطاء والخير، والعمل المتواصل من أجل قيم إنسانية سامية تجعل الحياة أفضل، فجهودها في تقديم العون الإنساني لمن ألمّت بهم الكوارث الطبيعية أو مصائب الحروب، من النساء والأطفال وكبار السن علامة فارقة في العمل الإنساني. ويذكر المجتمع الدلي لسموها بكثير من التقدير إنشاء "برنامج الشيخة فاطمة للتطوع" الذي يجسد كل القيم السامية للعمل الإنساني، والذي يهدف إلى الوصول إلى المحتاجين في كثير من دول إفريقيا وآسيا، انطلاقاً من غايات إنسانية ودوافع أخلاقية صرفة، وليس ذلك بغريب على "أم الإمارات" التي نهلت من مدرسة العطاء التي أسسها رائد العمل الإنساني المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والذي لا يزال اسمه يتردد مقترناً بالخير والعطاء في جميع أنحاء العالم.