وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو مصافحاً بابا الفاتيكان فرنسيس (أرشيف)
وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو مصافحاً بابا الفاتيكان فرنسيس (أرشيف)
الأربعاء 30 سبتمبر 2020 / 20:04

بومبيو يدعو البابا إلى التحلي بـ"الشجاعة"

دعا وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في روما اليوم الأربعاء البابا فرنسيس إلى التحلي بـ"الشجاعة" لمحاربة الاضطهاد الديني خاصةً في الصين، التي يستعد الفاتيكان لتجديد اتفاق معها على تعيين أساقفة فيها.

وقال بومبيو في ندوة بحضور الأسقف البريطاني بول غالاغر المكلف بعلاقات الفاتيكان مع الدول الأخرى: "أدعو كل القادة الروحيين إلى التحلي بالشجاعة لمواجهة الاضطهاد الديني لجماعاتهم".

وأضاف "على الزعماء الروحيين المسيحيين الدفاع عن إخوتهم وأخواتهم" بعدما شن حملة شعواء على بكين متهماً إياها بقمع الأقليات الكاثوليكية، والأويغور المسلمة.

ومضى بومبيو يقول: "ما من بلد آخر مثل الصين تهاجم فيه حرية المعتقد" مستشهداً مرات عدة بالتزام البابا يوحنا بولس الثاني في الثمانينيات ضد الكتلة السوفياتية باسم ما كان يصفه البابا البولندي، بالـ "خطر على الحرية".

وأضاف "نتمنى أن تتحلى الكنيسة وكل الذين يؤكدون أننا مسؤولون أمام الرب في النهاية، بالجرأة الكافية في زمننا هذا".

وتشهد العلاقات بين الولايات المتحدة والفاتيكان توترا منذ التوقيع في سبتمبر (أيلول) 2018 على اتفاق تاريخي "موقت" بين الكرسي الرسولي وبكين على تعيين أساقفة.

وسعى البابا إلى الاتفاق لتوحيد صفوف الكنيسة الصينية المنقمسة بين رسمية وسرية، ما يعطيه الكلمة الفصل في تعيين أساقفة صينيين. واختير اسقفان بموجب هذا الاتفاق حتى الآن.

وحمل بومبيو مباشرة على دبلوماسية الفاتيكان قبل عشرة أيام، وحض الفاتيكان على انتقاد الانتهاكات الدينية في الصين مطالباً بـ"شهادة أخلاقية".

وقال وزير الخارجية الأمريكي في مقابلة مع مجلة "فيرست ثينغز" الأمريكية المحافظة: "الاتفاق بين الصين والفاتيكان لم يحم الكاثوليك من ممارسات الحزب".

وقال الأسقف غالاغير على هامش الندوة إن الفاتيكان "تلقى ببرودة" هذه التصريحات، خارجاً عن تحفظه الاعتيادي. ورأى أن أقوال بومبيو العلنية قبل زيارته تتنافى و"قواعد الدبلوماسية".

وقال غالاغر، إن بومبيو لن يلتقي البابا مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

وكان مصدر في الفاتيكان أكد أن لقاء ثنائياً بين الرجلين غير مدرج في برنامج الزيارة على أي حال.

وسيلتقي بومبيو الخميس المسؤول الثاني في الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين.

وعشية وصول مايك بومبيو، رد مستشار مقرب من البابا فرنسيس، على وزير الخارجية الأمريكي دون مواربة معتبراً أن على الأمريكيين "ألا يتدخلوا في علاقاتنا مع الصين".

وأكد الكاردينال أوسكار مارادياغا من هندوراس لصحيفة إيطالية "التدخل ضرب من الجنون. يبدو لي أن القيادة الأمريكية الراهنة تتحرك فقط على خلفية الانتخابات الأمريكية. يسعون إلى إعادة انتخاب دونالد ترامب ويتصرفون متبعين هذا المنطق فقط".

ويقول المؤرخ وعالم اللاهوت الإيطالي والأستاذ في جامعة فيانوفا في الولايات المتحدة ماسيمو فايولي، إن الملف الصيني غير مهم جداً بل "ثمة مطاردة راهناً لأصوات الكاثوليك في الولايات المتحدة" بهجوم غير مسبوق لوزارة الخارجية نشر بالتحديد في مجلة مسيحية معارضة جداً للبابا.

ويفيد معهد "بيو ريسيرتش سنتر" بأن الكنيسة الكاثوليكية الأميركية منقسمة بين المؤيدين للجمهوريين وغالبيتهم من البيض، والمؤيدين للديموقراطيين، من أصول أميركية لاتينية. وأصوات هؤلاء تعتبر حاسمة في كل انتخابات رئاسية أمريكية.

وأضاف الخبير لوكالة فرانس برس "نشهد محاولة لتحويل شعور معين مناهض للبابا ومناهض للفاتيكان إلى أصوات لصالح ترامب".

وتحمل مجموعة محافظة جداً من الكاثوليك على البابا وهي أمريكية وتصفه بأنه "شيوعي".

ويرى البعض أنه يتناول كثيراً التفاوت الاجتماعي والمهاجرين والمهمشين على حساب العقيدة التقليدية حول العائلة والأخلاقيات الجنسية.

ووافق البابا فرنسيس على تجديد الاتفاق عامين آخرين في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي "بنسق اختباري" حسب مصدر مطلع على الملف وكالة فرانس برس.

 وينتقد بعض الكاثوليك الاتفاق، ويشجبون تمييزاً لا يزال قائماً.

والأربعاء يلتقي بومبيو نظيره الإيطالي لويجي دي مايو فضلاً عن رئيس الحكومة جوزيبي كونتي.

وستشمل المحادثات العلاقات الثنائية، وأزمة كورونا، فضلاً عن شبكة الجيل الخامس من الاتصالات.

ولا يعرف إذا كان موضوع الصين سيطرح في المحادثات. وكان وزير الخارجية الصيني وانغ يي وقع في نهاية أغسطس (آب) في روما اتفاقين تجاريين جديدين.

وفي مارس (آذار) 2019، وقعت الحكومتان الصينية والإيطالية بروتوكل اتفاق لدخول إيطاليا إلى "طرق الحرير الجديدة" المشروع الضخم للمنشآت البحرية والبرية الذي أطلقته بكين في 2013.