جندي أرمني يقصف أذرياً (أرشيف)
جندي أرمني يقصف أذرياً (أرشيف)
الأربعاء 30 سبتمبر 2020 / 18:44

النزاع في ناغورنو قره باخ... حرب بين جارين و صراع بين القوى الدولية

تدور المعارك الدامية بين أذربيجان والانفصاليين في ناغورنو قره باخ المدعومين من أرمينيا في منطقة عند تقاطع مناطق نفوذ قوى عظمى متنافسة.

ومنذ استئناف المواجهات أعربت أنقرة عن دعمها لحليفها الأذري ما يثير مخاوف من تدخل مباشر للجيش التركي.

واتهمت أرمينيا تركيا باسقاط إحدى طائراتها بمقاتلة تركية في أذربيجان، وبدعم باكو بمرتزقة سوريين وخبراء عسكريين وطائرات دون طيار، وهو ما تنفيه أنقرة.

ويندرج الدعم التركي في "المشروع التاريخي" لتوحيد الشعوب المتحدثة بالتركية مثل الأذر، الذين يدافع عنهم القوميون الأتراك كما ذكر الخبير الفرنسي جان ردفاني، لفرانس برس.

وأضاف "إنها طريقة أيضاً لإظهار أن تركيا قوة إقليمية متنامية قادرة على التدخل على عدة ساحات" مثل سوريا وليبيا.

والهدف هو الحفاظ على "تعبئة وطنية" لتوحيد الناخبين الوطنيين حول شخص الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي يعتبر أرمينيا تهديداً إقليمياً، وخصماً تاريخياً، إذ لا يزال البلدان يختلفان حول الإبادة الأرمنية في ظل السلطنة العثمانية.

ويبدو أن وساطة تركيا السنية مستبعدة لانحياز أنقرة.

ومنذ انهيار الاتحاد السوفياتي تقيم روسيا علاقات جيدة مع جمهوريتي أرمينيا وأذربيجان السوفياتيتين السابقتين، وتمدهما بالسلاح.

وحسب غيلا فاسادزي المحلل الجورجي تستفيد موسكو من ركود النزاع في قره باغ، مع اندلاع أعمال العنف بين حين وآخر، القادرة على "الحفاظ على نفوذها فيها".

وشدد فلاديمير بوتين على ضرورة وقف اطلاق النار.

لكن هذا الموقف الروسي "مهدد" بدعم أنقرة المتنامي لباكو القادر على "الإطاحة بتوازن القوى" حسب ردفاني.

ويتحدث الخبير عن استياء باكو من موسكو التي تسلم أسلحة "أكثر تطوراً" ليريفان، العضو في تحالف عسكري مع روسيا، منظمة المعاهدة الأمنية الجماعية.

وانتقد الرئيس الأذري إلهام علييف "التفضيل الروسي لأرمينيا" كما يقول الخبير.

إلا أن لموسكو "أوراقاً عديدة للمفاوضات" بفضل علاقات اقتصادية تربطها بيريفان وباكو وللطرفين جالية مهمة في روسيا.

وترغب إيران الواقعة على حدود الجانبين في الاضطلاع بدور الوساطة. لكنها بعيدة بعد عن الحصول على هذا الدور.

ولا تثق أذربيجان، الشيعية مثل إيران، والعلمانية، في توجه طهران الديني وطموحاتها الاقليمية.

في المقابل تنظر إيران بريبة إلى علاقات باكو مع الأقلية الأذرية في شمال إيران خوفاً من الحركات القومية.

كما لا تنظر طهران بعين الرضا التعاون العسكري بين إسرائيل واذربيجان.

ولهذه الأسباب يراهن النظام الإيراني على علاقة مميزة مع الأرمن المسيحيين، ويشارك في تطوير البنى التحتية للطرق والغاز للمساهمة في انفتاح المنطقة الأرمنية.

ويعتبر المحلل الجورجي أن فرص نجاح اقتراح إيران للتوسط ضئيلة.

ودعت العواصم الغربية الرئيسية إلى وقف القتال. وتساهم فرنسا والولايات المتحدة منذ نحو 30 عاماً في حل النزاع، ضمن مجموعة مينسك مع روسيا. لكن جميع المحاولات باءت بالفشل حتى الآن.

ويتأثر الرأي العام الأمريكي والفرنسي بالجالية الأرمنية الكبرى في البلدين.

لكن ثمة أيضاً اهتماماً بموارد الطاقة لدى الغربيين الذين يحصلون جزئياً على حاجاتهم من أنايبب الغاز المرتبطة بأرذبيجان الغنية بالمحروقات أو يستكشفون حقولاً فيها.

ويؤكد الخبير الفرنسي أن الغربيين منذ سنوات "لا يضغطون على يريفان وباكو" لأن نزاعمها ليس "على قمة جدول أعمالهم".

يبقى أن نرى إذا كان تصاعد العنف سيؤدي إلى زيادة النشاط الدبلوماسي.