زرادشتيون يؤدون طقوساً دينية (أرشيف)
زرادشتيون يؤدون طقوساً دينية (أرشيف)
الأربعاء 30 سبتمبر 2020 / 22:49

بفضل داعش... الزرادشتية تنتشر في شمال العراق

يضع آرام مهدي قلادة فارفاهار تحت قميصه بعناية، ويُذكر نفسه بالمبادئ الزرادشتية الأساسية التي تُمثلها، طيب الكلام، وحسن الظن، وصلاح العمل.

ويخشى مهدي 31 عاماً، الكردي العراقي الذي ولد ونشأ في أسرة مسلمة محافظة بمدينة دهوك في إقليم كردستان شبه المستقل شمال العراق، كشف رمز الزرادشتية.

وخلال تأمله صوراً قديمة له وهو يصلي في مسجد محلي تذكر مهدي أن أصدقاءه كانوا يطلقون عليه لقب ‭'‬الملا‭'‬.

لكن شبكة علاقاته الاجتماعية بدأت في الانهيار عندما قرر أن يرتد عن الإسلام، ويتبع تعاليم زرادشت، مؤسس الزرادشتية قبل نحو 3500 عام في إيران القديمة.

وانشرت تلك الديانة حتى وصلت إلى الهند، وكانت الدين الرسمي لثلاث سلالات فارسية حتى القرن السابع الميلادي. وسرعان ما تراجعت مع ظهور الإسلام، واختفت في العراق.

لكن الزرادشتية انتعشت على نحو مفاجئ في المنطقة الكردية بالعراق بعد أن احتل تنظيم داعش مساحات شاسعة من شمال البلاد، وفرض مفهومه المتطرف للإسلام واضطهد الأقليات الدينية.

وقال مهدي: "بدأت أسأل نفسي، هل إسلامهم هو الصحيح، أم الإسلام الذي علمني والداي إياه؟".

وتشير آوات طيب، المؤسسة المشاركة لمنظمة ياسنا التي تروج للزرادشتية في كردستان منذ 2014 وممثلة الديانة في حكومة كردستان، إلى أن زهاء 15 ألفاً سجلوا أنفسهم في المنظمة حتى الآن.

وقالت إن معظمهم من الأكراد لكن هناك عرباً ومسيحيين أيضاً بين المنضوين تحت لوائها.

ورغم اعتراف الحكومة الإقليمية في كردستان رسمياً بالزرادشتية منذ 2015، إلا أن المتحولين من الإسلام لتلك الديانة لا يزالون مسجلين مسلمين في سجلات الحكومة العراقية المركزية، وهو أمر لا تتوقع آوات طيب أن يتغير في وقت قريب.

وقال مهدي، وهو يقود سيارته إلى فرع منظمة ياسنا الذي أُنشئ حديثاً في دهوك، إنه يأمل أن يعثر على مجتمع جديد من معتنقي الزرادشتية مثله.

وقبل تسجيله رسميا عضواً في المنظمة سألته رئيسة الفرع، هيلان شيا، إذا كان سيلتزم بالمبادئ الأساسية لاحترام الطبيعة وعناصرها الأربعة الهواء، والماء، والنار، والأرض فضلاً عن البشر.

ومن العناصر الأساسية التي تجذب الشباب ذوي الخلفيات المحافظة إلى الزرادشتية القديمة مسألة التركيز على البيئة، والتعايش السلمي.

لكن لا يزال أمام الزرادشتيين في دهوك طريق قبل أن يحظوا بقبول عالمي، فبعض الشيوخ المحليين يصفون الزرادشتيين، على وسائل التواصل الاجتماعي، بالكفار.

وقال مهدي وهو يتجول في كهف غارستين إنه حلم بأن يمارس يوماً ما طقوس تحوله للزرادشتية هناك.

وقال حسن قاسم، مدير دائرة آثار دهوك، إن الكهف كان مكاناً لممارسة الشعائر الزرادشتية، أضاف لكنه الآن موقع أثري مُصنف، ولم ممكناً استخدامه على هذا النحو.

وبسبب غياب لممارسة طقوسهم، يأمل الزرادشتيون في دهوك في تنامي أعدادهم ليتسنى لهم فتح معبد في مكان آخر.